وافته المنية عن عمر يناهز الـ 71 عاماً

سليمان الياسين... ودّع «مسرح الحياة» بهدوء

1 يناير 1970 02:02 م
  • عبدالله الحبيل: نطلق عليه «الجوكر» لقدرته على التكيف مع كل الأدوار 
  • جاسم النبهان: كان عصامياً... بكل ما للكلمة من معنى 
  • داود حسين: في كل عمل يشارك فيه... يترك بصمة وانطباعاً رائعاً لدى الجميع 
  • هدى حسين: فنان قدير وعزيز... وغالي على قلبي 
  • مناف عبدال: فقدنا طيبة القلب والطاقة الإيجابية   
  • محمد القفاص: يشعرك دائماً بأنه تلميذ صغير... وهذه سمة الكبار

الساحة الفنية فقدت «جوكر المسرح» وأحد أعمدتها!
فقد توفي الفنان القدير سليمان الياسين صباح أمس في المستشفى الأميري، عن عمر يناهز الواحد والسبعين عاماً، بعد صراع مرير مع المرض، إزاء تعرضه قبل أيام قليلة لجلطة في المخ، أدخل على إثرها العناية المركزة.
الياسين، الذي تميز بشخصيته الهادئة في حياته الخاصة والمهنية، ترجّل من صهوة الدنيا إلى الدار الآخرة بهدوء أيضاً، تاركاً إرثاً كبيراً من الأعمال، في المسرح والدراما والإذاعة، فضلاً عن تأليفه لعدد من السهرات التلفزيونية، التي حاز معظمها نجاحات كبيرة في فترات سابقة.
ورصدت «الراي»، أحزان رفقاء درب الفنان الياسين، ممن فاضت مشاعرهم بالدموع والحسرات على رحيله، كما استذكروا مآثره ومناقبه منذ انطلاقته في أواخر الستينات من القرن الماضي.
في البداية، قال الفنان القدير عبدالله الحبيل: «ما يجمعني بالفنان سليمان الياسين (رحمة الله عليه) أكثر من زمالة، خصوصاً في السبعينات من القرن الماضي، حين كانت الدولة تُكلّفنا بتمثيلها في الخارج من خلال المهرجانات المسرحية والمحافل الثقافية وغيرها، وكنت أنا وأعضاء مسرح الخليج ولا سيما (بوسارة) نشاهد بعضنا مرات عديدة، تكاد تكون أكثر من مشاهدتنا حتى للأهل، لأننا كنا مع بعضنا في سفر دائم».
وأضاف الحبيل: «هناك أيضاً بعض الصفات التي قد لا يعرفها القارئ عن الياسين، حيث كنا نطلق عليه لقب (الجوكر) لقدرته على التكيف مع العديد من الشخصيات وبراعته في تأديتها على أكمل وجه، إلى حد أن المخرج الراحل صقر الرشود كان يطلب من الياسين ومني شخصياً أن نشاهد جميع اللوحات في مسرحياته، لكي نتعرف على ملامح بقية الأدوار لفنانين آخرين، لتجسيدها في حال حدوث أي طارئ لأي فنان من المشاركين في تلك الأعمال».
وأشار إلى أن الياسين كانت لديه القدرة على التأقلم مع كل الأدوار، بالإضافة إلى قوة التركيز وسرعة البديهة، «وهذه من الصفات التي كان يتميز بها المرحوم، وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته»
من ناحيته، تحدث الفنان جاسم النبهان، قائلاً: «آلمني فراقه، فهو الأخ والزميل والصديق وهو الرجل العصامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
وأشار إلى أن الياسين من الفنانين المثقفين في الساحة الفنية، وفي واقعنا الحالي، موضحاً أن «بوسارة وإن فارق الدنيا، فقد ترك بصمة واضحة ومؤثرة في الفن، وسوف نفقده على الدوام وندعو له بالرحمة والمغفرة».
بدوره، قال الفنان داود حسين: «فقدنا واحداً من رواد الفن الكويتي وأحد أعمدته»، مشدداً على أن الياسين من الفنانين الخلوقين والملتزمين والمحبوبين لدى الجميع. ولفت إلى أن الياسين عند كل عمل يشارك به يترك بصمة وانطباعاً رائعاً لدى فريق العمل، «إذ عمل بجد وهدوء، كما أن رحيله تم بهدوء، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
من جهتها، لم تُخف الفنانة هدى حسين حزنها لوفاة «بوسارة» الذي شاركها أخيراً في بطولة مسلسلها «شغف»، مؤكدة أنه من رواد الحركة الفنية والمسرحية في الكويت. وأكملت: «هو فنان قدير وعزيز وغالي على قلبي، إنا لله وإنا إليه راجعون، والله يرحمك يالغالي».
واستذكر المخرج مناف عبدال آخر عمل جمعه مع «بوسارة»، وهو مسلسل «عافك الخاطر» الذي عُرض أخيراً على الشاشة الصغيرة. وقال: «خبر وفاته كان صدمة بالنسبة إليّ، حيث فقدنا طيبة القلب والطاقة الإيجابية التي كان يبثها في كل (لوكيشن) يتواجد فيه، إذ كان يدخل علينا في التصوير مبتسماً، حتى وإن كان الجميع يتذمر من الحر أو من التعب، إلا أنه الوحيد الذي يكون متفائلاً»، مبيناً أن الدراما الكويتية فقدت فناناً كبيراً، ولا يعوض.
كما استحضر رئيس مجلس الإدارة في فرقة المسرح العربي أحمد فؤاد الشطي بعض المواقف الإنسانية والمحطات الفنية للفنان سليمان الياسين، «فضلاً عن الطيبة التي يحملها (بوسارة) في قلبه، وعلاقاته الرائعة مع الجميع».
ومضى يقول: «فقدنا أخاً كبيراً، وأباً لأبناء فرقة مسرح الخليج العربي، التي تمثل بيته الثاني، حيث شارك من خلالها في أعمال مفصلية، بدءاً من (رحلة حنظلة) مروراً بمسرحيتي (القضية خارج الملف) و(احذروا) ووصولاً إلى مسرحية (ثورة)».
ولفت الشطي إلى أن الكثيرين لا يعلمون أن الياسين هو كاتب سيناريو عملاق، إلى جانب أنه ممثل عملاق أيضاً، مشيراً إلى أن «بوسارة» عاش حياته محباً للجميع، ولم تكن لديه عداوات مع أحد. مُعبراً عن حزنه لعدم زيارته خلال فترة تواجده في العناية المركزة في المستشفى الأميري، وذلك بسبب منع الزيارات عن جميع المرضى في الوقت الحالي، نظراً لتفشي وباء «كورونا».
أما المخرج محمد القفاص، الذي التقى الياسين أخيراً في مسلسله «شغف»، فقد عبّر عن صدمته لرحيل من وصفه بـ«الفنان الملتزم والخلوق». وزاد: «هو من جيل الفن الأصيل، هو منهم وامتداد لأسماء كبيرة ومؤثرة في الفن، عاش بينهم وتأثر بهم ونهل مما نهلوه من شغف الفن، وعاصر ذروة نجاحات الفن الكويتي» مردفاً: «(بوسارة) فنان مثقف ومُطلع على مختلف المجالات الأدبية والثقافية، وهو بلا شك أستاذ في الفن، ويشعرك دائماً بأنه تلميذ صغير وهذه سمة الكبار». واختتم القفاص قائلاً: «برحيله فقدنا أحد صنّاع الفن، ومنبعاً يمكننا أن ننهل منه في تاريخ الفن الكويتي والخليجي».

الجبري:
كان مثالاً للفنان الملتزم

نعى وزير الإعلام، وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، الفنان الراحل، وفي بيان صحافي أمس إن «الساحة الفنية الكويتية فقدت برحيل الياسين أحد أعمدة الحركة الفنية والمسرحية الكويتية»، منوهاً بإنجازات الفقيد المشهودة وبصماته المضيئة عبر أعمال خلدت اسمه وما زالت عالقة في الأذهان.
وأضاف أن «الراحل سليمان الياسين كان مثالاً للفنان الملتزم المحب لزملائه الحريص على انتقاء الأعمال التي تضيف رصيداً إلى مسيرته وتعبر عن ريادة الفن في الكويت».
كما تقدم بصادق التعازي وعظيم المواساة إلى الوسط الفني في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي وإلى ذوي الفقيد ومحبيه داعياً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه.

سليمان الياسين... في سطور

ولد الفنان الراحل في العام 1949، حيث درس في فرنسا الأدب الفرنسي الحديث، وبعدها دخل إلى «كلية الآداب والفنون» في جامعة باريس، وحصل على ليسانس في «معهد بوليتكنيك للفنون السينمائية»، كما تزوج من سيدة فرنسية ورزق منها بابنتين هما سارة وماجدة.
وقد انطلقت بدايته الفنية من خلال المسرح في العام 1968، وذلك بعدما انضم إلى فرقة مسرح الخليج العربي، وكان قبلها يشارك في أعمال المسرح المدرسي، وعمل خلال مسيرته الفنية في الكثير من الأعمال، التي تنوعت بين المسرح والتلفزيون والإذاعة، مثل مسرحيات «ضاع الديك» و«بحمدون المحطة» و«رحلة حنظلة» و«مجنون سوسو»، وفيلمي «ليلة العرس» و«الصراع» وغيرهما الكثير، فضلاً عن مشاركته مع كبار النجوم في الدراما الكويتية، على غرار الفنانة سعاد عبدالله في مسلسلات «كان في كل مكان» و«هم نوايا» و«أنا عندي نص»، إلى جانب مشاركته أخيراً في مسلسلي «عافك الخاطر» مع مناف عبدال، و«شغف» لمحمد القفاص.
كما قام الراحل بكتابة عدد من الأعمال الفنية. وعلى جانب، آخر فإنه عمل في تلفزيون الكويت حتى وصل إلى منصب مراقب إدارة الدراما، وبعدها تقاعد.