العالم في عزلة و... ووهان «حرّة»

1 يناير 1970 05:57 م

إيران تدعو صندوق النقد  إلى منحها القرض العاجل

الركض ممنوع في فرنسا

مؤسّس «تويتر»  يتبرّع بمليار دولار


خرج آلاف السكان إلى شوارع ووهان، بعدما رفعت السلطات الصينية الإغلاق التام الذي فرض منذ أشهر على المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد للمرّة الأولى، ما يشكل دليلاً على أن الوباء لن يستمر إلى ما لا نهاية.
وفي مواجهة «الجائحة»، التي رفعت ضحاياها، حتى يوم أمس، إلى أكثر من 85 ألف وفاة، من نحو 1.5 مليون إصابة (أكثر من نصفها في أوروبا)، أعلن مؤسّس موقع «تويتر» جاك دورسي أنّه سيتبرّع بمبلغ مليار دولار ما يوازي 28 في المئة من إجمالي ثروته، لدعم جهود مكافحة «كوفيد - 19».
من ووهان، انتشر الفيروس في ديسمبر الماضي، بشكل متسارع، فوصل إلى كل بلد في العالم تقريباً وشكّل ضربة للاقتصاد العالمي وزجّ بنحو نصف البشرية في شكل من أشكال العزل، الذي رفعته المدينة الواقعة في وسط الصين، أمس، حيث اكتظت محطات القطارات والحافلات بعشرات آلاف الركاب الساعين للخروج منها.
وقالت هاو مي (39 عاماً) وهي تستعد لرؤية أطفالها للمرة الأولى منذ شهرين: «لا يمكنكم تصوّر حالتي»!
وفي محطة القطارات، صرخ رجل كان ينتظر قطاراً للعودة إلى مقاطعته هونان «مرّ 77 يوماً وأنا عالق».
في الأثناء، مرّ رجل آلي بين الحشود ورشّ على أقدام الموجودين مواد معقمة، مكرّراً تسجيلاً صوتياً يذكّرهم بوضع الأقنعة الواقية، بينما ارتدى البعض البزّات الواقية.
في المقابل، بدأت بلدة شمالية تطبيق قيود على حركة السكان وسط مخاوف من موجة عدوى ثانية في الصين.
وارتفع عدد الإصابات الوافدة في هيلونغجيانغ إلى 25 في يوم واحد بفعل توافد مسافرين قادمين من روسيا التي تشترك في حدود برية مع الإقليم.
وذكرت السلطات الصحية، أمس، أن عدد الحالات الجديدة التي لم تظهر عليها أعراض ارتفع إلى 137، مقارنة مع 30 في اليوم السابق، منها 102 حالة لمسافرين قادمين من الخارج.
وبلغ عدد الإصابات المؤكدة في بر الصين الرئيسي، 81802 حالة بينها 3333 وفاة.
وفي بريطانيا، بدأ رئيس الوزراء بوريس جونسون، أمس، يوماً جديداً في قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات لندن، حيث أعلن أن «وضعه مستقر ويتجاوب مع العلاج» بعد إصابته بالفيروس الذي اجتاح أكثر من 55 ألف شخص في المملكة المتحدة وتسبب بوفاة نحو 6500.
وأعلن وزير الدولة للشؤون الصحية إدوارد أرغار، أن معنويات رئيس الوزراء «جيدة».
من جانبها، أحصت إسبانيا، أمس، وفاة 757 مصاباً خلال 24 ساعة، في ثاني يوم يشهد ارتفاعاً في الوفيات، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 14555.
وارتفع عدد الإصابات المثبتة في هذه الدولة الأكثر تأثراً بالوباء بعد إيطاليا (17500 وفاة من 150 ألف إصابة)، بدوره ليبلغ 146690.
وأعلنت الحكومة الإيطالية، إن موانئها لا يمكن اعتبارها آمنة بسبب تفشي الفيروس، لذلك لن تسمح برسو زوارق المهاجرين التابعة لجمعيات خيرية فيها.
وفي باريس وبعض المناطق المجاورة، باتت الأنشطة الرياضية الفردية على غرار الركض، ممنوعة خلال النهار، في مواجهة تراخي تدابير العزل، بينما تجاوز عدد الوفيات الـ 10500.
وحذر المستشار الصحي للحكومة، من أن نحو 17 مليون فرنسي قد يتعرضون للإصابة بسبب السن أو الأمراض المزمنة.
وفي بروكسيل، استقال رئيس مجلس الأبحاث الأوروبي، احتجاجاً على تعاطي التكتل مع الوباء. وصرح ماورو فيراري، الذي تولى رئاسة المجلس في يناير، لصحيفة «فاينانشال تايمز»، بإنه يشعر «بخيبة كبيرة» إزاء رد الاتحاد الأوروبي على الجائحة التي سددت ضربة قاسية لإيطاليا وإسبانيا بشكل خاص.
وفي طهران، دعا الرئيس حسن روحاني، صندوق النقد الدولي إلى منح بلاده، القرض العاجل بقيمة خمسة مليارات دولار الذي طلبته للتصدي للوباء، الذي أدى إلى وفاة أكثر من 3993 شخصاً وإصابة ما يزيد على 64586، وفق الارقام الرسمية.
وقال إن «موجة ثانية» من المعركة ضد الفيروس قد تبدأ اعتباراً من السبت، مضيفاً أنها ستكون أصعب، حيث سيسمح للأعمال التجارية «المنخفضة الخطورة» باستئناف نشاطها.
وأكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا بدأت تدخل مرحلة حرجة في معركتها ضد الفيروس، مقترحاً على حكام الأقاليم سلسلة إجراءات يجب اتخاذها في سبيل محاربة الوباء.

إغلاق مسقط 12 يوماً والعفو عن 599 سجيناً

قررت سلطنة عُمان، إغلاق محافظة مسقط لمدة 12 يوماً ابتداء من يوم غد، واستمرار تعليق الدراسة إلى إشعار آخر، في حين أصدر السلطان هيثم بن طارق آل سعيد عفواً عن 599 سجيناً، مدانين في قضايا مختلفة، بينهم 366 من الأجانب.
وأعلنت وزارة الصحة، من جانبها، تسجيل 48 حالة جديدة مصابة بالفيروس ليرتفع العدد إلى 419.
ورصدت وزارة الصحة السعودية، أمس، 327 إصابة جديدة ليبلغ الإجمالي 2932، تعافى منهم 631.
وفي قطر، سجلت وزارة الصحة الثلاثاء، حالتي وفاة ليرتفع العدد إلى 6، فيما رصدت أمس 153 إصابة جديدة (الإجمالي 2210). وأعلنت وزارة الصحة البحرينية، عن خامس حالة وفاة لمواطن يبلغ 70 عاماً.
وفي الإمارات، سُجلت أمس، 300 إصابة جديدة، ليرتفع العدد إلى 2659 حالة، توفي منهم 12، وتعافى 239.
وعلّقت محكمة الأحوال الشخصية في دبي خدمات عقود الزواج والطلاق «حتى إشعار آخر».

«دول نموذجية»

يخضع نحو أربعة مليارات شخص في العالم لإجراءات عزل في مواجهة تفشي وباء «كوفيد - 19»، لكن الحياة تستمر بشكل عادي في تايوان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ، بفضل تدابير اتخذت في وقت مبكر جداً لوقف الأزمة.
كان يعتقد أولاً أن تايوان ستواجه الأسوأ مع ظهور الفيروس على أراضي جارتها الصين، الشريك التجاري الأول. لكن بعد ثلاثة أشهر، بلغ عدد المصابين 376 شخصاً بينما توفي خمسة بالمرض، ولا تزال مطاعمها وحاناتها ومدارسها ومحلاتها التجارية ومكاتبها مفتوحة.
وقال مؤسس مجموعة «مايكروسوفت» بيل غيتس الذي قدم مليارات للمساعدة على البحث عن لقاح ضد المرض، إن «دولاً مثل تايوان نموذجية».
وتعد كوريا الجنوبية، دولة نموذجية في هذا المجال أيضاً لأنها تمكنت من خفض عدد الإصابات بشكل كبير.
وفي أوج الأزمة سجلت 909 إصابات في يوم واحد. وتجاوز العدد إلى اليوم العشرة آلاف بينما بلغ عدد الوفيات 192.
لكن عدد الإصابات في 24 ساعة انخفض حالياً إلى أقل من عشرة، بينما تتواصل الحياة بشكل طبيعي تقريباً في كل أنحاء البلاد. ويتبع السكان تعليمات الإبقاء على مسافات بينهم، من دون أن يكون ذلك ناجماً عن أمر حكومي.
وسجلت نجاحات مماثلة في هونغ كونغ وسنغافورة، لكنهما تشهدان موجة ثانية من انتشار الفيروس بسبب عودة كثيرين من أوروبا والولايات المتحدة.