مقاربة المسألة في أوروبا لا تختلف عنها في الكويت

العودة المتسرّعة... سيف ذو حدّين

1 يناير 1970 02:14 م

تطمح الدوريات الأوروبية الكبرى في كرة القدم، بحسب تحقيق لوكالة «فرانس برس»، إلى معاودة نشاطها في أقرب فرصة ممكنة لتفادي كارثة مالية بسبب فيروس «كورونا» المستجد، لكن مدربين ومتخصصين بدنيين يحذرون من أن التسرع في ذلك سيضع اللاعبين تحت خطر الإصابات، والأندية في موقع غير متكافئ.
ولا شك في أن «كوفيد-19» وحّد العالم لمواجهته، وربما يصح أن يطبق في أوروبا والعالم على صعيد اللاعبين والأندية، يصح أن يُعتمد كذلك في مختلف دول العالم، وصولاً ربما إلى الكويت.
وفرض تفشي الفيروس شللا شبه تام في مختلف النشاطات الرياضية حول العالم. وأدى الوباء الذي تسبّب بأكثر من 75 ألف وفاة معلنة حول العالم، بتعليق منافسات كرة القدم في معظم الدول.
ومع استمرار هذا التوقف من دون موعد محدد لوضع حد له، بدأ عدد من الأندية بمعاودة التمارين الجماعية لاسيما في ألمانيا التي تعد أقل تأثرا من غيرها بالوباء.
وأعلن بايرن ميونيخ، بطل الـ«بوندسليغا» في المواسم السبعة الأخيرة، استئناف تمارينه، الإثنين، لكن مع اعتماد إجراءات صحية صارمة.
أما غالبية الأندية، فلا تزال تعتمد حتى الآن على التمارين المنزلية الفردية أو الجماعية عبر تقنية الفيديو، في ظل القيود الواسعة المفروضة على حركة التنقل والتجمع في مختلف الدول سعيا للحد من تفشي «كوفيد-19».
ويبقى السؤال الأكبر المطروح حاليا، هو عن الوقت الذي يحتاج إليه اللاعبون لاستعادة لياقتهم البدنية الطبيعية والقدرة على خوض مباريات تنافسية، لاسيما بعد فترة توقف بدأت تقترب من إتمام شهر كامل، وهذا ما ينطبق على الغالبية الساحقة من البطولات حول العالم، وفي الكويت أيضاً.
يقول مدرب اللياقة البدنية في نادي موناكو الفرنسي، الاسباني خوانخو دي أوخو، لوكالة «فرانس برس»: «يعتمد ذلك على الفترة التي بقوا فيها في الحجر الصحي. إذا امتدت خمسة أو ستة أسابيع، سنحتاج أقله لثلاثة أسابيع قبل تأكيد إمكانية العودة للمنافسة والتقليل من خطر الإصابة».
في المقابل، يعتبر مدرب اللياقة البدنية الفرنسي كزافييه فريزا الذي يشرف على عدد من اللاعبين المحترفين، وهو ان «اللاعبين لم يختبروا أمرا ممثلا في حياتهم. يأخذ لاعب محترف فرصة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع فقط في الصيف، ومع ذلك يقوم العديد منهم بتمارين خفيفة»، في هذه الفترة، وتابع: «فترة (التوقف) شهران ستكون غريبة جداً بالنسبة إليهم».
ويشدد أوخو على الحاجة الى عدد معين من أيام التدريب الجماعي قبل استئناف المنافسات، ذاكراً أن «بعض الدراسات أظهر وجود علاقة بين عدد الحصص التدريبية الكاملة قبل استئناف المنافسات والتقليل من خطر الإصابات».
وسيكون الانضباط الذاتي للاعبين خلال فترة الحجر المنزلي عاملا مهما مع عودة التمارين. فأولئك الذين نجحوا في الحفاظ على لياقتهم البدنية وتفادوا اكتساب وزن إضافي، سيكونون بحال أفضل من الذين فشلوا في ذلك.
وستزداد المخاطر المترتبة مع تمديد فترة الحجر، اذ سيضطر اللاعبون للتعامل مع ضغط مكثف للمباريات في حال استكمال المنافسات، وخوض عدد أكبر منها محليا وقاريا في وقت أقصر من المعتاد.
ويثير هذا الواقع التساؤلات حول ما إذا الأندية القادرة على استئناف التمارين قبل غيرها، ستتمتع بميزة تفاضلية على حساب الأندية التي اضطر لاعبوها للبقاء في الحجر لفترة أطول.
ويقول فريزا: «أسبوع واحد، عندما لا تحظى بثلاثة أسابيع من التحضيرات، يشكل فارقا كبيرا من الناحيتين البدنية والفنية».
وسبق لمدرب فريق إيفرتون الانكليزي، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن أثار هذه المسألة في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية، خلال الأسبوع الماضي.
وقال أنشيلوتي (60 عاما) المتوج بلقب الدوري في كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنكلترا، بالإضافة الى ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إن «أحد أهم الامور هو ان تعاود الأندية التدريبات في الوقت ذاته من دون أي تمييز، لئلا يحصل أي منها على أفضلية على حساب الأخرى».
وتابع: «اللاعبون في الزمن الحالي يستطيعون ان يكونوا في جهوزية بدنية خلال أسبوعين».
وتطرح الأندية الألمانية السؤال بعدما أوصت رابطة الدوري بتعليق التمارين حتى 5 أبريل، بغض النظر عن إجراءات الاقفال التام التي تختلف بين المقاطعات في أنحاء البلاد.
ورأى المدير الرياضي لنادي فورتونا دوسلدورف الألماني، توماس روتجرمان، ان «قرار السماح بالتمارين الجماعية من عدمه يجب أن يكون على مستوى وطني، لضمان تكافؤ الفرص عند استئناف المنافسات».
ففي مقاطعة ساكسونيا الواقعة في شرق البلاد والتي لا تفرض فيها إجراءات إقفال تام، واصل نادي لايبزيغ صاحب المركز الثالث في الترتيب، تدريباته على أرض الملعب لكن من دون احتكاك جسدي.
وقال المدرب يوليان ناغلسمان: «لم يخسر اللاعبون الكثير من لياقتهم البدنية، سيستعيدون كامل لياقتهم بعد أسبوع ونصف أو أسبوعين».
وحذر القائد السابق لبوروسيا دورتموند، سيباستيان كيهل، من تسجيل بعض النتائج «الجنونية» في الـ«بوندسليغا» عند استئناف المنافسات.
وأوضح في تصريحات لمجلة «كيكر» المحلية: «تقديري أن النتائج ستكون غير قابلة للتوقع بشكل أكبر، سيكون ثمة تحركات في جدول الترتيب مع تسجيل مفاجأة أو اثنتين».