فلسفة قلم

اعقلها وتوغّل

1 يناير 1970 02:15 م

 هناك ضوء في آخر النفق هكذا قال رئيس الولايات المتحدة في تصريحه عن أزمة كورونا.

دعونا من النفق اليوم ولنركز على بقعة الضوء، بعض الأزمات تظهر في أنفاقها المظلمة أضواء قل من ينتبه إليها ويحسن استغلالها والاستفادة منها. ارى ويرى الكثير منا، في حكومتنا الحالية بعض من يحسن العمل بعد أن اثبتوا أنهم يتقنون المحاربة في اكثر من جبهة في الوقت ذاته.

اعتقد أن ابرز فوائد كورونا التي نعيشها (وقد أكون مخطئا ) هي شلل مفهوم "الواسطة" في الفترة الحالية، فلا تاجر فاسد يتجرأ أن يتاجر في هذه الأزمة، ولا متجاوز يفكر بأن يتودد لغض الطرف عن مخالفاته، ولا متكسب يستطيع أن يتكسب في أي قضية، وقد تكون حالة الصبر والسكون الآني عن طلب الواسطة والتوسط الذي يسري في دمائنا مؤقتا، وسيعود ويتفجر بعد الازمة تعويضا عن الأيام السود التي مرت بدون واسطات، لذلك على الحكومة استغلال هذه الفترة احسن استغلال في تنفيذ إصلاحات جذرية موازية لخطة مكافحة فيروس كورونا، فمن كان يتعذر بسيطرة اصحاب النفوذ على قاعة بالأمس، لن ينفعه نفس العذر اليوم.

نعيش اليوم في حالة مميزة من التناغم الشعبي والحكومي والإعلامي ولا مجال لدخيل بيننا ولن يتجرأ فاسد علينا، لذلك على الحكومة المضي قدماً في مكافحة الفساد والمفسدين، وأنا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة تدرك ذلك وتعقد النية للعمل عليه، ولكن يجب أن يكون الضرب بيد من حديد، على سبيل المثال: من ضبط متلبساً بالغش التجاري في هذه الأزمة لا يستحق أن يمارس نشاطه من جديد، وقس على ذلك، حتى لا اطيل.

أما أهم رسالة اليوم هي تعديل التركيبة السكانية التي صار لزاماً على الحكومة اليوم أن تستغل إجراءات أزمة كورونا في تعديلها.

أخبرني صديق أمني رفيع المستوى أن أفضل خطة للقضاء على المخالفين في المناطق التي تشهد كثافة سكانية هي استغلال قرار الحظر المناطقي الكلي... فسألته: كيف؟

 فقال: تطبيق خطة الحصار الدائري والتوغّل.

ثم راح يشرح لي شرحاً طويلاً مفصلاً، إلا أن خطته تتلخص في محاصرة المناطق المحظورة، ثم التوغّل فيها وفق خطة أمنية بطيئة التنفيذ من جميع الاتجاهات فتصغر الدائرة ثم تصغر ثم تصغر، حتى يصل الأمنيون إلى المركز ..(مركز المنطقة ذاتها)

فقلت له: إذا كانت هذه الخطة لا تسبب ارتدادات عكسية اعقلها وتوغّل.