مع احتفاظ كل شخص بطقوس صباحية خاصة به كل يوم، اعتادها وأصبحت «لازمة يومية» له، فإن الظروف التي تمر بها الكويت، جعلت المواطنين والمقيمين يشتركون في طقس يومي أصبح ضرورة، وينتظرونه بتشوّق، يتمثل في ظهور الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبدالله السند، في المؤتمر اليومي، ليضع الجميع في صورة الجهود الحكومية لتطويق فيروس «كورونا» المستجد الذي حلّ ضيفاً ثقيلاً استنفر كل الجهود والجهات في الدولة، لمحاصرته والتخفيف من مدة بقائه في البلاد.
ومع ما تمثله مهمة الناطق الرسمي من أهمية كبيرة للجهة التي ينتمي إليها، والتي تتعدى أحياناً إعلان أخبار جهته، إلى ما وراء ذلك، فقد برهن الدكتور عبدالله السند خلال فترة وجيزة من تسميته لهذا المنصب، قدرة فائقة على التواصل الفعال مع الناس، حيث ينقل ويستقبل ويتفاعل مع ما يستقبله... يتصرف برزانة الواثق من قدرات الجهة التي ينتمي إليها، وينقل أخبار الوزارة، ويتجاوب ويتعامل مع الأحداث التي تمسها.
تشعر بصدق الرجل حين يحدثك، ويجيبك عن تساؤلاتك بشفافية ووضوح من دون مواربة. وشهادة في حق هذا الرجل أنه لا يتذمر أو يتجاهل الرد حتى في ساعات الليل المتقدمة، يجيب السائل فوراً إن توافرت لديه المعلومة، وإن لم تكن حاضرة، يَعد بالرد في أقرب وقت، وما هي إلا دقائق حتى يعاود الاتصال بالسائل بعد الاستفسار من المعنيين عما سأل، وقبل أن يجيبه، يسمع عبارته الشهيرة «اعذرني تأخرت عليك في الرد»... يخجل من يتعامل معه من تواضعه ورقي أخلاقه، فهو بحق واجهة مشرفة لوزارة الصحة ولمهنة الطب، المهنة السامية الأسمى.
ولأن الأعمال تختلف، من حيث السهولة والتعقيد، كطبيعة الأسئلة الصحافية التي توجه للمسؤولين، فإننا نجد الدكتور السند بمهنية عالية وسلاسة وبالشكل المنطقي والمناسب والعملي، يشرح ما قد يخفى علينا من أمور فنية تتصل بالشأن الطبي، فهو الطبيب المفوّه، حاضر البديهة الذي يملك القدرة التي تناسب وتلائم طبيعة مهامه، بالإضافة إلى امتلاكه مهارة التأثير بالآخرين، فحين يتحدث يجبر أسلوبه الموجودين على الإصغاء، حيث يبسط المعلومة الفنية الطبية بكل وضوح، لأنه يدرك أنه يخاطب الرأي العام وليس الجسم الطبي فقط.
يعتمد منهج الشفافية والوضوح في عمله وردوده، فقبيل بدء المؤتمر الصحافي اليومي لتطورات فيروس كورونا، يستطيع الموجودون في القاعة أن يستشفوا من تعابير وجه إن كانت هناك حالات إصابة جديدة أو لا.
وإذ يمتلك شجاعة ذكر الحقائق وانتهاج سياسة الباب المفتوح، فإنه الصخرة التي تتحطم عندها الإشاعات والمعلومات المغلوطة...
ويحق لوزارة الصحة أن تفتخر بهذا الرجل الذي قدم صورة حضارية مشرفة لها ولدولة الكويت، بل لحرية التعبير وتقبل النقد، فكان حقاً مثالاً يقتدى به في أداء مهام وظيفته.