نحتاج فحصاً عشوائياً للتأكد من حجم إصابة الجراد بهذه الدودة
«الصحة العالمية» لم تعلن عن مرض SOl وكل ما يقال هو إشاعات
«الفاو» حذرت من أكله لأنه محمل بمواد كيميائية بسبب المبيدات الحشرية
«إذا ظهر الجراد صرّ الدوا»... هذا ما اعتاد عليه الكويتيون قديما من خلال اكلهم الجراد والتلذذ بمذاقه باعتباره طعاماً صحياً ولا يسبب أي أمراض للجسم كونه يتغذى على الأعشاب والنباتات البرية المفيدة، وكان الناس قديماً يستبشرون بقدومه لأنه يشكل غذاءً رخيصاً.
لكن هذا التفاؤل تحول أخيراً إلى خوف وهلع وتحذير من عدم أكله، بعد أن ظهر فيديو يظهر شخصاً يعرض إخراج دودة من بطن جرادة، محذراً من أن أكلها يسبب التسمم، ما اثار حيرة من ينتظرون موسمه للتلذذ بطعمه.
وفي هذا الصدد أكدت الباحثة في علم الحشرات الدكتورة جنان الحربي أن الفيديو المنتشر بخصوص دود الجراد صحيح وواقعي، موضحة أن الجراد من الممكن أن يكون ناقلاً لكثير من مسببات الأمراض منها الفطريات والفيروسات والبكتيريا.
وأضافت، أن ما نراه يداخل بطن الجرادة هي يرقة لاحدى الحشرات التي قد تكون دخلت عن طريق تناول الجرادة لنباتات محملة ببيض هذه الحشرة وهذا هو التفسير الوحيد لوجود الدودة.
وذكرت الحربي أن هناك نوعاً من الطفيليات يعرف باسم النيماتود الحصان يعيش في بطن الجراد وهو ضار ويتسبب في موتها، ولكن شكله يختلف تماماً عما هو موجود في الفيديو المنتشر، مبينة أن اليرقة الموجودة في بطن الحشرة قد تكون للذبابة الزرقاء أو إحدى الحشرات مثل الخنفساء وقد تكون قاتلة للجرادة لأنها تتغذى على أحشائها الداخلية، لكن إفرازاتها وفضلاتها تكون ضارة للإنسان، وقد تتسبب في الإصابة بنزلات معوية وتسمم.
واشارت إلى أنها ليست متأكدة من أن جميع الجراد مصاب بهذه الدودة لأننا نحتاج أن نقوم بفحص عشوائي لمجموعة من الجراد ولكن الحيطة واجبة ويجب الحذر والتوقف عن أكل الجراد في الوقت الحالي.
وأكدت أن ربط البعض أن الدودة أو اليرقة تتسبب في مرض SOl، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن هذا المرض الذي ينتقل عن طريق الجراد وكل ما يقال هو اشاعات، ولكن حذرت منظمة الفاو من أكل الجراد لأنه محمل بمواد كيميائية بسبب المبيدات الحشرية.
وأضافت أنه إن كانت الجرادة حاملة للدودة فلا تظهر عليها أعراض إلا في مراحلها الأخيرة عندما تقضي اليرقة على أحشائها الداخلية فتصبح سوداء، حيث تؤدي إلى اختلال الدورة الدموية والوظائف الحيوية وتكون غير صالحة للأكل، أما إذا أكلها الإنسان وهي محملة بالدود فمن الطبيعي أن يصاب بالتسمم والاستفراغ ويصاب بأعراض مشابهة بأعراض التسمم، مؤكدة انه إذا كانت الجرادة حاملة لفيروس او فطر أو بكتيريا، فإن خطورتها تكون أكبر.
20 ألف نوع من الجراد ... و«الصحراوي» الأخطر
أشارت الدكتورة جنان الحربي الى 20 ألف نوع من الجراد ويختلف حسب البيئة التي يعيش فيها، معتبرة أن الجراد من أنواع حشرات الجنادب التي تملك قوائم خلفية قوية تساعده على القفز لمسافات بعيدة تعادل 20 ضعفا طول جسمه. وأوضحت أن الجراد الصحراوي الأكثر خطورة والأكثر تأثيراً على منطقتنا، حيث ينتشر في افريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان، وينتقل منها عبر البحر الاحمر الى شبه الجزيرة العربية ومنها الى ايران والعراق وسورية، ويتكاثر الجراد بسرعة هائلة حيث تستطيع الانثى منه ان تضع 95 الى 158 بيضة في المرة الواحدة ولثلاث مرات على الاقل خلال دورة حياتها.
وذكرت الحربي أن الجراد الصحراوي يتغذى على النباتات ولذا نجد انتشاره يرتبط بالمواسم المطيرة، في حين ينعدم وجوده ويضعف تكاثره في المواسم الجافة.
واعتبرت الجراد الصحراوي من الاكلات المفضلة لدى بعض الشعوب في قارة آسيا والدول العربية وعلى رأسها السعودية والكويت واليمن، حيث يعمل على تنشيط الجسم لأنه يتغذى على النباتات البرية والعطرية والطبيعية كما يعد من أكثر المقويات والمنشطات الفعالة ويساعد في علاج الروماتيزم وألم الظهر وتأخر النمو لدى الأطفال، كما أنه غني بالبروتين والدهون والمواد العضوية مثل المنجنيز والكالسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والفسفور.
ولكن للجراد أضرار خصوصاً عند تناوله بعد رشه بالمبيدات حيث يتعرض للتسمم كما أنه يتسبب بتدمير المحاصيل الزراعية، ويسبب خسائر فادحة في قطاع الزراعة والاقتصاد.