رواق

الله يعديها ويعدلها

1 يناير 1970 02:17 م

مع دخول الشهر الثاني لفيروس كورونا في الكويت، وثاني حالة وفاة، واقتراب أكبر عملية إجلاء، يجد المرء نفسه حائراً بين أن يقول شيئاً أو لا يقول شيئاً!
هل نتحدث عن كورونا التي سيطرت على كل ما سواها، وتصدرت حياتنا لاعتبارات صحية جعلتها في قمة أولوياتنا، بل الأولوية الوحيدة في حياتنا في زمن الكورونا؟
أم نتجنب الحديث عنها ونتجاهلها في الحديث عن الحياة قبلها وبعدها، والحياة بأسرها في عداد المجهول منذ عرفناها فيها؟
بين الخيارين المتصارعين في كل مرة أنوي الكتابة فيها أتأمل الحياة حولي: ما قبل كورونا وخلالها وبعدها، كيف كنا وكيف صرنا؟
كانت الحياة سريعة وكنا نحتاج قليلاً من البطء فتوقفنا نهائياً قسراً، أحياء، بلا أي مظهر من مظاهر الحياة المعتادة، حتى مشاعرنا تجمدت في وسط اللخبطة، بين خوف، وأشده الخوف من المجهول، مع أن هذا المجهول أعطانا كل ما نحلم بها: الراحة التي طالما تمنيناها، فاكتشفنا أن الراحة الحقيقية ليست في المجهود الذي نبذله، بل في ما نعرف لنطمئن وما دمنا نجهل لن نرتاح!
أعطتنا كورونا دورة مكثفة في النظافة، ووضعت الجميع على المحك بين من يرفعون من شعارات ومن يطبقون منها، فكشفت وفضحت!
أجبرت الحكومات على الإصلاحات، تنفيذاً لا تخطيطاً، فالميدان أمام حميدان وكل الشعوب جمهوره في ملعبه ليلعب أم يتعب، وسواء لعب أم لم يلعب سيتعب!
كلنا «تعبانين»، المصابون والأصحاء، فجميع الأصحاء مشروع مصاب مفترض، المصاب جلل، أول وباء في زمن العولمة، بعد مئة عام علم فيها الإنسان ما لم يعلم، حتى ظن أنه ختم العلم ففضح جهله فيروس لا يرى بالعين المجردة... المصاب مصيبة... الله يعديها ويعدلها.