أسبوع الصمت والتكتّم في بلاد التنين أصاب 3000 شخص

سرّ الأيام الستة... ونيران «كورونا»

1 يناير 1970 02:17 م

ما زالت سهام الاتهامات الأميركية تجد طريقها نحو الصين، في ظل أجواء تبادل اتهامات وإلقاء الكرة في ملعب الآخر. وفي هذا الصدد، كشف تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأميركية أن «الصين تكتمت على مدار ستة أيام كاملة عن إعلان أي معلومات حول فيروس كورونا المستجد»، موضحاً أنه «في الأيام الستة التي تلت تحديد كبار المسؤولين الصينيين سراً أنهم ربما يواجهون وباءً من فيروس كورونا المستجد، استضافت مدينة ووهان مأدبة جماعية لعشرات الآلاف من الناس، وبدأ الملايين رحلتهم السنوية إلى الصين للاحتفال بالعام القمري الجديد».
وأضاف التقرير «حذر الرئيس شي جين بينغ الجمهور في 20 يناير (اليوم السابع) ولكن بحلول ذلك الوقت، أصيب أكثر من 3000 شخص خلال أسبوع تقريباً من الصمت العام، وفقاً لوثائق داخلية حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، وتقديرات تستند إلى بيانات العدوى بأثر رجعي»، فيما قال عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس الدكتور زوو فينغ زانغ «إن هذا أمر هائل، إذا اتخذوا إجراءات قبل ستة أيام، لكان هناك عدد أقل بكثير من المرضى وستكون المرافق الطبية كافية». ولكن عالم الأوبئة الآخر، بنيامين كاولي، في جامعة هونغ كونغ، كان له رأي مخالف، واعتبر أنه «إذا قام المسؤولون الصحيون في الصين برفع الإنذار في وقت مبكر للغاية، فقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بمصداقيتهم وشل قدرتهم على تعبئة الجمهور».
وذكر التقرير أن «الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على المعلومات، والعقبات البيروقراطية، والتردد في إرسال أخبار سيئة إلى القيادة العليا، خففت التحذيرات المبكرة»، فيما نفت الحكومة الصينية مراراً وتكراراًَ قمع المعلومات في الأيام الأولى، قائلة إنها أبلغت منظمة الصحة العالمية على الفور عن تفشي المرض. في المقابل، قال الرئيس المؤسس المتقاعد لمكتب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض في الصين الدكتور راي ييب، إنه «ربما لم يكونوا قد قالوا الشيء الصحيح، لكنهم كانوا يفعلون الشيء الصحيح. ففي 20 يناير دقوا ناقوس الخطر للبلاد بأسرها، وهذا ليس تأخيراً غير معقول».