فيما ارتفعت معدلات الطلاق فى الصين بشكل كبير تزامناً مع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، لأن الأزواج يقضون الكثير من الوقت معاً في المنزل خلال فترة الحجر المنزلي، وفقاً لمكاتب تسجيل الزواج في جميع أنحاء الصين، تعالت أصوات كويتية للتحذير من الوقوع في الفخ الصيني والسماح لفترة الحجر بأن تتسبب في إشعال فيروس الطلاق الخامل.
وأكد عميد كلية العلوم الاجتماعية الأستاذ الدكتور حمود القشعان، في تصريح لـ«الراي»، أن «الأزمات فرصة للتلاحم ونحن نعيش في أزمة عالمية، وهذا ينتج عنه إدراك أحد الزوجين أو كلاهما أن المرحلة حرجة، وأتذكر أن هناك أسراً خلال فترة الغزو تعايشت مع بعض المشكلات ولكن ما إن تم تحرير الكويت انفجرت بعض الملفات العالقة»، مشيراً إلى أن «الحجر المنزلي دعوة للتقارب والتفاهم والتقارب وعدم فتح ملفات تؤدي لإثارة فيروس التصعيد».
وبيّن أن «ثمة أربعة أمور تزيد من فيروس الطلاق الخامل والذي قد يكون أكثر انتشاراً من فيروس كورونا القاتل، أولها التصعيد والصراخ وإحضار الماضي ولهذا ننصح الجميع بعدم استحضار الماضي والاكتفاء بالحديث عن المستقبل، كما ننصح الزوجات بعدم الطلب من الأزواج ألا يمارسوا سلوكاً سلبياً وإنما الطلب منهم ممارسة سلوكيات إيجابية، وثانيها التحقير وعدم الإصغاء فلا يجب أن يعتقد الأزواج أن رأيهم فقط هو الصواب، وثالثها هو انتقاد الأشخاص وليس الأفعال ولذلك يجب أن نطلب ما نحبه وليس ما نكرهه وأن نستخدم لغة (نحن) بدلاً من التلاوم، ورابع الأسباب هو لغة الهروب من المنزل فلا تجعل قضية الحجر المنزلي هي الهروب في غرفة منفردة واستغلال هذه الحالة الطارئة للبعد عن الأسرة».
وأضاف: إنه «كلما تباعدت المخدة تموت المودة ونسأل الله ألا توجد هذه الأمور في بلادنا، وقد رأينا حالات الطلاق تزداد في الصين، وأخشى أن تظهر الفيروسات المسببة للطلاق على شكل أرقام مخيفة بعد رفع الحجر المنزلي وعودة الحياة، وأقول للزوجين: كورونا أزمة وستمر بسلام ولكن لا تجعلوا هذه الفيروسات تسيء إليكم حتى لا ينقلها الأبناء، ففيروس الطلاق ينتقل عبر الأجيال لهذا أظهرت دراسة أجريتها أن أبناء المطلقين معرضون لنقل خبرات فيروس الطلاق إلى الجيل الذي يليهم بنسبة 62 في المئة».
من جهته، قال مدير مكتب إشراقة أمل للاستشارات الأسرية الدكتور سعد العنزي إن «الله شرع الطلاق لحل المشاكل المستعصية التي لا يمكن للزوجين تفاديها إلا بالانفصال حتى يتحقق الاستقرار الأسري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المرض الذي لا يُرجى الشفاء منه»، مشيراً إلى أنه «إذا كان الزوج لا يستطيع الجماع أو عدم الإنجاب أو يعاني من مرض منفر لا يُحتمل التعايش معه، فيجوز للزوجة أو الزوج أن يتقدم بطلب الطلاق بسبب هذا المرض الذي لا يرجى الشفاء منه، ويعد هذا الطلاق طلاقاً للضرر بائناً بينونة صغرى لا يصح الرجوع عنه إلا بعقد جديد».
وأضاف «أما الأمراض التي يرجى شفاؤها، فلا تعد ضرراً أو سبباً للطلاق، وفي ما يتعلق بداء العصر (كورونا)، فهذا المرض المنتشر حالياً في العالم ويعد من الأمراض الوبائية كما صنفته منظمة الصحة العالمية، فإن الحكم يسري عليه كسائر الأمراض فإن كان لا يُرجى الشفاء منه ويؤثر على بقية الأسرة فالطلاق في هذه الحالة صحيح، ولكن اذا كانت الحالة مصابة بهذا المرض ويمكن علاجها مع الأيام فلا حاجة للنظر في الطلاق».
و أشار إلى أنه «من خلال متابعتنا لهذا المرض من المختصين يظهر لنا أن هذا الوباء ينتشر بسرعة فائقة لكن يمكن الشفاء منه إذا تمت معالجته في الوقت المناسب لذلك لا يمكن النظر في موضوع الطلاق حال هذا الوباء إلا بتقرير طبي موثوق به يؤكد للقاضي عدم شفاء الحالة واستحالة استمرار العلاقة الزوجية بوجود هذا المرض، إذا طلب أحد الزوجين التفريق بسببه».
وبالعودة للمشهد الصيني، وحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن مدير سجل الزواج في مدينة داتشو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين لو شيجون، كشف أن «أكثر من 300 من الأزواج طلبوا الطلاق منذ 24 فبراير الماضي، ويعتقد المسؤولون أن الزيادة الحادة في طلبات الطلاق يمكن أن تكون ناجمة عن حقيقة أن الشركاء قضوا الكثير من الوقت في أماكن قريبة تحت الحجر الصحي».
وأضاف شيجون إن «معدل الطلاق في المنطقة ارتفع مقارنة بما كان عليه قبل تفشي الفيروس، حيث يقضي الشباب الكثير من الوقت في المنزل ويدخلون في جدل ساخن بسبب شيء تافه ويتسرعون في الحصول على الطلاق. وهناك عامل آخر محتمل هو أن يكون هذا العدد الكبير نتيجة تأخر الطلبات بسبب التعطيل لمدة شهر تقريباً خلال تفشي الفيروس في الصين».
وأضاف التقرير «شهدت مكاتب تسجيل الزواج في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين ارتفاعاً غير مسبوق في مواعيد الطلاق منذ إعادة الافتتاح في الأول من مارس، حتى أن أحد مكاتب المقاطعة تلقى 14 طلباً في يوم واحد لتصل بذلك طلبات الطلاق إلى الحد الأقصى بالنسبة لهم».
القشعان يشخص
أسباب الطلاق
1 - التصعيد وفتح ملفات الماضي
2 - التحقير والاستهزاء برأي الطرف الآخر
3 - نقد الشخص وليس نقد الفعل
4 - الانسحاب والتباعد السلبي (السكتات الكلامية)