اللهم احفظ الكويت وأهلها وجميع بلاد المسلمين، واجعل ما أصابهم خيراً ونعمة عليهم.
تحدثنا عن وباء كورونا وشكرنا كل فرد مخلص لا يبحث عن «الشو»، أو استغلال الحدث لمصلحته الشخصية بقدر ما هو متقدم لخدمة وطنه بالضبط، كما كان عليه رجال الوطن المخلصين في الماضي.
الآن... هل من ثمة نصيحة نستطيع توجيهها؟
نعم... فنحن أخذنا بالأسباب وبسطنا كل شيء حتى الاحتياطات بلغت وقف صلاة الجماعة وصلاة الجمعة، وهناك أمران في غاية الأهمية والحساسية يستوجبان اتخاذ قرار عاجل.
الأمر الأول... الحس الوطني:
ظهر لنا حب الوطن وبرزت محبته لدى الأخيار من أهل الوطن من مواطنين ومقيمين والبدون، الذين سطروا أجمل المواقف ويستحقون منا فتح صفحة جديدة معهم.
لذلك? وبعد انقضاء أزمة كورونا - التي لا نعلم إلى الآن مصدرها إن كانت مفتعلة أم هي قضاء وقدر، وجميع المؤشرات تقود إلى أنها أشبه بالفيروسات السابقة، التي تنتهي ببحث وتجارب وخروج «فاكسين» يدر أموالاً طائلة وتخسر شركات وترتفع أرصدة شركات أخرى - فإن الحس الوطني يتطلب توفير مفهوم الإدارة الإستراتيجية على النحو الصحيح، بحيث تكون لدينا إدارة للأزمات والكوارث من جهة وإعادة مفهوم حق المواطنة الفعلي ليكون هو الأساس في تعاملنا مع فئات المجتمع ومكوناته.
هنا تبرز أهمية ما يبحث عنه الجمهور الذي أبلى بلاء حسناً خلال هذه الأزمة.
هنا نريد أن يتقدم الأخيار ليقودوا حاضر البلد ومستقبله، ويضعوا رؤية جديدة تصنع صورة أجمل للكويت حكومة وشعباً ومقيمين... إنه العنصر البشري الذي لم نحسن الاستثمار فيه.
والأمر الثاني... تنويع مصادر الدخل «الاستثمار»:
الجميع يعلم أن كثيراً من كبرى الشركات العالمية قد هوت قيمة أسهمها، وحري بنا استغلال الفرصة من خلال الهيئة العامة للاستثمار، كي تشتري أسهم تلك الشركات، فهو استثمار قصير المدى ومردوده المالي كبير جداً.
ومن ثم الاستثمار في المجال الطبي والتعليم الإلكتروني، لمواكبة الحدث وصناعة جيل متعلم وصحي ولديه دخل متنوع المصادر، يعوضنا عن الاعتماد الكلي على مصدر النفط.
الزبدة:
الثقافة السليمة لا يفهمها إلا رجال الدولة الأخيار... فكل أزمة في الغالب يخرج البلد - الذي تحل عليه - إما لمزيد من التطور والتقدم وإما الدمار.
وعليه? نتمنى أن نحصر بشكل موجز كل القضايا التي عانى منها المجتمع وفئاته، وفي مقدمتها طريقة وأسلوب إدارة المؤسسات والحفاظ على النسيج الاجتماعي.
مجتمعنا - وقد سطر أبهى صور التلاحم في ظل هذه الأزمة - يحتاج لمن يستمع إليه ويقضي على كل معضلة يعاني منها، كرد جميل له بعد زوال أزمة كورونا.
ومجتمعنا يجب أن يُفهم أصحاب القرار أهمية اختيار القرارات الاستثمارية، من خلال اقتناص الفرص الاستثمارية المجدية.
فهل نتعلم من درس وباء كورونا؟ نتمنى ذلك... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi