الدولة الأقل تسجيلاً للوفيات نسبة للإصابات بفضل التكنولوجيا والاستجابة السريعة

هكذا نجحت كوريا الجنوبية في محاصرة الفيروس

1 يناير 1970 01:38 م
  • نسبة الوفيات 0.6 في المئة أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ نحو 3.4 في المئة إجراء 10 آلاف اختبار يومياً ومختبرات متنقلة ترصد الفيروس في 10 دقائق فقط
  • مصدر كويتي في سيول لـ «الراي»:
  • الغالبية الساحقة من الإصابات هي لأتباع طائفة دينية مسيحية جميعهم تحت العزل
  • سيول واثقة من السيطرة على المرض وبدء انخفاض الإصابات في منتصف مارس
  • استياء كوري من قرار بعض الدول وقف الطيران معها ومنع دخول مواطنيها 
  • - المسافر يخضع لـ3 فحوصات... وتثبيت نقاط صحية على حدود المناطق الموبوءة 

أشاد مصدر كويتي في سيول بالإجراءات التي اتخذتها كوريا الجنوبية في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، مشيراً إلى أن الاستجابة السريعة لمؤسسات الدولة سمحت عملياً بمحاصرة الفيروس وتقليل نسبة الوفيات إلى الحد الأدنى عبر الاكتشاف المبكر للمصابين.
وعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية تعد واحدة من أكثر الدول التي سجلت إصابات بالفيروس (مع تسجيل 7041 إصابة حتى أمس)، إلا أنها من أبرز الدول التي سجلت أدنى نسبة وفيات (44 حتى أمس) وصلت إلى نحو 0.6 في المئة، وهو معدل أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ نحو 3.4 في المئة.
وأوضح المصدر الكويتي لـ»الراي» أن من أبرز الإجراءات التي اتخذتها كوريا الجنوبية هي وقف كل الأنشطة الجماعية والمؤتمرات والمعارض على الرغم من أهميتها الشديدة للاقتصاد، كاشفاً عن توقعات بالسيطرة على الفيروس بحلول منتصف مارس الجاري وبدء التراجع في أرقام الإصابات.
ولفت إلى أن الغالبية الساحقة من الإصابات (نحو 85 في المئة) هي لأتباع طائفة دينية مسيحية لها طقوس خاصة في التعبد وتعتمد كثيراً على التقارب الجسدي، وإجمالي المنتمين لها نحو 200 ألف شخص وهؤلاء جميعهم تحت العزل، ولهذا يتم الإعلان يومياً عن حالات جديدة، لكن معظمها من هذه المجموعة المتوقع انتهاء عمليات فحصها في منتصف مارس.
وأضاف أن «كون المجموعة كلها تحت العزل هو أمر يطمئن الى قرب إعلان التراجع في تسجيل الاصابات»، مؤكداً ثقة سيول بسلامة الإجراءات وقرب السيطرة على انتشار المرض، على الرغم من أنها لم توقف حركة الطيران مع الصين.
وقال المصدر إن «وزيرة الخارجية الكورية استعرضت أمام السفراء الاجانب أفضل إجراءات الحجز والعزل وفحص المرضى، وكانت فخورة بمقدار الشفافية العالي لبلادها في التعامل مع الفيروس».
وإذ لفت إلى أن «كوريا الجنوبية حالياً هي الأسرع في القدرة على الكشف عن (كورونا) بحكم العمل اليومي وتطوير الأجهزة الفاحصة»، أكد المصدر أن سيول مستاءة في الوقت نفسه من قرار بعض الدول وقف الطيران معها ومنع دخول مواطنيها على الرغم من ثقتها بأن الأمور تحت السيطرة.
وأشار إلى «تسخير التكنولوجيا الذكية للسيطرة على الفيروس وانتشاره، حيث تم إطلاق تطبيق (ابليكيشن) فُرض على القادمين من مناطق التفشي تنزيله على هواتفهم الذكية، وتتم عبره المتابعة الدائمة واليومية للتواصل وفحص الحرارة والحالة الجسدية».
كما تم أيضاً إطلاق تطبيق آخر للموجودين في العزل الصحي لمتابعة أوضاعهم الصحية والتواصل معهم أولاً بأول.
وأضاف المصدر ان «المسافر يخضع إلى 3 فحوصات طبية قبل صعود الطائرة أو الدخول إلى البلاد، بالتوازي مع تكثيف حملات التوعية والإرشادات والتشديد على ضرورة الالتزام بالتعليمات والقوانين».
ومن الإجراءات الأخرى، وفقاً للمصدر، تثبيت نقاط تفتيش صحية على حدود المناطق الموبوءة بحيث يتم فحص حرارة الأشخاص الذين يودون الدخول إليها أو الخروج منها والتأكد من سلامتهم.
وأمس، أعلنت كوريا الجنوبية عن ارتفاع الإصابات إلى 7041 حالة، فيما زاد عدد الضحايا إلى 44، في حين وصل عدد الحالات التي تم الإعلان عن شفائها إلى 118. وبحسب تقرير لموقع «بيزنس انسايدر» (Business Insider) الأميركي، فإن أحد أهم نجاح كوريا الجنوبية في السيطرة على الفيروس أكثر من دول أخرى، هو قدرتها على إجراء ما يصل إلى 10 آلاف اختبار يومياً، وإنشاء مختبرات فحص متنقلة يمكنها رصد حالات الفيروس في 10 دقائق فقط.