أوروبا تبدأ مرحلة ما بعد «كوفيد - 19»

1 يناير 1970 08:02 ص

الفيروس يفرض نظاماً  غذائيا جديداً وصارماً

بدأت إيطاليا تتحضّر للمرحلة المقبلة التي ستتعايش فيها مع وباء «كوفيد - 19»... وباشرت بلديات المناطق الإيطالية الشمالية توزيع الأقنعة على كل منزل، بحسب عدد السكان الموجودين فيه. وأصدرت قراراً بأن على كل شخص يخْرج من منزله أن تكون له كمامة واقية من انتشار العدوى.
كذلك طلبت من جميع الطلبة الموجودين في منازلهم التوجه إلى مبنى البلدية لتسلم جهاز كمبيوتر لمتابعة الدراسة عن بُعد، إذ لم يكن يفترض أن يتواجد جهاز مماثل في كل منزل قبل انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أقعد السكان في منازلهم. وقد سُلِّم 300 ألف كمامة للصيدليات في الشمال الإيطالي لتوزيعها على السكان من دون مقابل مادي.
ليس من الحِكمة التخفيف من خطر الوباء ولا تعظيمه. ولن يعود العالم كما كان قبل انتشار الوباء إلا حين يتم إيجاد العلاج لجميع السكان، وهذا لن يحصل قبل أشهر طويلة أو سنة، كما ذكرت منظمة الصحة العالمية.
وهذا من شأنه فرْض نظام غذائي جديد وصارم على العالم بأجمعه، بعدما تبيّن أن أكثر المصابين يعانون من أمراض مُزْمِنة على رأسها زيادة الوزن التي تَتَسَبَّب بانسداد الشرايين وبالسكري والضغط والتهاب الرئة.
ولن تستطيع الحكومات مجابهة الأخطار الناتجة عن الطلب من السكان العودة إلى ممارسة أعمالهم والتعايش مع الفيروس، إلا بمساعدة الناس واتخاذ هؤلاء تدابير صحية لأنفسهم وعوائلهم تقيهم من سرعة الانتشار الذي يتميّز بها الفيروس. وهذا يُدْخِل كل الدول في مرحلة إدارة الأزمة بإنتاجٍ محلي للمستلزمات الضرورية لمجابهة «كورونا» أو أي فيروس مستقبلي للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
وقرّرتْ الحكومة الإيطالية تحضير الشركات لاستعادة نشاطها الاقتصادي، وهي على دراية بالتأثير السلبي الذي سبّبه انتشار الفيروس وفرض حظر التجول على السكان وإقفال كل الشركات.
ولهذا رصدت مبلغ 200 مليار يورو إضافة للـ 350 ملياراً الأولية لدعم الشركات الصغيرة والكبيرة و200 مليار يورو إضافية للشركات التي تتعاطى التصدير والاستيراد، بما مجموعه 750 مليار يورو لضخّ شريان حياة تجارية في المؤسسات المتضررة. وستعطي الحكومة لكل شركة صغيرة أو متوسطة مبلغاً يراوح بين 25 ألفا و 800 ألف يورو بمثابة دين من دون فائدة لمدة 30 عاماً لتستطيع هذه الشركات بدء العمل في أسرع وقت.
ويقول عالم الفيروسات الإيطالي البرفسور بيار لويجي لوبلكو، إنه «يتوجب على السكان التعود على أخذ حمام شمس وعدم خلع الكمامة بالوقت نفسه، مع أخذ المسافة الضرورية الآمنة بين بعضهم البعض على الشواطئ، لقد أدخلنا ثقافة عدم البصق في الشارع لمنع تفشي مرض السلّ، واليوم ندخل ثقافة ارتداء القناع والإبقاء على مسافة آمنة كتدبير طبيعي ضمن حياتنا اليومية المستقبلية».
أخذت النمسا المبادرة الأولى بين كل الدول الأوروبية لوقف تدابير العزْل، وأعلنت أنه ابتداء من الاثنين 13 الجاري، تستطيع المحال غير الضرورية إعادة فتح أبوابها. إلا أنها فرضت وضْع الكمامات في المحلات التي تبيع الأغذية والمواصلات العامة.
المستشار النمسوي سيباستيان كورتز، قال إنه «ستكون هناك إعادة للحياة الطبيعية تدريجياً وخطوة خطوة. كل المحال غير الأساسية (الصيدليات والمحال التي تبيع الغذاء تُعتبر أساسية) والتي تبلغ مساحتها أقلّ من 400 متر مربّع تُفتح في 14 ابريل. أما المحلات الأخرى والحلاقين والمساحات الكبيرة التجارية (MALL) فتُفتح ابتدءاً من الأول من مايو المقبل».
كانت الأولوية العالمية تتعلّق بالسلامة العامة والحفاظ على أقل عدد من الإصابات وتجهيز المستشفيات والطواقم الطبية، وأصبحت اليوم الأولوية للاقتصاد والتعايش مع الفيروس بعدما انقضت مرحلة الذعر.
من المقرر أن تتبع الدنمارك تدابير النمسا نفسها، بينما تتحضّر إيطاليا وسويسرا وبلجيكا للخطوات عيْنها لتبدأ مرحلة إعادة الاقتصاد إلى الحياة والتعايش مع «كوفيد - 19».