... «كان ناقصه كورونا»

1 يناير 1970 01:43 م

سبق لميسي الوصول إلى المباراة النهائية لـ «كوبا أميركا» في ثلاث مناسبات ... بيد أنّ الفشل كان حليفه الدائم 

كان من المقرر أن يجد الأرجنتيني ليونيل ميسي، نفسه على موعد مع حملته السادسة في بطولة «كوبا أميركا» لكرة القدم، وذلك في النسخة التي تستضيفها بلاده على أرضها بالمشاركة مع كولومبيا في الفترة بين 11 يونيو و11 يوليو المقبلين، غير أن دخول فيروس «كورونا» على الخط، أفضى إلى تأجيلها برمّتها، إلى العام المقبل.
قائد برشلونة الإسباني، نشر، في أحد حساباته، صورة تجمعه مع نجليه في بيته حيث دخل حجراً منزلياً، مرفقة برسالة جاء فيها: «هذه أوقات معقدة بالنسبة لنا جميعاً. نحن قلقون مما سيحدث ونريد أن نساعد من خلال وضع أنفسنا مكان الذين يعانون من أسوأ ما يحصل لأنه أثّر عليهم بشكل مباشر، أو من خلال تواجدهم في الخط الأمامي في المستشفيات والمراكز الطبية».
وتابع: «يجب أن تبقى الصحة الأولوية. هذا وضع استثنائي».
لا شك في أنّ ميسي تأثّر، شأنه شأن العالم أجمع، بما وصلت إليه الأمور نتيجة تفشي الفيروس، غير أنّ ثمة «حرقة خاصة في قلبه» تتمثل في قرار تأجيل «كوبا أميركا»، خصوصاً وأنّه يلهث خلف لقب أول مع «راقصي التانغو» بغية تحسين صورته، ليس فقط لدى مواطنيه، بل أيضاً لدى كل من يشكك في عظمته المُطْلقة.
الجدير بالذكر أنّ ميسي سيبلغ الـ33 من العمر، في 24 يونيو المقبل، ما يعني أن مسألة خوضه غمار «كوبا أميركا 2021» ستكون موضع شك بالنظر إلى تقدمه في السن.
صحيح أنّ «ليو» أبان عن قدرة ورغبة في الاستمرار في الملاعب حتى «أبعد نقطة»، غير أنّ «حُكم السنين» يفرض نفسه، وهو ما بدأ بالظهور على مردوده في المباريات مع برشلونة.
ما زال ميسي اللاعب الرقم واحد في الفريق الكاتالوني، لكن تجربة الموسم الراهن تؤكد بأنه لم يعد كما كان، ولولا سوء ريال مدريد وأتلتيكو مدريد ما كان ناديه ليتصدر ترتيب الدوري المحلي، قبل أن يجمّده «كورونا».
سبق لميسي الوصول إلى المباراة النهائية لـ«كوبا أميركا» في ثلاث مناسبات، بيد أنّ الفشل كان حليفه الدائم.
ويدرك «البرغوث» بأنّ الفرصة كانت سانحة هذا العام لوضع حدٍّ نهائي للطلاق القائم بين الأرجنتين والألقاب، والمستمر منذ العام 1993، عجزت خلاله عن التتويج القاري والعالمي، ونعني به كأس العالم.
وللأمانة، فإن الغنم بـ«كوبا أميركا» لا يمكن أن «يبرّئ» ميسي من «تهمة» الفشل مع منتخب بلاده. فاللاعب الذي يقارَن بمواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه، وهما الأفضل في التاريخ، لا يليق به إلا الفوز بكأس العالم لينال الحجة التي تخوّله استحقاق تلك المقارنة.
«كوبا أميركا» فقدت الكثير من مصداقيتها وبريقها بعدما جرى دعوة منتخبات من خارج القارة الأميركية الجنوبية لخوض غمارها، بيد أنها تبقى بمثابة «جائزة ترضية» لتضميد جرح بليغ أصاب ميسي نتيجة «عبقرية فريدة» أبان عنها مع برشلونة، و«عجز غريب» في كل مرة يرتدي فيها زي «ألبيسيليستي».
خاض ميسي في مشاركاته السابقة في «كوبا أميركا» 25 مباراة سجل فيها 9 أهداف.
أولى تلك المشاركات كانت في العام 2007 في فنزويلا. خوان رومان ريكيلمي كان قائداً للمنتخب الأزرق والأبيض، وألفيو بازيل مدرباً له.
سجل ميسي هدفين، أمام البيرو في ربع النهائي، والمكسيك في نصف النهائي، والأخير كان الأجمل له على الإطلاق في زيّ المنتخب.
وفي المباراة النهائية، وعلى الرغم من أنه بدأ اللقاء أساسياً، فإن البرازيل هي من توّج باللقب وبثلاثية نظيفة.
نسخة العام 2011 استضافتها الأرجنتين. وبعد بداية سيئة للغاية شهدت تعادل أصحاب الأرض مع بوليفيا 1-1 وكولومبيا سلباً، أنقذ «راقصو التانغو» رقابهم بفوز على كوستاريكا «الضيفة على البطولة» بثلاثية، قبل أن يودعوا من ربع النهائي إثر الخسارة أمام الأوروغواي 4-5 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
هذه النسخة لم تشهد تسجيل ميسي أي هدف، فاستحق صافرات الاستهجان التي كانت الجماهير تطلقها في وجهه.
استضافت تشيلي نسخة 2015. وكما البطولة السابقة، خاض ميسي المباريات كافة، وسجل هدفاً واحداً جاء أمام البارغواي في الدور الأول، لكن الأرجنتين اصطدمت بأصحاب الضيافة في النهائي وخسرت بركلات الترجيح 1-4 بعد التعادل السلبي.
معلوم أن «ليو» سدد الركلة الأولى لفريقه منحه من خلالها التقدم، غير أنّ غونزالو هيغواين وإيفر بانيغا أضاعا ركلتيهما.
واستضافت الولايات المتحدة الأميركية النسخة المئوية للبطولة في 2016، وخاض ميسي مباريات الأرجنتين كافة، وتألق مسجّلاً ثلاثة أهداف في مرمى بنما، وهدفاً أمام فنزويلا في ربع النهائي، وآخر أمام المضيف في نصف النهائي.
كان «البرغوث» نجماً بحق أمام تشيلي في المباراة النهائية التي انتهت إلى تعادل سلبي أفضى، بعدها، إلى سقوط الأرجنتين مجدداً بركلات الترجيح 2-4. هذه المرة، أهدر ميسي الركلة الأولى.
وفي العام 2019، استضافت البرازيل «كوبا أميركا». وبعد بداية صعبة للأرجنتين تمثلت في خسارتها أمام كولومبيا بهدفين، وتعادلها مع البارغواي 1-1 سجله ميسي من ركلة جزاء، تمكنت من تجاوز قطر، ضيفة هذه النسخة إلى جانب اليابان، بهدفين نظيفين.
أنهى «راقصو التانغو» الدور الأول في المركز الثاني ضمن المجموعة الثانية خلف كولومبيا، ونجحوا في تجاوز عقبة فنزويلا بهدفين في ربع النهائي، قبل أن يسقطوا في «المربع الذهبي» أمام البرازيل بالنتيجة ذاتها في مباراة حامت حولها الكثير من علامات الاستفهام وشكوك «تحكيمية» من الجانب الأرجنتيني.
حل «راقصو التانغو» في المركز الثالث في تلك النسخة بعد الفوز على تشيلي 2-1 في مباراة طرد فيها ميسي إلى جانب التشيلياني غاري ميديل منذ الدقيقة 36 إثر خشونة متبادلة.
ويبقى سؤالان: هل يستمر ميسي في مشواره مع منتخب الأرجنتين حتى 2021؟ وهل يتمكن من إنقاذ نفسه من خلال التتويج باللقب الدولي الأول بعد تأجيل سنة بسبب «كورونا»؟
... كأنّي بميسي يدعو اليوم قائلاً: «كل تأخيرة فيها خيرة».