بدأ آلاف النازحين السوريين العودة إلى ديارهم في محافظة إدلب، التي مزقتها الحرب، رغم خطر تجدد القتال، بسبب خوفهم من تفشي وباء كورونا المستجد في مخيمات اللاجئين المكتظة قرب الحدود التركية.
ونزح نحو مليون سوري من إدلب وريفها في شمال غربي البلاد خلال 12 شهراً الماضية بعد أن كثفت قوات النظام السوري، مدعومة من روسيا، حملتها لاستعادة السيطرة على آخر معقل لمقاتلي المعارضة بعد حرب مستمرة منذ نحو 10 سنوات.
وهدأت المعارك منذ مارس الماضي، عندما اتفقت أنقرة، التي تدعم بعض الفصائل المعارضة، على وقف إطلاق النار مع موسكو التي تدعم دمشق بقوة جوية كثيفة.
ولم تُسجل حتى الآن أي حالة إصابة مؤكدة بـ«كورونا» في شمال غربي سورية، إلا أن الأطباء يخشون من أن البنية التحتية الطبية المدمرة في المنطقة والمخيمات المكتظة ستجعل أي تفش للفيروس يتحول بسرعة إلى كارثة إنسانية.
وفي ظل صمود الهدوء الموقت، يُقيم النازحون بين خيارين أصعب من بعضهما، إما البقاء في مخيمات مكتظة للغاية مع خدمات قليلة حيث يمكن أن يكون الانتشار المحتمل للفيروس مهلكا، أو العودة إلى بيوتهم مع احتمال تجدد المعارك حولها.
وقال أبوعبدو (45 عاماً)، الذي عاد الأحد مع أُسرته المكونة من سبعة أفراد إلى قرية في ريف إدلب، لـ«رويترز»، إن «حياتنا من خطر إلى خطر، تهرب من القصف والنظام والمعارك إلى الزحام والكورونا».
وأضاف: «نحن هنا أراض زراعية والهواء نقي ونظيف ولا يوجد زحام رغم أنها منطقة خطرة حتى اليوم».
بدوره، قال النازح فايز العاصي (49 عاماً)، الذي فرّ من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي قبل شهرين ونصف الشهر: «لدينا تخوف من تصعيد النظام من جديد ولكن المعيشة في البلدة وفي منزلنا أفضل من هذا النزوح».
وأفاد «منسقو الاستجابة»، وهو فريق إغاثة، أن 103 آلاف و459 سوريّاً عادوا إلى بلدات في حلب وريف إدلب منذ وقف إطلاق النار.
وقال النازح زكريا شاويش (25 عاما)، من بلدة أريحا، جنوب إدلب: «حتى لو كان هناك قصف فنحن لا نخاف من القصف تعودنا... الجلوس هنا تحت القصف أرحم من النزوح إلى الخيام وعدم امتلاك بيت».