ROUND UP

... شوقٌ إلى كرة القدم

1 يناير 1970 02:15 م

في «زمن كورونا» الذي فرض سكوناً ووجوماً على ملاعب كرة القدم، تحاول، في مكانٍ ما من وحدتك، العودة إلى أرشيفٍ متخمٍ بذكرياتِ مبارياتٍ «آمنة» كان يختلط فيها المشجعون، دون قيود ومراعاة لمسافة المتر أو المترين المفروضة لدواعٍ صحية.
تقلّبُ القنواتِ الرياضيةَ على التلفزيون، وتقع على إعادة عرض لمباريات «كانت»، فتشعر بغربة عمّا «كان»، وتتساءل بحرقة عمّا «سيكون».
إنها كرة القدم، أكثر من رياضة، بل قل إنّها أسلوب حياة، تبرمجُ مبارياتُها «مسيرتك اليومية» حيث «ممنوع الغلط» عبر تلبية دعوة أو خروج غير مبرر الأهمية.
تعشق هذه «اللعبة - الحياة»، وعندما تفتقدها خلال فترة الراحة الفاصلة بين موسمين، تبقى ممسكاً بخيوط انتظار أكيد سيحمل معه مباريات جديدة ومتعة حتمية، قريباً، لكن الحال اليوم، في «زمن كورونا»، يضعك رهن مثلٍ صينيٍّ قديم: «الأصعب لدى الإنسان ثلاث: أن يحب شخصاً لا يحبه، أن يحاول النوم ولا يفلح، وأن ينتظر من لن يأتي»، فهل سيكون في انتظارنا عودة للمتعة، صخب ملاعب، سوق انتقالات، «VAR»، ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، دوري أبطال، ليفربول؟
يعيش معشر كرة القدم يُتماً ما كان في بال، وحدةً ما خطرت على منطق.
وبينما نقلّب صفحات انتظار مملّ، نستعيد ما وُصفت به «أفيون الشعوب» يوماً، كي يكون ولعنا «المجمّد» راهناً بسبب «كورونا» اللعينة، مبرّراً، إلى حد ما.
ماذا يقول قائد فريق برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين ميسي مثلاً؟: «في كرة القدم كما في صناعة الساعات، الموهبة والأناقة لا يعنيان أي شيء من دون الدقة والصرامة». وقال أيضاً: «إن علّمتني كرة القدم شيئاً، فهو أن تكون قادراً على تجاوز أي شيء، وذلك في حال، وفقط في حال أحببت شيئاً بشكل كافٍ».
أما غريمه نجم يوفنتوس الإيطالي، البرتغالي رونالدو، فقال: «من دون كرة القدم، حياتي لا تساوي شيئاً».
البرازيلي نيمار دا سيلفا المنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو (رقيم قياسي)، يقارب اللعبة من زاوية أخرى: «أنا لا أمارس كرة القدم للفوز بجائزة الكرة الذهبية. ألعبها لأكون سعيداً، لأنني أحبها وأريد ممارستها»، فيما قال النجم السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي، الويلزي راين غيغز: «لم ألعب كرة القدم من أجل الشهرة، بل لأصبح ناجحاً. لا أفهم لماذا يرغب الناس حالياً بأن يصبحوا مشاهير، لماذا ترغب بأن تكون ملاحقاً من الناس طول يومك؟».
مدرب ريال مدريد الإسباني الحالي، الفرنسي زين الدين زيدان، يقول: «في فترة من الفترات، كنت أبكي لأني لا أملك حذاء لممارسة كرة القدم مع أصدقائي. رأيت يوماً رجلاً بلا قدمين، عندها أدركت كم أنا غني».
أروع ما قيل عن كرة القدم جاء على لسان الرئيس السابق لنادي برادفورد سيتي الإنكليزي، ستافورد هيغينبوثام: «كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً».
المدرب السابق لليفربول الإنكليزي، الأسكتلندي الراحل بيل شانكلي قال: «يعتقد البعض أن كرة القدم مسألة حياة أو موت. للأسف هذا يجعلني حزيناً. فهي أكثر بكثير من ذلك»، وذكر أيضاً: «أن تكون الأول، فهذا يعني أن تكون الأول، وأن تكون الثاني فهذا يعني أنك لا شيء».
الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي يعتبر بالنسبة إلى كثيرين، أفضل ما أنجبته الملاعب على مر تاريخها: «أنا آسف على 99 في المئة من كل ما فعلته في حياتي، لكن الـ1 في المئة هي كرة القدم، وهي قادرة على تعويض الباقي».
أمّا اللاعب الأرجنتيني - الإسباني الراحل ألفريدو دي ستيفانو، أسطورة ريال مدريد، فقال: «تسجيل هدف يشبه صناعة الحب»، و«مباراة من دون أهداف مثل الأحد (يوم العطلة) بلا شمس».
البرازيلي بيليه الذي يراه كثيرون الأفضل على الإطلاق قال: «البرازيل تأكل كرة القدم، تنام كرة القدم، تشرب كرة القدم. تعيش كرة القدم».
الهولندي الراحل يوهان كرويف قال: «كرة القدم يجب أن تكون دائماً بمثابة العرض»، بينما ذكر الألماني فرانتس بكنباور: «كرويف كان أفضل مني، لكنني كنت بطل العالم».
الإسباني تشافي هرنانديز، المدرب الحالي لفريق السد القطري، أشار إلى أنه «من المدهش أن شغف كرة القدم يوحّد الكثير من الناس»، فيما قال زميله السابق أندريس إنييستا: «هي لعبة وجدت لتجعلك سعيداً، وليس لتفوز بأي شيء».
البرازيلي رونالدينيو الذي يقبع، اليوم، في أحد سجون البارغواي نتيجة استخدامه جواز سفر مزوّر، قال: «من المؤكد أني قبيح، لكن لديّ سحر» في كرة القدم، وقال أيضاً: «كرة القدم هي مسألة سعادة. مراوغة. أنا مع أي فكرة تجعل اللعبة جميلة. يجب لأي فكرة جميلة أن تستمر».
وتحدث البرتغالي المعتزل لويس فيغو عن «المستديرة» فقال: «كرة القدم لا تسامح. عليك أن تكون الأفضل كل يوم»، فيما ذكر مواطنه من أصل برازيلي زيكو: «كرة القدم هي الحب الوحيد الذي لا يخيب الآمال».
الإنكليزي ديفيد بيكهام، قال: «كرة القدم ليست لعبة، إنها لعبة سحرية»، فيما أكد نجم ميلان الحالي، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بأن «كل أبطالي كانوا لاعبي كرة قدم»، فيما رأى مواطنه «السير» بوبي تشارلتون أن «بعض الناس يقولون إننا، نحن لاعبي كرة القدم المحترفين، عبيد. فإذا كانت كرة القدم عبودية، فاحكم علي بالمؤبد».
المدرب الهولندي السابق لويس فان غال كان أكثر حدة في وصفه: «فريق كرة القدم مثل الجيش، عليك أن تضحي بحياتك للفوز»، فيما قال نظيره الإيطالي فابيو كابيلو: «كرة القدم رياضة بسيطة يحب البعض التحدث عنها. أما أما فأحبّ الفوز».
نجم أرسنال الإنكليزي السابق، الفرنسي تييري هنري، قال: «أنا آكل كرة القدم، أنام، وأتنفس اللعبة. لست حزيناً. أنا فقط متحمس».
وإذا كانت أقوال من كان لهم تواصل مباشر مع اللعبة مبرّراً، فما القول بمن كانوا بعيداً عن الميدان؟
إدواردو غاليانو، الصحافي والكاتب والروائي الأوروغوياني، اعتُبر «رجل الحروف البارز في مجال كرة القدم العالمية»، وقال عن «المستديرة»: «تحولت لعبة كرة القدم إلى مجرد استعراض، فيه قلة من الأبطال وكثرة من المشاهدين، إنها لعبة للنظر. وتحول هذا الاستعراض إلى واحد من أكثر الأعمال التجارية ربحاً في العالم، لا يتم تنظيمه من أجل اللعب وإنما من أجل منع اللعب».
محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، قال: «كرة القدم فسحة تنفس تتيح للوطن المتفتت أن يلتئم حول مشترك ما».
الفيلسوف الفرنسي الأسطوري بول سارتر قال: «في كرة القدم، كل شيء معقد ما دام هناك خصم».
الجامايكي روبرت نيستا مارلي، المعروف بـ«بوب مارلي»، يعتبر أشهر مغني ريغي في العالم، يقول:«كرة القدم موهبة خاصة وقائمة بحد ذاتها. هي عالم خاص. لا بل كونٌ خاص. كرة القدم هي الحرية».

سؤال بريء

لطالما كان الصراع قائماً بين الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظيره الأوروبي، بالنظر إلى قوة وسلطة المنظمتين.
«فيفا» هو الجهة الأعلى، لكن «يويفا» يضم أقوى الاتحادات الوطنية في العالم. ومن هنا، كان الطرفان يخوضان، على الدوام، حروب مصالح ويلعبان على التوازنات. ولا يخفى أيضاً الصراع بينهما على جذب المستثمرين والشركات الراعية.
«المعارك» استعرت تحديداً مع رغبة الرئيس الجديد للاتحاد الدولي، السويسري جاني انفانتينو، في «ابتكار» بطولات جديدة، بدا أنه غير آبه معها للمسابقات التي يخوضها اللاعبون الناشطون في الأندية الأوروبية، والمنهكون أصلاً من كثرة الاستحقاقات الموسمية. ومن تلك البطولات، مونديال الأندية، بحلته الجديدة، والذي كان مقرراً صيف 2021.
اليوم، وبعد دخول فيروس «كورونا» على الخط وتعطيله، ليس فقط نشاطات الاتحادين طيِّبي الذكر، بل الحياة بشكل عام، بدت المنظمتان في حال من الوئام، بدليل أن انفانتينو لم يتوانَ عن تأجيل مونديال الأندية بعدما قرر «يويفا» بقيادة رئيسه السلوفيني ألكسندر تشيفيرين نقل كأس أوروبا 2020 إلى 2021.
ويبقى سؤال بريء: هل نقول... بركاتك يا «كورونا»؟

قال

«قلت له إنه مزيج من (البرازيلي) رونالدو و(السويدي) إبراهيموفيتش، وسألته عما إذا كان يدرك بأنه قادر على أن يصبح أفضل لاعب في العالم. لكني لم أنجح في إخراجه من نفق الاكتئاب. كانت أكبر هزائمي، شعرت بأني عديم القدرة».
- الأرجنتيني المعتزل خافيير زانيتي متحدثاً عن زميله السابق في إنتر ميلان الإيطالي، البرازيلي أدريانو.

حقائق

صحيح أن الأوروغوياني أدينسون كافاني ينشط حالياً في صفوف فريق باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم، وكان يسعى إلى التحول إلى أتلتيكو مدريد الإسباني خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، غير أن الدوري الإيطالي ما زال يتذكر إنجازات اللاعب عندما كان يرتدي زيّ نابولي (2011-2013).
كافاني الذي يعرف عنه جنونه داخل الملعب وابتعاده عن الأضواء خارجه، هو اللاعب الوحيد في تاريخ الـ»سيري آ» الذي نجح في دكّ شباك الفرق الكبرى بثلاثة أهداف (هاتريك).
وتضم هذه «اللائحة الفخمة» أندية يوفنتوس، ميلان، إنتر ميلان، روما ولاتسيو روما.
كافاني سجل هذا الإنجاز مع نابولي الذي ما زالت جماهيره تحنّ إلى وفرة أهدافه.

126

هو عدد المباريات التي نجح فيها حارس مرمى بايرن ميونيخ الألماني، مانويل نوير، في الحفاظ على شباكه نظيفة (كلين شيت) منذ الموسم 2011-2012 ليحتل بالتالي المركز الأول على هذا الصعيد في البطولات الخمس الكبرى (إنكلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا).
ويأتي الإيطالي جانلويجي بوفون (يوفنتوس) في المركز الثاني (124) أمام حارس ريال مدريد الإسباني، البلجيكي تيبو كورتوا (123) وحارسي إنتر ميلان الإيطالي، السلوفيني سمير هاندانوفيتش وسانت إتيان الفرنسي ستيفان روفييه (117 لكل منهما).