جاسم خالد المرزوق النوخذة الاقتصادي والتربوي الرائد في ذمة الله

... رحيل «الرجل المعروف»

1 يناير 1970 03:16 ص

يتذكر أهل الكويت جيداً مقولة سمو الأمير الراحل المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح، عن الراحل العم جاسم خالد المرزوق... «الرجل معروف»، هكذا كان يصفه عندما يفتح النقاش حوله نيابياً، في إشارة منه إلى دور هذا الرجل ومكانته ومدى تقديره.
بالطبع هذا التوصيف لم يكن منفلتاً من عقال الحقيقة، فالأمير الوالد الذي لم يخفِ حبه للراحل كان يعي جيداً مستقبل المسيرة الزاخرة بالعطاء، لرجل أقل ما يقال عنه أنه أسهم بقوة في بناء الوطن ومؤسساته.
غيّب الموت أمس مربياً فاضلاً، عن عمر يناهز 85 عاماً، كانت له إسهامات جليلة أثرى بها قطاعات متعددة، خصوصاً في الجانب التربوي والتجاري والعدل.
شيء ما في مسيرة الراحل يشبه اسمه، فرغم طبيعته الهادئة، وجليته التي اشتهر بها، إلا أنه كان مرزوقاً، محارباً مقاتلاً، في انتزاع الأدوار التربوية والاقتصادية والتجارية، فكان الاستحقاق، أن يكون وزيراً برتبة مطور أينما حل برؤيته.
وُلد المرزوق بمنطقة القبلة في السادس عشر من يونيو 1935، وتلقى تعليمه بمدرسة الشيخ أحمد الخميس، ثم التحق بالمدرسة الأحمدية، فالمدرسة المباركية، وأُرسل بعدها في بعثة دراسية لدراسة القانون بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، ليحصل على شهادة الليسانس عام 1961.
أما وظيفياً، فبدأ المربي الفاضل حياته الوظيفية مساعداً لأمين سر المجلس البلدي في 1961، ثم رُقّي بعدها ليشغل منصب مدير الشؤون الإدارية في بلدية الكويت في 1963، ثم مديراً للبلدية في 1964، وفي العام 1971. كما كان له الأيدي المعطاءة المحققة لإنجازات متشعبة محلياً وعربياً، فإلى جانب المناصب العديدة التي تولاها محلياً، شغل منصب الأمين العام لمنظمة المدن العربية بين (1967– 1971).
بدأت رحلة المرزوق مع المناصب الوزارية عندما اختير وزيراً للعدل في 1971، وفي العام نفسه عين وزيراً للتربية، حيث شغل هذا المنصب نحو 10 سنوات، ثم وزيراً للتجارة من 1981 حتى 1985.
وكان رحمة الله عليه ذا فضل في تطور عجلة التربية في الكويت، فشغل منصب الرئيس الأعلى لجامعة الكويت خلال الفترة من 1971 حتى 1978، ليعيد مع ذلك تطوير المقررات ثم الارتقاء بالمعاهد التخصصية، وخلال توليه وزارة التربية أيضاً تم إنشاء كليتي الهندسة والطب، ومن إسهامات الراحل العديدة المساهمة في تطبيق نظام الموازين والمكاييل العشرية، والمساهمة في إقرار نظام تقسيم وتجزئة الأراضي، علاوة على المساهمة في إقرار قانون الدولة.
أما تجارياً فكان مثل «النوخذة» في نظرياته الاقتصادية، الذي يعرف مواقع التيارات ومناطق الأعاصير. الحسابات عنده ليست أرقاماً تجمع وتطرح فقد أدخل الراحل عنصر الإقدام التجاري والتحرر من عقدة الأجنبي، بأن سعى لنشأة شركات وطنية، تحل محل البنوك وشركات التأمين الأجنبية التي كانت وقتها مستحوذة على أعمال السوق المحلي.
 فرغم قناعته مثل غيره من كبار التجار بأن مجتمع الأعمال المحلي لم يملك وقتها قدرات المستثمرين الأجانب لجهة نوع العمل وحجمه والمضاربة فيه، إلا أنه أظهر فروسية في الدفاع عن الاقتصاد الوطني، متسلحاً بالمقولة الشعبية «دهنا في مكبتنا» ولذلك عمل عندما كان وزيراً للتجارة تحت عنوان عريض وهو أن «نحدد خيرنا لنا، عبر كسر الاحتكار الأجنبي بإفساح المجال لزيادة وتيرة تأسيس الشركات الوطنية القادرة على المنافسة، وادخار المواطنين استثمارياً في أسهمها من باب الاعتزاز بملكيتهم، ومن ثم تعظيم أرباحهم».
العم جاسم خالد المرزوق الشخصية الاقتصادية المرموقة، كما كان يحلو تسميته ممن عايشوا نهضته، معروف عنه أنه كان يتحمل المسؤولية في قيادة الاقتصاد الوطني ودفع مؤسساته نحو التغيير الجذري فكراً وعملاً، بفروسية القبطان محققاً خلال فترة وزارته إسهامات اقتصادية عديدة، ليصح وصفه بالبحار الجذل لتأثيره الواسع.
ومجتمعياً كان العم جاسم خالد المرزوق معروفاً بين أهله وأصدقائه بالرجل الطيب المتواضع الوفي.
وما لا يعرفه الكثيرون عنه، أنه كان من أبرز المساهمين في العمل الخيري وداعم لجمعيات عدة، لعل أبرزها الهلال الأحمر الكويتي. ويظل المثال الأبرز على اهتمامه بالعمل التطوعي، دعمه لـ»لوياك» التي لم تكن لتستمر كمجموعة تطوعية تجمع أبناء وبنات الكويت لولا دعمه المستمر.
وإذا كانت هناك كلمة أخيرة يمكن قولها بحق العم جاسم خالد المرزوق، فالراحل كان باختصار وببساطة شديدة من القامات التي تتماهى مع تاريخ عاشته وتأبى إلا أن تضع بصماتها على صفحاته، فلم يهتم المرزوق كثيراً في مسيرته بمستوى التحدي إنما بجدوى نتائجه، ولم يقف كثيراً أمام الأحجام والمساحات بل أمام الدور والرسالة، ولذلك نجح الراحل رغم تواضع أخلاقه، في بناء رصيد كبير من الإنجازات لتكون مضرباً للمثل تتناقله الأجيال بعزم الطموح القافز على التحديات نحو التغيير البناء.

ماذا قالوا؟

| إعداد ناصر الفرحان |

مرزوق الغانم:  ساهمَ ببناء الوطن

نعى رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، العم جاسم المرزوق، قائلاً «أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة المرزوق الكريمة بوفاة المغفور له العم جاسم خالد المرزوق، أحد الرجال الذين ساهموا ببناء الوطن ومؤسساته».
‏وأضاف «أسأل الله جلت قدرته للفقيد الغالي الرحمة الواسعة ولذويه ومحبيه الكثر جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب».

خالد الروضان: صاحب بصمة

فيما تقدم وزير التجارة والصناعة خالد الروضان، بخالص التعازي لعائلة المرزوق بوفاة العم جاسم المرزوق، سائلاً الله له المغفرة والرحمة، ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان، قال إنه يرى الكثير من بصمات الفقيد في «التجارة».
وأضاف الروضان أن الراحل كان رجل دولة، دمث الخلق، محباً لوطنه مخلصاً له، وسعى دائماً إلى تطويره وفقاً لرؤية طويلة الأمد، ما جعله صاحب بصمة أينما حل.

محمد الجبري مُعزياً

توجّه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري بتعازيه لعائلة المرزوق لوفاة العم جاسم خالد المرزوق، داعياً له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته.

صفاء الهاشم:  الكويت خسرت أحد أعمدتها

قالت عضو مجلس الأمة النائب صفاء الهاشم إنه برحيل العم جاسم خالد المرزوق خسرت الكويت أحد أعمدتها الهامة، الذي كانت له اليد الطولى في بناء الكويت الحديثة، مضيفة «الله ‏يخلف عليك بالجنّة ونعيمها يابومحمد ويبارك لنا في ذريتك».

فهد الشعلة:  صاحب أيادٍ بيضاء

توجه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وزير الدولة لشؤون البلدية السابق فهد الشعلة بخالص العزاء وصادق المواساة لعائلة المرزوق الكرام، بوفاة ‏مدير البلدية السابق ووزير العدل و«التربية» و«التجارة» السابق، واصفاً المرزوق بأنه أحد رجال الكويت المخلصين، وصاحب الأيادي البيضاء، ومن الذين ساهموا ببناء الوطن.

عبداللطيف السنان: أحد رجالات الكويت

قال نائب مدير عام الهيئة العامة لشؤون القصر الدكتور عبداللطيف السنان، «‏عظّم الله أجر آل المرزوق الكرام ‏في وفاة العم جاسم خالد المرزوق ‏، رحمه الله، أحد رجالات الكويت الذين ساهموا في تنمية الوطن، ‏لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى»، داعياً الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه ويوسع مدخله ويُدخله الجنة مع الأبرار.

حمد المطر:  من أوفياء الكويت

تقدم النائب الأسبق، الدكتور حمد المطر، بتعازيه لأسرة المرحوم، قائلاً «رحم الله العم جاسم خالد المرزوق وأسكنه الفردوس الأعلى»، أحد رجالات الكويت الأوفياء، سائلاً الله عز وجل أن يلهم عائلته الصبر ويربط على قلوبهم ويبدل المرحوم داراً خيراً من داره.