حديث القلم

إنه غزو البُلهاء!

1 يناير 1970 06:07 م

في وقت تبذل فيه الدولة كل ما تملك من طاقات بشرية ومادية لحماية مواطنيها والمقيمين الشرفاء على أرضها، يأبى أصحاب بعض النفوس المريضة إلا أن يعكروا صفو الوضع العام في البلد، ويساهموا في تعمد نشر الأكاذيب والإشاعات من جهة، وإثارة العنصرية والبغضاء في الداخل والخارج، فهم أشد فتكاً من داء كورونا نفسه وهم العدو الحقيقي للكويت، سطحيتهم ووضاعة أخلاقهم نجحت في استمالة أمثالهم واستعداء الغير في الوقت الذي يحتاج فيه الجميع للسلام مع النفس والمجتمع.
نعيش أوضاعاً مشابهة إلى حد بعيد بأوضاع الحرب بل هي حرب أصلاً، وفي الحروب يفترض ألا يكون هناك مكان لمثل تلك الأمثلة السيئة، ومن باب المواطنة الصالحة وحسن الخلق أن يلتف جميع المواطنين حول قيادتهم في خندق واحد، وينبذوا كل ما يؤثر على بلادهم داخلياً، وخارجياً مع الشعوب والدول الأخرى، فالخطر الحالي يشمل الجميع دون تمييز، وإذا تمكنا من تجاوز تلك المرحلة الحرجة بنجاح، فإننا سننجو جميعاً من هذا الوباء الذي لا يزال العالم عاجزاً عن التعامل معه حتى اللحظة.
هناك رجال ونساء يعملون جنباً إلى جنب في مواقع مختلفة، منهم أفراد الطواقم الطبية ومنهم المسؤول ومنهم الموظف ومنهم العسكري ومنهم المتطوع، وكل أمر سيئ يثار ويأخذ صدى إعلامياً، قد يتسبب بحالات من الإحباط ويزيد من تعقيد الأمور التي نتطلع جميعاً إلى طيها وإنهائها، فليس هناك ما يمنع أن تتباهى بوطنيتك من دون تعمد جرح الآخرين وبعيداً عن العنصرية البغيضة، ولا بأس حينما تنتقد بحدود الأدب والذوق دون الإساءة للغير، ولن يضرك لو تركت كل شيء وتفرغت للإشادة وتشجيع تلك الجهود الجبارة التي يبذلها الكثير من أبناء بلدك في هذه الظروف الحرجة.
أرجوكم... كفوا عن الاستهتار وترفعوا عن أوحال السوء، وليراجع كل منا نفسه ألف مرة، قبل أن يستخدم هاتفه لتسجيل كلمة انتقاد بحق الدولة أو خدماتها أو بعض الأجهزة الحكومية التي تتصدر المشهد في الوقت الراهن، أو قبل أن يكتب رأياً سيئاً يؤثر على المجتمع أو يثير شيئاً من الفوضى.

وخزة القلم:
يقول فيلسوف إيطالي: «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، تمنح الحق بالكلام لفيالق من الحمقى، ولهم الحق الآن بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل، إنه غزو البُلهاء!
twitter: @dalshereda