النظام «يفتح» طريق دمشق - حلب أمام المدنيين

باشليه تدعو إلى ممرات إنسانية في سورية: ما يحصل أفعال ترقى لجرائم حرب

1 يناير 1970 09:05 ص
  • «اليونيسف»: 
  • التصعيد تسبّب  في تشريد 500 ألف طفل على الأقل   
  • إصابة 5 بانفجار  عبوة ناسفة  في دمشق

واصلت قوات النظام السوري أمس عملياتها العسكرية في شمال غربي البلاد، رغم موجة نزوح ضخمة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة بعد فرار نحو 900 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة وبرد قارس، فيما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من تداعيات الوضع الكارثي خصوصاً على الأطفال في منطقة تؤوي أساساً ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين.
ووصفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان ما يحصل، بأنها أفعال «ترقى لجرائم حرب»، مؤكدة أن «كثافة الهجمات على المستشفيات والمدارس لا يمكن أن تكون عرضية».
ودعت رئيسة المفوضية ميشيل باشليه، إلى «ممرّات إنسانية»، حيث وصفت تداعيات هجوم القوات الحكومية المدعومة من روسيا بـ«المروّعة».
ونقل بيان عن باشليه: «لم يعد هناك وجود لملاذ آمن. ومع تواصل هجوم (القوات) الحكومية والزجّ بالناس باتّجاه جيوب أصغر وأصغر، أخشى من أن مزيداً من الناس سيقتلون».
وتساءلت باشليه: «كيف يمكن لأحد تبرير تنفيذ هجمات عشوائية وغير إنسانية كهذه؟»
ودعت جميع الأطراف إلى فتح ممرّات إنسانية تسمح بمرور آمن للمدنيين، الذين علق العديد منهم في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل من المعارضة.
وعما إذا كانت دمشق وموسكو تتعمدان استهداف المدنيين ومنشآت محمية بموجب القانون الدولي، قال روبرت كولفيل، الناطق باسم باشليه، إن «كثافة الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس تشير إلى استحالة أن تكون جميعها عرضية».
بدوره، قال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون «فرّ نحو 43 ألف شخص خلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط من غرب حلب».
وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة، ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيماً تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفي مدارس ومساجد.
وتُعد موجة النزوح هذه الأكبر منذ بدء النزاع في 2011، كما أنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وتوفي سبعة أطفال، بينهم طفل رضيع لم يتجاوز عمره السبعة أشهر، جراء درجات الحرارة المتدنية والأوضاع الإنسانية «المروعة» في المخيمات، وفق ما أفادت منظمة «سايف ذي شيلدرن» أمس.
وقالت سونيا كوش من المنظمة: «نخشى أن ترتفع حصيلة القتلى نتيجة الأوضاع غير الإنسانية تماماً التي يجد النساء والأطفال أنفسهم فيها، وسط درجات حرارة تحت الصفر، ومن دون سقف فوق رؤوسهم أو ثياب» شتوية تدفئهم.
وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إلى أن التصعيد أسفر عن «تشرّد ما يزيد على 500 ألف طفل».
في موازاة ذلك، ركزت قوات النظام عملياتها في ريف حلب الغربي، الذي تستهدفه غارات عنيفة تشنها الطائرات الحربية الروسية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان، أن قوات النظام «تتقدم باتجاه جبل الشيخ بركات» الذي يطل على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الفصائل في غرب حلب، كما على مناطق واسعة قرب الحدود التركية في شمال إدلب تنتشر فيها مخيمات النازحين.
ولفت إلى أن «قوات النظام وبموافقة روسية عمدت إلى افتتاح طريق دمشق - حلب أمام المدنيين، وشهد عبوراً لسيارات مدنية وباصات لنقل الركاب إلى حلب والساحل السوري».
وأمس، دخل رتل عسكري جديد يتبع للقوات التركية، يتألف من نحو 90 آلية إلى شمال مدينة إدلب، في وقت انتشرت قوات تركية في بلدة سرمين.
وفي دمشق، أصيب 5 أشخاص بجروح، أحدهم في حال خطرة، جراء انفجار عبوة ناسفة داخل سيارة في منطقة باب مصلى في العاصمة دمشق، وفق «وكالة سانا للأنباء».