ثرى الكويت يحتضن عبدالعزيز المخلد عصر اليوم

«مدرسة القادسية»... في ذمّة الله

1 يناير 1970 07:09 ص

فقدت الرياضة الكويتية عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، أحد روادها وصانعي انجازاتها في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، برحيل الرئيس الأسبق لنادي القادسية واتحاد كرة القدم، العم عبدالعزيز خالد المخلد الذي وافته المنية مساء أمس بعد صراع مع المرض.
بدأ الفقيد مسيرته الرياضية لاعباً في نادي الجزيرة في خمسينات القرن الماضي وتأثر كثيراً بخاله فجحان هلال المطيري أحد أقطاب النادي.
وبعد اغلاق الأندية القديمة في العام 1958، شهدت سنة 1960 الاستعدادات لانشاء ثلاثة أندية حديثة في مناطق شرق (العربي) وجبلة (الكويت) والوسط (القادسية) تكون بديلة لتلك المغلقة.
واحتضن ديوان المخلد في منطقة القادسية حيث منزل أسرة الفقيد، المقر الأول لنادي القادسية بعد تأسيسه.
من هنا، بدأت رحلة عبدالعزيز العائد من الدراسة في مصر مع القادسية.
شغل الراحل منصب عضو مجلس الادارة وأمين السر في النادي منذ 1963 وحتى 1970 عندما تخلى طواعية عنه تاركاً المجال لدخول الشيخ فهد الأحمد مجلس الادارة، وبمبادرة شخصية منه، لحل مشكلة الانشقاق التي كان يعيشها آنذاك.
قبل ذلك، عمل المخلد في الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وتحديداً في المجلس الذي ترأسه أحمد السعدون، وتقلد منصب أمين السر في 1969 ومدير المنتخب من 1970 وحتى 1976.
وفي هذه الفترة، بدأ العمل على وضع الأساس لانجازات «الأزرق» الذي سيطر على كأس الخليج في النسخ الأربع الأولى، وبلغ، بجدارة، نهائي كأس أمم آسيا 1976 قبل الخسارة أمام ايران المضيفة بهدف.
لم يبتعد المخلد عن المجال الرياضي رغم انشغاله بعمله كرئيس لحرس مجلس الأمة، وبقي قريباً، حتى تمت الاستعانة به لقيادة دفة اتحاد اللعبة في ديسمبر 1985 بعد حل مجلس الادارة برئاسة الشيخ فهد الأحمد، وتعليق عضوية الكويت في الاتحاد الدولي (فيفا).
وفي مارس 1986، تم رفع التعليق، ليتسنى لـ«الأزرق» المشاركة في كأس الخليج الثامنة في البحرين.
وقبل اسبوع من انطلاق البطولة، تعيَّن على المخلد وزملائه العمل سريعاً لاعداد المنتخب الذي تم تكليف المدرب الوطني صالح زكريا بقيادته.
وخلال اسبوع واحد، تم تجميع الفريق وخاض مباراة ودية وحيدة أمام ايسلندا بحضور جماهيري غير مسبوق.
وفي البحرين، سطر «الأزرق» أروع ملاحمه في بطولات كأس الخليج، ونجح في احراز اللقب قبل جولة من النهاية على حساب منافسين أكثر استعداداً واستقراراً.
استمر المخلد في إدارة الاتحاد، وكانت المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية «سيول 1986» والحصول على الميدالية البرونزية آخر استحقاق للمنتخب بوجوده، حيث ترك الاتحاد بالتزامن مع انتخابات مجلس الادارة الجديد الذي شهد عودة الشيخ فهد الأحمد.
عاد المخلد الى نادي القادسية وترأس مجلس الادارة في الدورة الانتخابية. وفي عهده، واصل النادي تفوقه في مختلف الألعاب غير أن الانجاز اللافت تمثل في احراز فريق كرة القدم لقب كأس الأمير في العام 1989، منهياً 10 اعوام عجاف. وفي العام نفسه، ترك المخلد رئاسة النادي الى رفيق دربه المرحوم عبدالمحسن الفارس.
عاد الثنائي لخوض انتخابات النادي صيف العام 2000 لكن من دون أن يوفقا، ليبتعد المخلد عن العمل الرياضي نهائياً، مكتفياً بالمتابعة واستقبال محبيه من الرياضيين في ديوانه.
ورغم ظهوره الاعلامي القليل، كان المخلد يدلو بدلوه في الوضع الرياضي ويضع يده على مكامن الخلل فيه وكان له رأي واضح وصريح في الانتخابات التي تجرى في الأندية والاتحادات، معتبراً أنها أفرزت آثاراً سلبية «لأنها تسير من خلال تسجيل كل مجموعة لأكبر عدد من الأعضاء في الجمعيات العمومية والذين ليس لهم علاقة بالرياضة من قريب أو بعيد ولا يعرفون موقع النادي الذي يسجلون فيه إلا يوم التسجيل، كما أن أعضاء المجلس الراغبين في ترشيح أنفسهم للإدارة يدفعون الاشتراكات عن هؤلاء المسجلين».
وأكد الراحل ان «مواجهة هذه الأخطاء تبدأ بتعديل نظام الانتخابات وتشريع قوانين ولوائح جديدة تخدم الصالح العام وتتلافى الثغرات كافة».
رحم الله عبدالعزيز المخلد، فقد كان يمثّل حالة متفردة في العمل الرياضي، ولا مبالغة في وصفه بـ«مدرسة رياضية»، ملتزم بمبادئه التي عرف بها حتى آخر أيامه، ومستعد لخوض أي «معركة مبدئية» في سبيل تحقيق الأهداف السامية للرياضة التي أحبها وأحبته، وأخلص لها فمنحته المجد.
وسيوارى جثمان الفقيد ثرى الكويت، عصر اليوم، في مقبرة الصليبخات.

«إنّا لله وإنّا إليه راجعون»