واشنطن تنصح إسرائيل بعدم الاستعجال في الضم... والفلسطينيين إلى طرح مقترح بديل

عباس يهدّد نتنياهو... بالشارع

1 يناير 1970 01:07 م

النظام الأمني الإسرائيلي: ضم الأغوار سيعرض اتفاقية «وادي عربة» للخطر

بوتين يقدم لنتنياهو هدية انتخابية ويطلق شابة إسرائيلية - أميركية


في وقت هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، في رسالة حادة، بإلغاء التنسيق الأمني و«كسر قواعد اللعبة»، أكد بنيامين نتنياهو، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن خطة السلام الأميركية التي رفضها الفلسطينيون «فرصة فريدة» لحل الصراع.
من جهته، لم يأت الرئيس الروسي في مستهل لقائه بنتنياهو في الكرملين، على أي ذكر للخطة التي كشف عنها الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء، فيما تعد موسكو من الوسطاء التاريخيين لهذا الصراع.
وقال نتنياهو «أنت أول رئيس أتحدث معه» عن الخطة، مضيفاً «أعتقد أننا أمام فرصة فريدة هنا وأريد التحدث معك عن ذلك، وبالطبع أن أسمع رأيك».
 من ناحية ثانية، خرجت الشابة الإسرائيلية الأميركية نعمة يسسخار التي كانت مسجونة في روسيا بتهمة «تهريب مخدّرات» وعفا عنها بوتين، من السجن وستعود إلى إسرائيل برفقة نتنياهو الذي يزور موسكو.
وشكر نتنياهو بوتين «باسم إسرائيل بأسرها» لقراره «السريع». وقال إن «العلاقات بين إسرائيل وروسيا هي أفضل من أي وقت مضى».
وقال بوتين إنه «يتمنى الأفضل» للشابة و«لكل العالم».
وأُوقفت نعمة في أبريل 2019 خلال ترانزيت في مطار موسكو أثناء قيامها برحلة من إسرائيل إلى الهند، بعد العثور على تسعة غرامات من القنب في حقيبتها.
ويُبدو الإفراج عن الشابة وكذلك «صفقة القرن»، بمثابة انتصارين يُسجّلان لنتنياهو المتّهم بقضايا فساد ويسعى لبقائه في الساحة السياسية في الثاني من مارس المقبل، موعد الانتخابات التشريعية.
وفي سياق خطة السلام الأميركية، ذكرت قناة 12 العبرية، مساء الأربعاء، أن رسالة عباس نقلها وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، ووفد قيادي من السلطة، التقى وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون.
واعتبر عباس في رسالته، بالعربية، والتي خطها بيده، أن «صفقة القرن» بمثابة إلغاء للتفاهمات الخاصة باتفاق أوسلو وملحقاته، وأن السلطة قادرة على تغيير قواعد اللعبة وإلغاء التنسيق الأمني تماماً، مؤكداً فيها أنه رفض الرد على اتصال ترامب، ورفض أيضاً تسلم رسالة شخصية أرسلها الرئيس الأميركي عبر مستشاريه.
وحمل الوفد رسالة تهديد شفوية بأن «أبو مازن» لن يمانع خروج الفلسطينيين إلى الشوارع وإمكانية حدوث مواجهات شعبية غير مسلحة.
من جانبه، حذر كحلون أعضاء الوفد من تدهور الوضع الأمني واشتعال الأوضاع على الأرض، وطلب منهم التحلي بالصبر إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل في مارس المقبل، لتقديره بإمكانية أن يتغير الوضع.
وأشار إلى أنه سينقل الرسالة ليد نتنياهو مباشرةً بعد عودته من موسكو.
وعلى الصعيد نفسه، حذر مسؤولون في النظام الأمني الإسرائيلي، من أن أي خطوة لضم غور الأردن للسيادة الإسرائيلية، سيعرض اتفاقية السلام مع الأردن للخطر.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن تقديرات النظام الأمني، بأن العاهل الأردني عبدالله الثاني يتعرض لضغوط داخلية من جهات عدة بينها جماعة «الإخوان المسلمين»، مشيرةً إلى أن تلك الجهات تعارض العلاقات السياسية والأمنية الوثيقة التي تربط المملكة مع إسرائيل.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن أي خطوة إسرائيلية غير منسقة وأحادية الجانب قد تؤثر على العلاقات مع الأردن، مشيرين إلى أن ذلك سيؤثر بشكل أساسي على اتفاقية وادي عربة للسلام.
وأشارت إلى أن ذلك سيتهدد أيضاً الوضع في الضفة الغربية، ما قد يزيد من فرص «أعمال الشغب» في أنحاء المدن الفلسطينية.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس، الفلسطينيين الذين رفضوا «صفقة القرن» إلى طرح مقترح بديل سيتمكن من كسب دعم إسرائيل.
وشدد، على أن رفض خطة واشنطن للسلام جاء من قبل «المنتقدين نفسهم الذين كانوا فاشلين على مدى 70 عاماً».
وأعلن مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، أن واشنطن تأمل ألا تتعجل تل أبيب بضم مناطق الضفة الغربية وغور الأردن لسيادة إسرائيل، إلا بعد انتخابات مارس.
وقال: «اتفقنا معهم (الحكومة الإسرائيلية) على تشكيل لجنة لتعد الخرائط. غور الأردن، قد تعني أموراً كثيرة جداً، وأرغب في أن تحدد كل المعايير، ووقت ذلك سنعرف أيضاً ما هو التجميد (في التوسع الاستيطاني)»، في إشارة إلى بند في «صفقة القرن» ينص على تجميد التوسع الاستيطاني لمدة أربع سنوات خلال المفاوضات.
وأضاف كوشنر، أن الصفقة في «الوقت الحالي هي مستند للشروط» وأن العمل عليه سيستغرق أشهراً إضافية، وأوضح «آمل أن ينتظروا (إسرائيل)، وبرأيي يجب أن تكون لدى إسرائيل حكومة لنتقدم، لننتظر ما سيحصل»، في إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية.
وفي غزة، بعث رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، رسائل لكل ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية، وللأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وللأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، ولرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، دعا فيها إلى التحرك العاجل ورفض بنود وخطط «صفقة القرن».

«داعش» يتوعّد... بالعبرية

شكّل إعلان الرئيس دونالد ترامب بنود «صفقة القرن» متنفّساً لتنظيم «داعش» الذي سارع لإطلاق تهديدات ضد إسرائيل باللغة العبرية، متوعداً باستهدافها بصواريخ وأسلحة كيماوية.
وفي خطوة غير عادية أطلق التنظيم أول من أمس، تهديده باللغة العبرية.
وفي الرسالة الموجهة إلى «جنود الخلافة» خصوصاً في سيناء ومنطقة المشرق، يطالبهم التنظيم بتحويل «المستوطنات وأسواق اليهود» إلى أرض لتجارب السلاح، وللصواريخ والرؤوس الكيماوية.