انهيار اتفاق «أوبك+» يُشعل معركة الحصص

1 يناير 1970 06:32 ص
  • الكويت والعراق والإمارات قد تتبع السعودية بتخفيضات كبيرة   
  •  محللون: الأسعار  قد تصل 20 دولاراً في ضوء صدمة الطلب المتزامنة مع «كورونا»

رويترز - يتأهب متعاملو النفط الآسيويون لجولة أخرى من تراجعات الأسعار الكبيرة اليوم، لخامي برنت ودبي الرئيسيين، بعد أن خفّضت السعودية، أكبر مُصدر في العالم، الأسعار، ما سيشعل معركة حصص السوق بين كبار المنتجين.
وكانت حرب الحصص السوقية السابقة بين أكبر منتجي العالم، مثل السعودية وروسيا ومنتجي الشرق الآوسط، اندلعت بين 2014 و2016 حين حاولوا تضييق الخناق على إنتاج النفط الصخري الأميركي، عن طريق خفض الأسعار وتوفير المزيد من الإمدادات إلى آسيا.
وانتهت تلك المعركة عندما أبرمت «أوبك» وروسيا اتفاقاً لتقليص الإنتاج، إلا أن تلك الهدنة انهارت الجمعة الماضي، عندما فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق لتعميق خفض الإنتاج بهدف رفع الأسعار.
وأعلنت السعودية خفض سعر البيع الرسمي لشحنات أبريل من جميع خاماتها إلى شتى الوجهات، فيما تعتزم زيادة إنتاجها في الشهر ذاته إلى أكثر من 10 ملايين برميل يومياً للمرة الأولى منذ مايو 2019، وقد يقترب إنتاجها من 11 مليوناً، بعد انهيار اتفاق خفض المعروض بين «أوبك» وروسيا.
وكانت المملكة قد ضخت 9.7 مليون برميل يومياً في الشهرين الأخيرين، فيما تبلغ طاقتها الإنتاجية 12 مليون برميل يومياً، ما يعطيها القدرة على زيادة الإنتاج سريعاً.
وأوضحت المصادر أن ضعف التزام روسيا بتخفيضات الإنتاج كان محبطاً بالنسبة للرياض، فيما أكد أحدها أن «المملكة ليست في حرب مع أي أحد، لكنها تسعى وراء مصالحها الخاصة، ففور انقضاء الاتفاق، الجميع سيرفعون الإنتاج».
ويرجح أن يقتدي منتجون آخرون في «أوبك» مثل العراق والكويت والإمارات بتحرك السعودية بإجراء تخفيضات كبيرة على أسعار شحنات الخام لشهر أبريل.
وحددت «أرامكو» سعر بيع خامها العربي الخفيف لآسيا لشهر أبريل بخصم قدره 3.10 دولار عن متوسط أسعار خامي سلطنة عمان ودبي، وبانخفاض 6 دولارات للبرميل عن مارس، فيما قلصت سعر الخام نفسه للولايات المتحدة بـ3.75 دولار للبرميل عن مؤشر اسكي بتراجع 7 دولارات عن مارس، وإلى شمال غرب أوروبا بخصم 10.25 للبرميل عن سعر برنت بتراجع 8 دولارات للبرميل.
ودارت التخفيضات لآسيا، التي تعد سوق نمو رئيسية، بين 4 و6 دولارات للبرميل، وهو على الأرجح أكبر انخفاض في الأسعار على الإطلاق، و3 أمثال التوقعات التي كانت لخفض بمقدار دولارين للبرميل للخام العربي الخفيف.
وقال تيلاك دوشي، من معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، «يبدو الأمر بمنزلة صدمة سعودية شاملة بهدف زيادة الكميات والتنافس مع النفط الروسي في فنائهما الخلفي بأوروبا وآسيا».
وأضاف دوشي، الذي عمل سابقاً لدى «أرامكو» أنه «قد يكون هذا أسوأ من النصف الثاني من 2014، وقد تختبر الأسعار 30 دولاراً أو حتى 20 دولاراً في ضوء صدمة الطلب المتزامنة مع تأثير فيروس كورونا على النشاط الاقتصادي».
وأوضح متعامل لدى شركة تكرير بشمال آسيا إن تخفيضات الأسعار «المجنونة» يمكن أن تقود برنت إلى مستوى 40 دولاراً للبرميل قريباً.
ولفت متعاملون ومحللون في آسيا إلى أن التراجع في تكاليف الخام سيدعم على الأرجح هوامش شركات التكرير الآسيوية التي تضررت جراء انخفاض الطلب من تفشي كورونا، مؤكدين أنها «أخبار سارة لشركات التكرير والمستهلكين».
وصار بمقدور المشترين الآسيويين المفاضلة بين الخيارات، بعد أن فُتحت أمامهم نوافذ المراجحة للنفط من أوروبا وأفريقيا والأميركتين، عقب تقلص العلاوة السعرية لخام برنت فوق دبي بحدة وانخفاض أسعار استئجار الناقلات عن مستويات الذروة المسجلة لها في يناير.
وتوقع متعاملون أن تنخفض الأسعار الفورية بدرجة أكبر من الأسعار الآجلة، ما سيشجع على تخزين النفط، إذ كانت المرة السابقة التي حدث فيها هذا الوضع - تراجع السعر الفوري عن الآجل - في 2014 و2015، وجرى حينئذ تخزين ملايين البراميل على متن السفن والناقلات في أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا.