في الوقت الذي تسعى فيه الدول المنتجة للنفط إلى التوسع في الصناعات البديلة والتطوير، تبقى الكويت بين ناري تطبيق خططها الإستراتيجية من جهة، والصراعات والتدخلات السياسية لتنويع مصادر دخلها النفطية من جهة أخرى.
وهنا لابد من التساؤل عن استعدادات الكويت لتفادي مخاطر تذبذب أسعار النفط، وهل تمت الاستفادة من الصناعات التحويلية بدلاً من بيعه «خاماً»؟
وفي إطار مساعي مؤسسة البترول لتنويع مصادر الدخل غير النفطي المباشر، جاءت خطط القطاع النفطي الإستراتيجية لتصطدم بقابلية التطبيق ومعوقات التدخلات السياسية ومساءلة القيادات، ومنها مجمع البتروكيماويات بالزور ومشاريع أخرى تتطلب دعماً وتصويباً أكثر من اللوم والإحباط، مثل مصفاة فيتنام وشراكات خارجية أخرى من الممكن أن تحقق عوائد مجزية.
وتقول مصادر مطلعة لـ«الراي» إن خطط تنويع مصادر الدخل في القطاع النفطي طموحة للدرجة التي يمكن من خلالها تحقيق عوائد مليارية عبر الصناعات التحويلية للاستفادة من البتروكيماويات، مضيفة أن خطط مؤسسة البترول تهدف إلى تحقيق قيمة مضافة لموارد الكويت الهيدروكربونية لتنويع مصادر الدخل.
ووفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الكيماويات البترولية، ذراع الصناعات التحويلية لمؤسسة البترول، مطلق العازمي، فإن خطة الشركة تعتمد على موضوعين رئيسيين هما النمو في المنتجات البتروكيماوية الأساسية والوصول إلى ما لا يقل عن 16 مليون طن من إجمالي منتجات الشركة ومشاركاتها، من البتروكيماويات الأساسية في العام 2030 لتعزيز مكانتها الرائدة عالمياً، إضافة إلى دخول الصناعة البتروكيماوية المتخصصة ذات التكنولوجيا المتقدمة والمردود الاقتصادي العالي عبر ما لا يقل عن 3 شراكات في هذا المجال بحلول 2030.
ورأت مصادر أن هذه الإستراتيجية من شأنها تنشيط السوق المحلي وخلق صناعات رديفة وإيجاد شراكات بين القطاعين العام والخاص.
ومن جانبها، لفتت مصادر أخرى إلى أن الأهداف الإستراتيجية والتخطيط شيء، والتطبيق الفعلي والقدرة على الاستمرار فيه شيء آخر، في ظل وجود تدخلات سياسية وغير فنية وتداخل في الاختصاصات وتوزيع الاتهامات، مفيدة بأن إستراتيجية مؤسسة البترول جاءت واضحة في هذا الشأن بيد أن الصراعات السياسية تسببت في إيجاد حالة من عدم الثقة من شأنها إثارة القلق لدى الشركاء العالميين.
ومن جانب آخر، علمت «الراي» أن مؤسسة البترول ستعرض إستراتيجية 2040 المعدّلة للقطاع النفطي، لاعتمادها من المجلس الأعلى للبترول في اجتماعه المقرر اليوم.