حروف باسمة

الوقاية خير من العلاج

1 يناير 1970 06:42 م

الأمراض تختلف في أشكالها وأنواعها وخصائصها وصفاتها، ولكل مرض علاج والأطباء المتخصصون والباحثون يجدّون الخطى من أجل إيجاد الدواء الناجع للمرضى، والمتخصصون في مستلزمات التشخيص يفكرون في تطوير المستلزمات حتى يسهل العلاج ويتخلص المريض من مرضه، ويعيش حياة هانئة تخلو من الأسقام، وأن المنظمة الأممية أفردت أياماً لتسلط الضوء على بعض الأمراض، بغية لإثارة الانتباه نحو سبل العلاج وطريقة التخلص من المرض.
ففي الرابع من شهر فبراير من كل عام، هو اليوم العالمي للسرطان، والذي يعتبر تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، لرفع الوعي العالمي من مخاطر هذا المرض، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر والعلاج، ويعتبر هذا المرض من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يعتبر أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي، إلا أن الباحثين يجدون في استبصار الطرق واكتشاف السبل التي تعين على الحد من انتشر المرض والوقاية منه، ولا يكون ذلك إلا باستبصار المريض أيضاً، والتمتع بالصبر حتى يكتب الله الشفاء.
وهناك أمراض كثيرة تنتقل عن طريق العدوى وتنتشر في أصقاع متعددة في رحاب هذا العالم الفسيح، فهذا مرض كورونا الذي ضرب العالم وحصد الكثير، والذي بدأ في الصين وعبرَ إلى أصقاع أخرى.
فالفيروس ينتقم من الرجل الذي اكتشف فيه، ويواصل دماره الشامل في الصين، فعدد الوفيات يتجاوز 900، وينتشر الوباء بطيئاً لكن الرعب الذي يسببه إلى تصاعد.
«كورونا» نجح في توحيد العالم بالرعب، والتعاطف مع الضحايا.
ولا نزال نسمع عن كثير من الفيروسات التي تحمل في طياتها أمراضاً مدمرة، حتى الجراد الذي يزور بعض البلدان يحمل في أحشائه مرضىاً يطلق عليه (SO1) ويقولون إنه من الأمراض الفتاكة، وقانا الله الكريم من شرور المرض وهيأ لنا سبل الخير والفلاح للمفكرين والمجدين والمستبصرين في جميع أنحاء الدنيا، ليكتشفوا علاجاً ناجعاً يقي الناس من هذه الأوبئة الفتاكة، التي كلما تطورت الوسيلة ظهر وباء آخر يحتاج بحث العاملين والمجتهدين وإعمال العقل من أجل الوصول إلى الحقيقة، والتصدي له، حتى تتبدّد غيوم المرض وتشرق شمس الصحة فتصل أشعتها إلى كل القلوب لتعمر بالشكر لخالق هذا الكون المنعم على عباده بالخير العميم.
إذا كان شكري نعمة الله نعمة
عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمر