بتعاون هادئ ومثمر (حكومي - نيابي - أهلي)، أظهر معدن أهل الكويت الأصيل ومدى وعيهم وحبهم لوطنهم وولائهم لحكامهم. جهد أدى إلى الحد من سرعة انتشار حالات الإصابة بمرض كورونا، وقاد هذا العمل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد بنفسه، حيث تواجد في أماكن الأحداث، مصحوباً بوزراء الصحة والداخلية والدفاع والتجارة، وكل القيادات العليا المسؤولة عن متابعة شؤون البلد، ما أثمر الحد من سرعة هذا الوباء، حتى أصبحت دولة الكويت محل ثناء في الإعلام الغربي ونشر خطواتها والسعي لتكون مثالاً يُحتذى في هذه المعركة، فهذا الوباء انتشر حتى الآن في نحو 143 دولة في جميع القارات.
ولم تكتفِ الكويت برصّ الجهود وتوحيدها بل كانت السبّاقة لشراء أحدث الأجهزة والمعدات لكشف حالات الإصابة بالفيروس خلال دقائق معدودة، وأصرت على شراء ما يُصنع أو يُكتشف من أدوية تخصّ هذا الوباء. ومثلما كان للدولة دور كان للشعب دور مماثل لا يقل عنه أهمية، فقد تطوع البعض بالجهد والوقت، وتطوع آخرون بالملايين لتأسيس صندوق الكويت تستاهل ومنهم من سخّر المستشفيات والفنادق لتكون ملاذاً لتقديم العلاج للمصابين ومحاجر للمشتبه فيهم.
وتنازل مُلاك العقارات عن إيجارات الشقق والمحلات التجارية حتى تمر هذه الأزمة، بل إن شركة طيران الجزيرة سخّرت أسطولها الجوي بالكامل وبالمجان لإعادة أبنائنا وبناتنا المتواجدين في الخارج. والدور الأهم هو دورنا كشعب واعٍ بالالتزام التام بتوجيهات وتعليمات الجهات المختصة واتباع وسائل الحماية والوقاية من هذا المرض سريع الانتشار، والإبلاغ عن أي حالة تُكتشف من دون تردد وكذلك صمّ الآذان عن كل مُغرض أو مثبط، من الذين جعلوا الهواتف النقالة أداة لتخويف الناس، وحتى لا نصل إلى منع التجول التام مكرهين يجب علينا أن نلزم بيوتنا ولا يكون الخروج إلا للحاجة القصوى، فالكويت تستاهل.
حفظ الله الكويت ومن عليها من كل شر وداء.