حروف باسمة

الأيام...

1 يناير 1970 04:28 ص

تختلف وتتعدد في مشاهدها ومناظرها وصورها وأشكالها، هي الأيام... منها ما تشوبه مشاهد تدعو إلى القلق وأخرى تزدهر، وفي جميع الأحوال يجعل الإنسان من يومه مشاهد لتحقيق الأمل، وذلك بالإصرار والعمل واقتناص الحقيقة الطيبة والابتعاد عن مشاهد القلق وتحويلها الى آفاق لأيام تزهو بالازدهار.
وقد سلطت المنظمة الأممية أضواء على أيامٍ مهمة، لتبرز ماهيتها للناس، ومن هذه الأيام هو اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من شهر مارس، يقام تكريماً لإنجازات المرأة وتعزيزاً لحقوقها، وقد تم إقرار هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1975 م، وقد ظهر يوم المرأة في مطلع القرن العشرين في أميركا الشمالية وأوروبا، وذلك من قبل أنشطة الحركات العمالية، ومنذ ذلك الوقت أصبح ليوم المرأة بعد عالمي للنساء في البلدان المتقدمة والنامية.
يعد هذا اليوم مناسبة يتم فيها الاحتفال بالتقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، والسعي لذلك في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تمكين المرأة إلى جانب الاعتراف بأعمال وإنجازات النساء، ولهذا تعمل المنظمات العالمية بما في ذلك الأمم المتحدة واليونسكو، في تعزيز جميع مجالاتها لتحقيق المساواة بين الجنسين.
ولم تزل المرأة تناضل من أجل الحصول على حقوقها في كثير من البلدان.
المرأة التي كرمها الدين الإسلامي - قبل إشارات المنظمات الأممية تجاهها بقرون - وأعطاها حقها وأشار إلى قدراتها واستعداداتها، وجعل لها شأناً كبيراً، وهكذا الأمم المتقدمة تحترم قدرات نسائها، لأنهن نصف المجتمع، ولا يمكن أن يستقيم المجتمع إلا إذا اتحد نصفاه، لتنتظم المسيرة وتتم النهضة وتتطور الأمة.
وإن المرأة في هذه الديرة الطيبة حصلت على مكانة مرموقة، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والمعلمة والمرشدة، فنالت الدرجات العالية وتقلدت المناصب المرموقة، كما أن لها إشارات طيبة، وأرشدت وهدت فأبلغت في النصيحة، ولم تزل تشق طريقها وتساهم في خدمة وطنها، فكلما تعرض الوطن إلى محنة فإن المرأة هي المبادرة مع الرجل في صد العدوان إبان الغزو العراقي الآثم على هذه الديرة الطيبة، امتزجت دماء الشهداء والشهيدات لتروي تربة هذا الوطن.
واليوم، عندما اجتاح كورونا المستجد كوفيد 19 هبّت المرأة في هذه الديرة مع الرجل صفاً واحداً من أجل القضاء على هذا الفيروس، فهي التي تعمل في المختبرات والتي تشخص في العيادات والتي تهدي إلى سبل الخير والرشاد عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، هذه هي المرأة في هذه الديرة الطيبة التي نبارك لها في يومها العالمي ونسأل الله الكريم لأبناء هذا الوطن رجالاً ونساء التوفيق والسداد، وأن يكلّل أعمال الذين يصدون آثار هذا الوباء عن آفاق هذه الديرة الطيبة بالنجاح والسداد، وذلك بأعمالهم وأفكارهم وخططهم وإشاراتهم، وأن يهيئ ربنا الكريم آفاقاً سليمة خالية من جميع الأمراض لجميع البشر في مختلف أصقاع العالم، وأن ترفل هذه الديرة بالصحة والسلامة... إن ربي هو وليّ ذلك والقادر عليه.
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك إلا محسنُ
فمن الذي  يرجو ويدعو المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةُ إلا الرجا
وجميل عفوك ثم إني مسلمُ