تجربة الإسكان التعاوني في أيرلندا من أهم وأفضل النماذج أوروبياً
الحكومة الأيرلندية تنشئ عدداً كبيراً من المساكن الشبابية قليلة التكلفة
الإسكان الاجتماعي بإدارة الحكومة الأسترالية يمثل شبكة أمان للمواطن
الإيجارات الخاصة تستهلك قرابة 25 في المئة من الدخل في أستراليا
كوريا الجنوبية تقدم حلولاً عملية ساعدتها على تشجيع القطاع الخاص لتولي عملية الإسكان
أجهزة كومبيوتر في شوارع المدن الكورية الذكية وأبواب الوحدات يتم التحكم فيها عن بعد
فيما تشكل القضية الإسكانية في الكويت هاجسا للمواطن، فيتابع تفاصيلها وتطوراتها، وهي تراوح مكانها، كما يرى كثيرون، يتساءل البعض لماذا لا تستفيد الجهات الحكومية الكويتية من تجارب دولية تم تطبيقها في عدد من دول العالم، وأثبتت نجاحها، الأمر الذي يجعلها قابلة للتطبيق في البيئة الكويتية، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الطابع المحلي.
وفي ما يلي تستعرض «الراي» عدداً من التجارب الدولية التي ربما تسهم في إثراء الباحثين عن حلول للقضية الإسكانية في الكويت:
أيرلندا
في أيرلندا، حيث المحطة الأولى، تقع المسؤولية كاملة هناك على الحكومة في توفير الأراضي، وتحوي تنظيمات للبناء ومستويات متنوعة من التخطيط، تندرج كلها في استراتيجية الإسكان العام للبلاد. وحققت أيرلندا في سنوات قليلة طفرة في البناء والعقار جاءت نتيجة العمل المنظم، في ظل وجود قنوات متنوعة للتمويل ساهمت في تعزيز القدرات.
والقضية الإسكانية في أيرلندا لا تتعلق بالعقارات فقط، بل تشمل الأماكن التي يعيش فيها الناس، فثمة اختلاف في المستوى بين ملاك المنازل، فمعظم الناس في أيرلندا يحلمون بأن تكون لهم مساكنهم الخاصة، وفي الوقت نفسه تعمل الحكومة على إشعار المقترضين بالأمان لاسترداد ما دفعوه. ويتعين على المواطنين في أيرلندا دفع 25 في المئة فقط من التكلفة، في حين يتولى القطاع الخاص وبعض الجهات المانحة دفع الجزء الباقي كنوع من المسؤولية الاجتماعية المنوطة بها.
وتتميز أيرلندا بتجربة الإسكان التعاوني الذي يعد من أهم وأفضل النماذج في أوروبا، وهناك جهات تدعم هذا النوع من السكن من باب المسؤولية الاجتماعية، والقطاع الخاص يقدم منازل للأشخاص المحتاجين، في حين تقوم الحكومة هناك بإنشاء عدد كبير من المساكن الشبابية قليلة التكلفة.
أستراليا
يوفر الإسكان الاجتماعي في أستراليا، الذي تديره الحكومة وقطاع المجتمع، شبكة أمان للأستراليين من ذوي الدخل المحدود. وتنفق السلطات الأسترالية مئات الملايين من الدولارات في توفير الإسكان الاجتماعي، الأمر الذي ساعد على تقليل معدلات التشرد هناك، بعكس الإيجارات الخاصة التي تبتلغ قرابة 25 في المئة من الدخل، فيما يتسم برنامج الإسكان الاجتماعي في أستراليا بالأمان، حيث يؤمن إيجارات طويلة المدى، وأحيانا تمتد مدى الحياة.
كوريا الجنوبية
أما التجربة الكورية فقد كانت محط أنظار الكثير من المراقبين لقطاع الإسكان، حيث استطاعت تقديم حلول عملية ساعدتها على تشجيع القطاع الخاص، بتولي عملية الإسكان وجذب الاستثمارات المتعددة لهذا القطاع. وتميّزت كوريا الجنوبية بتجربة المدن الذكية التي تعتمد بشكل كلي على التكنولوجيا، مما يسهل حياة الساكنين ويمنحهم فرصة خوض تجربة فريدة عالميا.
ومن أمثلة التجارب الكورية في هذا الصدد، تشييد مدينة «سونغودو» على الساحل الشمالي الشرقي لكوريا الجنوبية، حيث تتوافر أجهزة كمبيوتر في شوارعها، وتزود وحداتها السكنية بأبواب يتم التحكم فيها عن بعد، مع إمكانية تواصل الجيران عبر محادثات الفيديو، فضلاً عن وجود مرادم قمامة هوائية تأخذ القمامة من المنازل لإعادة تدويرها وإنتاج الكهرباء منها.
ونقلت كوريا الجنوبية تجربتها في هذا الصدد لعدد من دول العالم، من بينها دورات تدريبية لمجموعة من الموظفين الاردنيين، وشمل التدريب الكوري للاردنيين قضايا التخطيط والتنمية المحلية، وتضمن عدداً من المحاضرات في التخطيط المحلي والتنمية البيئية السليمة وتخطيط استخدام الأراضي، والسياسات الوطنية والإقليمية لاستخدام الأراضي وسياسات المدن الذكية والسكنية، ومشاركة المواطنين في التخطيط المحلي.