استبعد الفنان عاصي الحلاني أن تكون الأزمة التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس «كورونا» هي نتيجة حرب بيولوجية بين الدول العظمى، معتبراً انه لا يقتنع بهذه التحليلات، ومشيراً إلى أنه لو كان الأمر صحيحاً، لكانت الدولة التي بدأت بهذه الحرب بادرت إلى معالجة شعبها قبل انتشار الوباء فيها.
كذلك أوضح الحلاني عبر «الراي» أن لا إيجابيات على الإطلاق لفيروس كورونا، لافتاً إلى أن وقْع أزمة "كورونا" على لبنان والدول العربية أخفّ وطأة مما هو عليه في بعض الدول، موجهاً التحية إلى وزير الصحة اللبناني وكل الطواقم الطبية والدفاع المدني والجيش والقوى الأمنية في لبنان نظراً للجهود التي بذلوها للحدّ من إنتشار الوباء.
وأعلن أن أول شيء سيقوم به بعد انتهاء الحَجْر الصحي هو لقاء الأصدقاء والأهل والأخوة وأولادهم، وطرْح ألبومه الجديد الذي كان قد أنجزه قبل وقوع أزمة "كورونا".
* في ظل الأزمة التي يعيشها العالم بسبب "كورونا"، هل توافق على وجهة النظر التي ترى انها تندرج في إطار الحرب البيولوجية؟
- سمعْنا تحليلات من هذا النوع، ولكنني لم أقتنع بها. ولو كان هذا الكلام صحيحاً، يفترض بالدولة التي بدأت بالحرب البيولوجية أن تملك الدواء الخاص بفيروس كورونا وأن تستخدمه لعلاج شعبها قبل أن يتنشر فيه، ولكن هذا الأمر لم يحصل. ونلاحظ أن هذا الوباء إنتشر في كل دول العالم بدءاً من الصين وصولاً إلى أميركا مروراً بأوروبا والدول العربية. الكل يعلم أن الأوبئة تنتشر بين فترة زمنية وأخرى، بينها انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وسواهما، وكانت تتمّ محاربتها والقضاء عليها، ولكن على ما يبدو فإن "كورونا" هو الأكثر شراسة وقوة وفتْكاً.
الطبيعة تتغيّر وكذلك البيئة، وهذا يلعب دوراً في إنتشار الأوبئة، وربما يكون "كورونا" إنذاراً من رب العالمين، فهو فيروس صغير وغير مرئي إستطاع أن يتفشى عالمياً و"خرب" الكرة الأرضية رغم التطور الذي يشهده العالم. وليس مُبالَغَةً القول إن ما يعيشه العالم حالياً بسبب "كورونا" لم يسبق أن شهد مثله حتى في الحربيْن العالميتين الأولى والثانية، حيث كان يقتصر إنتشار الأوبئة على أماكن محددة.
* ما موقفك ممن يعتبرون، في محاولة للتخفيف من وطأة الأزمة، أن "كورونا" رغم كل مساوئه له ناحية إيجابية، كونه نَجَحَ في جمْع العائلة الواحدة تحت سقف واحد بسبب إلتزام كل أفرادها الحَجْر المنزلي؟
- لا يوجد أي ناحية إيجابية في "كورونا". نحن كمجتمعات عربية ما زلنا نتمسّك بالعادات والتقاليد الأصيلة ونحافظ على الأواصر الأُسَرية، من خلال تَبادُل الزيارات العائلية التي تحصل يومياً أو أسبوعياً أو عند نهاية الأسبوع. لو أجريْنا مقارنةً بين ما يحصل في لبنان والعالم العربي وبين ما يجْري في غالبية دول العالم، نجد أننا نجحنا في الحدّ من إنتشار "كورونا". وهنا أريد أن أوجّه تحية إلى وزارة الصحة في لبنان على الجهود التي تقوم بها، وكذلك إلى القطاع الصحي مُمَثَّلاً بالأطباء والمُسْعِفين والممرّضات والممرّضين، وإلى الدفاع المدني والجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وأتمنى أن يمدّهم الله بالمزيد من القوة كي يستمروا في مكافحة فيروس كورونا والحدّ من إنتشاره في بلدنا. هناك دول عظمى تفشى فيها الوباء بشكل مخيف، وفي المقابل فإن إنتشاره لا يزال محدوداً في لبنان وفي الدول العربية، وأتمنى أن نتمكن جميعاً من إجتياز هذه الأزمة بأقلّ أضرار ممكنة وألا يزيد عدد الإصابات في لبنان خلال الفترة المقبلة، وخصوصا أن الأيام العشرة المقبلة هي الأكثر خطراً لناحية تفشي الوباء كما أشارت وزارة الصحة.
* ما موقفك من الانتقادات التي طاولت إطلالات عدد كبير من الفنانين عبر الـ "سوشيال ميديا" في ظل الحَجْر المنزلي الذي فرضتْه عليهم أزمة كورونا؟
- أنا أتواجد دائماً عبر الـ "سوشيال ميديا"، وأقوم بحملات توعية لحضّ الناس على البقاء في منازلهم وفق إرشاداتِ وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية مَنْعاً لتفشي وباء "كورونا". وقد طُلب منا ذلك من قِبل عددٍ من محطات التلفزيون ووزارات الإعلام والصحة والسياحة ومديرية التوجيه، حنى أنني طرحتُ أغنيات حول "كورونا". أتمنى أن يحْمي الله الناس في لبنان وفي كل دول العالم، لأنه بقدْر حرْصي على بلدي، لديّ حرصٌ مماثل على كل العالَم العربي والعالَم، ويفترض بنا جميعاً أن نكون قلْباً واحداً ويداً واحدة لمكافحة هذا الفيروس.
* كيف ترى العالَم بعد إنتهاء أزمة كورونا؟
- لا أعرف كيف سيكون العالم بعد "كورونا"، ولكن كل ما أتمناه ألا تطول الأزمة. ومن خلال متابعتي لإحدى المحطات العربية، شاهدتُ تقريراً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارة قام بها إلى أحد المصانع الخاصة بالأدوات الطبية، وأشار التقريرإلى أن فرنسا تعاني نقصاً كبيراً في هذه المعدات، علماً أنها الدولة الأولى عالمياً على مستوى الطب. وأتوقّع أن يعيد العالم حساباته صحّياً بعد أزمة كورونا، وهو سيعمل على تحصين نفسه على مستوى صناعة المعدات الطبية وتجهيز المستشفيات تَحَسُّباً لأي فيروس طارئ يمكن أن ينتشر مستقبلاً.
* ما أول شيء ستفعله بعد إنقضاء أزمة "كورونا"؟
- أول شيء يمكن أن أفعله بعد إنقضاء أزمة "كورونا" هو الإلتقاء بأصدقائي وعائلتي وأخوتي، كما أنني سأطرح ألبومي الجديد الذي كنت قد إنتهيتُ من تحضيره قبل الأزمة.