الأمم المتحدة تواجه تحدياً مزدوجاً
بعد أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد بين طاقم «تيودور روزفلت»، والتي أطاحت بقبطان الحاملة الأميركية، ووزير البحرية بالوكالة، اخترق وباء «كوفيد - 19» الحاملة الفرنسية «شارل ديغول».
وأفادت وزارة الجيوش الفرنسية، بأن نحو 40 بحاراً، وضعوا تحت المراقبة الطبية المشددة، عقب ظهور أعراض الوباء عليهم، وبأن الحاملة الموجودة حالياً في المحيط الأطلسي، تبحر عائدة إلى ميناء تولون قبل الموعد المحدد في 23 أبريل.
وأرقام الحالات المؤكدة أو المشتبه فيها غير مفصلة في صفوف القوات المسلحة. لكن بحسب الأرقام الأخيرة التي كشفتها وزيرة الدفاع فلورانس بارلي السبت، تم تسجيل 600 حالة (بين مدنيين وعسكريين) ولا وفيات.
وأكدت الوزيرة مراراً، أن الوباء لا يمنع القوات المسلحة من إتمام مهماتها على أكمل وجه.
وجاءت الإشارة الأولى على أن حاملات الطائرات، المجهزة جيداً عسكرياً وطبياً، غير قادرة على مواجهة الفيروس التاجي، بعدما طلب بريت كروجر، قبطان «روزفلت» النووية، في رسالة استغاثة وجّهها إلى البنتاغون، وسرّبت إلى الإعلام، السماح له بالرسو في جزيرة غوام لإخلاء الحاملة (تضم نحو 5 آلاف بحار) من المصابين بالفيروس بعدما تفشّى الوباء على متنها.
ورد وزير البحرية بالوكالة توماس مودلي، الخميس الماضي، بإعفاء القبطان، الذي تبين لاحقاً إصابته بالفيروس، ويتلقى حالياً العلاج في قاعدة غوام.
ونبّه كروجر رؤساءه إلى أنّ «انتشار المرض مستمر ومتسارع»، مناشداً إياهم بالقول «نحن لسنا في حالة حرب. لا حاجة لأن يموت بحّارة».
وأضاف: «قد يبدو إجلاء غالبية الطاقم من حاملة طائرات نووية أميركية منتشرة في المحيط وعزلهم لمدة أسبوعين إجراءً استثنائياً... إنّها مخاطرة تفرضها الضرورة».
وليل الثلاثاء، قدم مودلي استقالته، بعد تسريب صوتي خاطب فيه طاقم الحاملة قائلاً، إن كروجر «إما جاهل جداً او غبي جداً»، واصفاً تسريب مذكرة التحذير خارج سلسلة القيادة، بأنه «خيانة».
وأعلن وزير الدفاع مارك إسبر، قبوله استقالة مودلي بموافقة الرئيس دونالد ترامب، وتعيين جيم ماكفيرسون، كوزير بالوكالة للقوات البحرية.
ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز»، من جهتها، إلى ان «ضعف» حاملات الطائرات، يكمن في استحالة تحديد مسافة للتباعد الاجتماعي المطبقة في المدن.
من جانبها، تواجه الأمم المتحدة تحدياً مزدوجاً تجاه الجنود الـ 110 آلاف المشاركين في نحو 15 عملية لحفظ السلام في العالم، يتمثل بحمايتهم من الوباء، ولكن خصوصاً تجنب قيام دول بسحب وحداتها.
وفي إجراء يستبق وصول الفيروس إلى الدول التي تجري فيها عمليات لحفظ السلام ويهدف إلى منع انتشار الوباء، جمدت الأمم المتحدة منذ السادس من مارس عمليات تبديل جنودها في بعض الدول، في قرار مددته الإثنين حتى 30 يونيو وبات يشمل كل العمليات.
وفي كل أنحاء العالم، بدأت منذ أسابيع إجراءات لتأمين الحجر لكل الأشخاص الذين تثبت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، في معسكرات تضم جنودا لحفظ السلام.
واتخذت إجراءات وقائية أيضاً للدوريات «بهدف تجنب انتقال العدوى بين العسكريين أو نقلهم العدوى إلى السكان»، كما ذكر مصدر في مقر الأمم المتحدة، حيث ما زالت ماثلة في الأذهان، ذكرى انتقال عدوى الكوليرا إلى الهايتيين من قبل عسكريين نيباليين. وتوفي نحو عشرة آلاف شخص بدءاً من 2010 بهذا الوباء.