في الوقت الذي توقعت فيه شركة «غلوبال داتا» للأبحاث حدوث تباطؤ في نمو نشاط البناء في أوروبا خلال العام الحالي، رجّحت الشركة أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تحسناً مطرداً بعد الانكماش الذي سجلته خلال 2018، والأداء الباهت نسبياً في 2019.
وأشار تقرير للشركة إلى أن دول الخليج عانت من ضعف في أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفضت الإيرادات الحكومية إلى حد كبير، مبيناً أنه على افتراض أن أسعار النفط ستظل مرتفعة نسبياً، فإن الاستثمار على نطاق واسع في مشاريع البنية التحتية، التي تتعلق في معظمها بقطاع النقل، سيكون قوة دافعة رئيسية للنمو في المنطقة.
من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن تراجع نمو أعمال البناء في أوروبا إلى نحو 1.2 في المئة خلال 2020، سيأتي مدفوعاً بالضعف في عددٍ من الأسواق الرئيسية والتي ستعوض الارتفاع في الأسواق الناشئة بأوروبا الشرقية.
وبيّن كبير الاقتصاديين في «غلوبال داتا»، داني ريتشارد، أن الانتخابات العامة الأخيرة في المملكة المتحدة أنتجت حكومة قوية، وقللت من حالة عدم اليقين التي تعرضت لها البلاد خلال الفترة الماضية، ومع ذلك، فإن مخاطر عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تتسبب باضطراب اقتصادي كبير، ما يعني أن نمو نشاط البناء سيظل متباطئاً.
وأضاف ريتشارد «رغم أن صناعة البناء تتفوق على الاقتصاد ككل في ألمانيا، فإن النظرة القاتمة للاقتصاد الألماني تعني أن نشاط البناء سيتراجع، ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة التي تبذلها الحكومة لرفع مستوى البنية التحتية للنقل في البلاد على خلفية تزايد عدد السكان والنمو في قطاعات التصنيع وتجارة التجزئة والسياحة ستظل تدعم الصناعة، وستبقى السياسة النقدية داخل الاتحاد الأوروبي متكيفة في ظل الضغوط التضخمية المنخفضة والمستويات المعتدلة من النمو الاقتصادي».
من جانب آخر، نوه التقرير إلى أن وتيرة النمو في أفريقيا - جنوب الصحراء - ستكون قوية بشكل خاص، متوقعاً أن تبلغ 6 في المئة خلال 2020.
ولفت إلى أنه سيكون هناك تسارع ثابت في نشاط البناء في نيجيريا، بدعم من الجهود الحكومية لإنعاش الاقتصاد من خلال التركيز على تطوير البنية التحتية للبلاد، مشيراً في الوقت عينه إلى أن إثيوبيا ستكون هي الأفضل أداءً في أفريقيا، مع استمرار تحسن صناعة البناء بما يتماشى مع التوسع الاقتصادي للبلاد، لكن وتيرة التوسع ستتراجع إلى خانة رقمية واحدة.