مصادر صحية لـ «الراي»:
كان من أوائل الاصابات
عانى من أعراض بسيطة طوال مدة علاجه
- خضع لفحوصات على مدى أيام عدة
- فترة متابعة بعد خروجه من المستشفى اليوم
بثينة المضف: محاصرة الفيروس والحد من انتشاره يعتمدان كثيراً على وعي المجتمع
عبدالله السند: وجود المواطنين في المحجر احترازي وخروج أي شخص منه لا يعني أنه كان مصاباً وشفي
فيما سجلت وزارة الصحة، أمس، إصابتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في الكويت، قادمتين من إيران ليرتفع بذلك إجمالي عدد المصابين بالفيروس إلى 58 حالة، أعلن وزير الصحة الدكتور باسل الصباح عن شفاء أول مريض كويتي يبلغ من العمر 34 عاماً كان مصاباً بالفيروس.
وقال إن التحاليل أثبتت خلو المريض من الفيروس، وإنه سيتم استكمال الفحوصات العادية اللازمة له قبل خروجه اليوم من المستشفى.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر صحية لـ»الراي» أن المريض كان يعاني من أعراض بسيطة خلال فترة علاجه، مشيرة إلى أنه من أوائل الاصابات التي تم تسجيلها وقد تم التأكد من سلامته عبر الفحوصات اليومية على مدى أيام عدة، مؤكدة في الوقت نفسه أنه سيخضع لفترة متابعة بعد خروجه اليوم.
وفي المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد بمقر الوزارة، للإعلان عن مستجدات الوضع الصحي في البلاد، أكدت الوكيلة المساعدة لشؤون الصحة العامة والوكيلة المساعدة للخدمات الطبية المساندة بالتكليف، الدكتورة بثينة المضف أن «لا تاريخ محدداً لمحاصرة الفيروس، بسبب تفشيه في جميع دول العالم، ونحن نتابع باستمرار ما ينشر وما يرد إلينا من المنظمة».
وقالت المضف، إن «سلامة أبنائنا الطلبة أولوية، وننسق بشكل مستمر مع وزارة التربية لرفع الوعي الصحي في جميع المدارس والقطاعات التعليمية». وأشارت إلى أن الحالتين اللتين سجلتا لمواطنين قادمين من إيران وموجودين في المحجر الالزامي بمنتزه الخيران، وتم نقلهما الى المستشفى المخصص، وابلاغ منظمة الصحة العالمية بأنهما من الحالات الواردة من خارج الكويت.
وعن الحالة الصحية للسيدتين في العناية المركزة، أوضحت أنهما «تتلقيان الرعاية الطبية اللازمة، ولاتزال حالة إحداهما حرجة والأخرى مستقرة، أما بالنسبة لبقية الحالات فالجميع بحال صحية جيدة ومستقرة».
وأضافت انه «في إطار اجتماعات وزارة الصحة التنسيقية والمستمرة، عقد الاجتماع الدوري للجنة العليا الدائمة لتطبيق اللوائح الصحية الدولية، لمتابعة المستجدات وتنفيذ الإجراءات المتعلقة بكورونا المستجد».
وبيّنت أن الاجتماع ناقش عدداً من الأمور المتعلقة بإجلاء الكويتيين من العراق وتوفير الاحتياجات المختلفة لمواجهة هذا الفيروس، إضافة الى الاستعدادات الخاصة بوزارة التربية والتنسيق مع وزارة الصحة بقطاعاتها المختلفة ذات الصلة.
وأكدت أن محاصرة هذا الفيروس والحد من انتشاره، يعتمدان بشكل كبير على وعي المجتمع والتزامه بالتعليمات الوقائية.
ودعت المضف جميع من طبق عليهم الحجر المنزلي إلى عدم الخروج من المنزل، ومخالطة الآخرين مدة 14 يوما منذ تاريخ قدومهم للبلاد، مع تلقي المعلومات حين الحاجة، والاستفسار عن أي معلومة عبر الخط الساخن لطوارئ الصحة العامة.
وعن احتمال تمديد فترة عطلة المدارس والجامعات، قالت المضف ان المحافظة على صحة الطلبة «أمر مهم، ونحن نتواصل دائماً مع وزارة التربية لرفع الوعي، وننسق معها حول آخر مستجدات الفيروس، وما يرد الينا من منظمة الصحة العالمية».
وعما تردد أخيرا عن الاشتباه في إصابة مصري بالكويت، قالت إنه لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد بين أبناء الجالية المصرية.
وعن شروط خروج المصابين من المستشفى، أشارت الى أن الفريق الطبي المتخصص هو الذي يقرر من ينطبق عليه الخروج، مبينة أن وزارة الصحة تعتمد على البروتوكولات الصحية العالمية في علاج الحالات المصابة بالفيروس.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبدالله السند إن «المؤتمر يأتي من منطلق التزام وزارة الصحة بالشفافية، والايمان بحق المجتمع بالمعرفة، ومن باب المسؤولية المشتركة والشراكة الايجابية المثمرة في الحفاظ على الأمن الصحي في البلاد»، موضحاً أن «خروج أي شخص من الحجر الصحي، لا يعني أنه كان مصاباً بمرض وشفي منه، ولا يعني انه شخص يشتبه بإصابته بفيروس كورونا، وإنما وجوده في المحجر يأتي من باب الحرص على الإجراءات الاحترازية على صحته وصحة أسرته والمجتمع بشكل عام».
أي إصابة بين المحجورين تؤدي إلى حجر جديد للمُخالطين
كشفت مصادر صحية لـ«الراي» أنه عند اكتشاف أي إصابة بين المقيمين في الحجر الصحي، فإنه يتم تطبيق فترة حجر جديدة على من كانوا يخالطون المصاب بشكل مباشر، بغض النظر عن فترة الحجر التي قضوها من قبل.
وخلال المؤتمر الصحافي، حدد الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبد الله السند شروط مغادرة الحجر الصحي، مؤكداً أنه قبل الخروج من الحجر الصحي يتم أخذ جميع المسوحات التي تثبت عدم وجود الفيروس لدى الشخص، وعدم وجود أي أعراض عليه طوال فترة الحجر، فضلاً عن سلامة نتائج المسوحات عند دخول المحجر.
وبيّن السند أن «هناك تساؤلاً دائماً عن فترة الحجر، وهي 14 يوماً، ولماذا هذا العدد»، موضحاً أن هذه المدة تعتبر حتى الآن فترة حضانة الفيروس، التي تحسب منذ مغادرة الشخص لأي منطقة يطبق على القادم منها الحجر الصحي، كما انها تحسب كذلك من تاريخ آخر مخالطة لشخص ثبتت إصابته وتأكدت بفيروس كورونا المستجد.
رعب العطاس والسعال
أشار السند الى ورود رسائل واستفسارات بشكل يومي، تسأل «عن صحة أن المكان الفلاني أو مقر العمل الفلاني توجد فيه أو تم تشخيص فيه حالة إصابة بكورونا؟ لمجرد انه مصاب بسعال أو عطاس وارتفاع في درجة الحرارة»، مؤكدا أن جميع المصابين بفيروس «كوفيد 19» يتواجدون ويتلقون الرعاية بأحد المستشفيات المخصصة لذلك والتابعة لوزارة الصحة.
«كورونا» يشبه 25 فيروساً
أوضح الناطق الرسمي أن «هذه الفترة تنتشر فيها الأمراض الموسمية التي تتشابه بالكثير من الأعراض، حيث هناك نحو 25 فيروسا تتشابه أعراضها، ولو شكت المؤسسات العلاجية أو الطبيب المعالج في الحالة بنسبة 1 في المئة بإصابتها بفيروس كورونا، يتم اتخاذ التدابير الاحترازية كافة، وتفعيل كافة اجراءات منع العدوى، واتخاذ اللازم بنقل الحالة من المركز الصحي الى المكان المتخصص حسب البروتوكولات المعمول بها في الوزارة». وأوضح أن «هذا لا يعني أنها إصابة مؤكدة بالكورونا، إنما يعني اتخاذ الاجراءات كافة وانتظار النتائج، حيث يجرى فحص لـ25 فيروساً قد يكون من بينها كورونا أوالانفلونزا A أوB أو نزلة البرد العادية، وأرجو ألا تثير إجراءاتنا الخاصة بالوقاية أو العزل الخوف أو القلق عند البعض، حيث وجب علينا القيام بهذه الإجراءات حفاظاً على صحة المريض ورواد المرفق الصحي وصحة المجتمع بشكل عام»