هل الأزمة في بداياتها أم أنها انتصفت...؟
سؤال تصعب الإجابة عنه...
هناك من لديه قناعة أن الأزمة مفتعلة... وأن رائحة المؤامرة تفوح منها... يصعب مناقشتهم.... فالمؤامرة في نظرهم واضحة... ومن نشر هذا الوباء بشكل متعمد أصبح ظاهراً للعيان.
على الطرف الآخر هناك من لا يؤمن بنظرية المؤامرة... إنما لديه قناعة بأنه وباء حاله كحال أي وباء مرّ على البشرية بالسابق... يكمل قناعته بأن يذكّر الجميع بأوبئة مرت على البشرية في الماضي، عندما لم يكن هناك أي مختبرات تستطيع التحكم في الأوبئة وانتشارها.
سواء كنت مع النظرية الأولى أو الثانية فإن عليك أن تلاحظ كيفية تعاطي المجتمعات مع هذه الأزمة العالمية...
تابع أي محطة إعلامية عربية... ابدأ من أشهرها... غالبية أخبارها عن هذا الوباء وعدد الحالات التي أُصيبت في كل بلد... وعدد الوفيات في كل بلد... ثم تتكلم عن هلع الناس وخوفهم من هذا الوباء... وكيف أن الشوارع خالية من البشر، ومحلات بيع المأكولات الغذائية قد أصبحت خاوية... والأرفف فارغة...
على الطرف الآخر تابع أي محطة أجنبية... ابدأ باشهرها... غالبية الأخبار عن الاقتصاد والدمار الاقتصادي الذي ستخلفه الأزمة... إنها تشير إلى الأثر السيئ لهذه الازمة على الاقتصاد والصناعة... وكيف تأثرت أسعار النفط بهذه الأزمة... إنها تحلل بالأرقام الخسائر المالية للدول النفطية... وكيف ستؤثر هذه الخسائر المالية على مشاريع التنمية في هذه الدول... عندما تستمع لأخبار المحطات العالمية تتملك قناعة أنها أزمة عالمية بنكهة طبية.
هذه القنوات تتكلم عن المدارس والتعليم بخبر سطحي... تذكر أعداد الإصابات بهذا الوباء وأعداد الوفيات بخبر بسيط مختصر...!
لكنها تتكلم بكل جدية عن المستقبل الاقتصادي المظلم الذي يهدد العالم... تتكلم بكل حسرة عن الأعداد الهائلة من العمال الذين سيفقدون وظائفهم... تحذر بصوت عالٍ من البطالة المقبلة...
إن اهتمامها بالاقتصاد... وثبات بلدانها اقتصاديا بعد نهاية أزمة الوباء، يجعلك تقتنع أنها أزمة اقتصادية...
إنها على يقين أن نجاحها اقتصاديا يعني انتقالها إلى المرحلة المقبلة بكل ثبات...
إن رصدها للأموال من أجل مساعدة المشاريع القائمة لتصمد أمام الأزمة أصبح يتصدر عناوين الأخبار عندها...
كلنا أمل أنّ من قاد حملة مكافحة هذا الوباء في الكويت بكل اقتدار، لديه طاقم اقتصادي مميز سيقود الكويت ليضعها على الخريطة الاقتصادية بمكان مميز بعد الأزمة...
الله يحفظ الجميع ويديم عليكم الصحة وراحة البال...