وجع الحروف

نعم... بلدة طيبة وشعب كريم!

1 يناير 1970 06:07 م

شدني مانشيت «بلدة طيبة... وشعب كريم» الذي نشر في «الراي» عدد الجمعة الماضي، وأظهر تقديم يد العون والمساعدة للوافدين في مناطق المهبولة وجليب الشيوخ، وكذلك حس التطوع الوطني الذي انتشر بشكل ملحوظ.
هنا أتذكر الآية الكريمة: «وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون»... نعم? فالكويت كبلدة آمنة مطمئنة توزعت خيراتها لتغطي كل بقاع الأرض، ولا تجد مكاناً إلا وفيه أياد الخير قد وصلت وهي الحافظ بعد الله عز وجل، فـ «صنائع المعروف تقي مصارع السوء».
وقد نبّه الله أهل البلاد الآمنة المطمئنة ممن يكفرون بنعم الله، كالمترفين الذين يفسقون ولا يتوجهون إلى الله بالحمد والشكر على النعم.
أستغرب ممن يعلن تطوعه أو تبرعه أو عرض خدماته، وفي المقابل ينشد التعويض أو تخصص له مبالغ رغم أنه متطوع.
في الرخاء أعطت الكويت الجميع وتتفاوت العطاءات... منهم من يأخذ بمقدار «ملعقة» ومنهم من يأخذ بمقدار «كوب»، ومنهم مجموعة تأخذ نصيباً كبيراً لا يقاس، ولهذا فرد الجميل للكويت في زمن الأزمات يجب أن يكون نسبة وتناسبا، ولنا في دول كثيرة خير مثال، حيث بادر الكثير من تجارها إلى ضخ أموال طائلة كمساهمة منهم للوطن.
وقس عليها ما نلاحظه الآن من سباق مع الزمن لتكون جميع معاملاتنا إلكترونية «عن بعد»، وهنا نحمد الله ونشكره على نعمة البلاء «كورونا»، الذي حرك الضمير بعد أن كنا نطالب بهذا الأمر منذ أكثر من عقد من الزمان.
وقس عليها أيضا? مطلقي الإشاعات? فقد كنا نحذر من ترك مروجي الإشاعات والسفاهة، وحان وقت الحزم.
وقس عليها أيضاً الحاجة إلى الأمن الغذائي، بعد أن كنا في وقت الرخاء نوزع كهبات حيازات زراعية وحيوانية وقسائم صناعية، ونقدم تعليماً سيئاً وخدمات صحية متدنية، وكثير من القضايا التي كانت عالقة إلى وقت قريب.
نعم... بلدة طيبة وشعب كريم مؤمن بقضاء الله وقدره.

الزبدة:
فهمنا الآن الحاجة إلى تغيير نمط حياتنا إلى الأفضل.
فهمنا الآن أن تجار الإقامات أخطر بكثير مما يتصوره البعض? وهؤلاء هم من بحث عن الثراء السريع عبر أموال السحت التي أوقعت الضرر على البلاد والعباد، وأثرت بشكل كثير على موارد الدولة وحان الوقت لمحاسبتهم حساباً عسيراً.
تساقطت الأقنعة بوضوح... وعرفنا من هو الوطني الذي يعطي بلا مقابل، ومن هو يتطوع ويتبرع لأجل الحصول على تعويض.
احمدوا الله واشكروه على نعمه... ولا تولوا الأمور إلى السفهاء ومن هم لا يفهمون أبجديات القيادة والإدارة ومفهوم التخطيط الإستراتيجي.
هل نستطيع بناء وطن جديد بعد كل المشاهدات؟ أم ستمر أزمة «كورونا» بلا حمد ولا شكور... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi