الأندية الإسبانية قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو في حال عدم إكمال الموسم

إيطاليا... تخبُّط بين الإلغاء والاستئناف

1 يناير 1970 05:55 م

روما، مدريد - أ ف ب - 20 مايو؟ سبتمبر؟ أكتوبر؟ أو إلغاء؟
في خضم محنتها الصحية، تتخبط الأندية الإيطالية منذ أسابيع عدة في ما يتعلق باستئناف منافسات كرة القدم بعد تفشي فيروس «كورونا». لا يزال من غير المعلوم إذا كانت المباريات المتبقية ستقام في ظل بعض المواقف الراسخة للأندية.
تعيش إيطاليا فترة عزل كبيرة راهناً، بعد خسائرها الرهيبة في الأرواح نتيجة تفشي «كوفيد-19»، لكن مديري أندية الدرجة الأولى يجدون وسائل مختلفة لإيصال صوتهم. عبّروا عن آرائهم في وسائل الإعلام التي سرّبت بعض الاجتماعات من لقاءات لا تحصى عبر الفيديو نظمتها الرابطة أو الاتحاد المحلي.
لفترة طويلة كان معسكر رفض الاستئناف مسيطرا في ايطاليا. في 22 مارس، اعتبر رئيس نادي بريشيا،ماسيمو تشيلينو، أن «الموسم انتهى» و«كل شيء يجب أن يؤجل إلى الموسم المقبل» بسبب تفشي «كورونا» الذي شبّهه بـ«الطاعون».
وأضاف بعد أيام: «استئناف اللعب سيكون جنوناً»، معتبرا انه مستعد لعدم احضار فريقه وخسارة مبارياته كافة في حال عودة المنافسة.
وكان الرئيس النافذ لتورينو، أوربانو كايرو، في الخط عينه: «بالنسبة لي، انتهى الدوري. لن يتم منح اللقب».
ومن أنصار الوقف النهائي للموسم، نجد أندية في المناطق الأكثر تأثرا بالفيروس على غرار بريشيا، وفريقي ميلانو وتورينو.
لكن هناك أيضا أندية مهددة بالهبوط إلى الدرجة الثانية، على غرار جنوى (17)، سمبدوريا (16) أو تورينو (15).
في المقابل، يقود مجموعة المطالبين باستئناف الدوري، رئيس نادي لاتسيو، وصيف الدوري بفارق نقطة عن يوفنتوس المتصدر وحامل اللقب، كلاوديو لوتيتو.
في 24 مارس الماضي، نقلت صحيفة «توتوسبورت» حديثاً بين لوتيتو الباحث عن لقب ثان لفريق العاصمة في 120 من تاريخه ورئيس يوفنتوس، أندريا أنييلي، لم ينكره الطرفان.
قال لوتيتو: «هل رأيت الأرقام؟ آه، هي تنخفض! لكني أتحدث مع أطباء مطلعين ومتواجدين في الخط الأمامي، وليس أطباء الفريق». رد أنييلي، المصنف آنذاك بين المشككين بعودة الدوري: «آه، نعم، بالتأكيد. ثم أنت أصبحت عالم فيروسات».
لكن موقف أنييلي تطوّر وأصبح يوفنتوس من أنصار العودة التي أصبحت تملك الغالبية مع فريق بهذا الثقل.
تأكيد موقف رئيس النادي الذي يتخذ من مدينة تورينو مقرا له، جاء من بريد مشترك للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تجمع الروابط الاوروبية ورابطة الاندية الاوروبية التي يرأسها أنييلي.
كتبوا الخميس: «نعتقد أن قرارا بإلغاء المسابقات المحلية في هذه المرحلة المبكرة لن يكون مبررا».
ومنذ بداية الأزمة، كان الاتحاد الايطالي من المناضلين لاستئناف الدوري، لكن يبقى السؤال عن الموعد المجهول.
تحدث رئيس الاتحاد، غابرييلي غرافينا، عن خيارات عدة، لكن الأكثر تردداً هو 20 مايو، حيث يمكن خوض 4 مباريات متأخرة من المرحلة 25.
معظم المراقبين يتحدثون عن ثلاثة أسابيع على الأقل من التحضير، وبالتالي يتعين ان تعاود التمارين في نهاية أبريل.
ومن هذا المنظور، يتعين على الاندية ان تستدعي لاعبيها الاجانب الذين غادروا إيطاليا، ويجب ان يبقوا لمدة 14 يوما في حجر منزلي فور عودتهم.
كتبت صحيفة «كورييري ديلي سبورت» أن إنتر الذي غادر 7 من لاعبيه الأراضي الايطالية، طلب منهم العودة الى ميلانو، الاثنين المقبل.
لكن إذا حان وقت التفكير في المرحلة المقبلة، فإن كل بيان صحافي أو حديث يكون مصحوباً بعبارة أصبحت تقليدية: «عندما تسمح الظروف الصحية والسلطات بذلك». في النهاية، سيكون الفيروس هو من يقرر.
وفي إسبانيا، قال رئيس رابطة الدوري، خافيير تيباس، أمس، إن عجلة الـ«ليغا» قد تعود إلى الدوران نهاية الشهر المقبل في أحسن الأحوال، بعد انتهاء فترة العزل، مشيرا الى ان إلغاء الموسم «ليس خياراً».
وحذّر تيباس الأندية الاسبانية من أنها قد تخسر ما يصل إلى مليار يورو (1.1 مليار دولار) في حال عدم إكمال الموسم، ما دفع مسؤولي كرة القدم في البلاد الى البحث عن موعد متأخر لإنهاء الموسم.
وقال تيباس: «السيناريوهات المختلفة التي كنا نتطلع اليها مع الاتحاد الاوروبي من أجل العودة تبدأ على الارجح في 29 مايو أو 6-7 يونيو أو 28 يونيو».
وتابع: «لا ننظر فقط إلى ما يحدث في إسبانيا. نهدف أن تتناسق روزناماتنا (في أوروبا) كافة لتنتهي المسابقات كلها في فترة واحدة».
لكن تيباس قال إن عودة التمارين لا يمكن ان تحصل قبل انتهاء حال الطوارئ في إسبانيا في 26 أبريل.
وفي حال انهاء حال الطوارئ في وعد مبكر، سترتفع حظوظ استئناف الـ«ليغا» في مايو.
وأضاف تيباس ان إلغاء الموسم «ليس خيارا» نظرا للضربة الهائلة التي سيخلفها نقص ايرادات الاندية، علما بأن الخسارة ستبلغ 150 مليون يورو حتى لو نجحت الـ«ليغا» في انهاء الموسم مع حضور للجماهير.
وتابع: «لا نفكر على الاطلاق في أننا لن نعود للمباريات. لا يتعلق الأمر فقط بإيرادات الدوري، بل بالايرادات كافة من دور أبطال أوروبا والتي لن تحصل عليها الأندية».
وأضاف: «نتحدث هنا عن نحو مليار يورو إذا لم نعد الى اللعب، 300 مليون يورو إذا لعبنا وراء أبواب موصدة و150 مليون يورو إذا لعبنا مع جماهير».