مثقفون بلا حدود

ليلى السبعان ودورها في علم اللغة (4 من 5)

1 يناير 1970 08:59 ص

في (البيان) - وهي مجلة أدبية ثقافية شهرية تصدر عن رابطة الأدباء في الكويت، العدد ( 399 )، أكتوبر 2003م - نشرت أستاذة علم اللغة الدكتورة ليلى السبعان، دراسة بعنوان «تأثير اللهجة على اللغة»، تحدثت الدكتورة ليلى السبعان، عن تعريف مصطلح (لهجة dialct ) لغة واصطلاحاً، ثم أرخت لنشأة اللهجات العربية والدراسات التي أقيمت حولها، وبعد ذلك ساقت لنا أساليب عدة خاطئة ومتداولة عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، نذكر بعضا منها: (يقولون «الراسل» على ظهر الرسائل، والصواب «المرسل»؛ لأنها اسم فاعل من الفعل (أرسل). ويقولون «أسلوب شيق»، والصواب «أسلوب شائق»؛ لأن الشيق معناه المشتاق، أما الشائق ما يشوق الإنسان بجماله وحسنه) أ.هـ.
وفي حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية، فصلية علمية محكمة، تتضمن مجموعة من الرسائل، وتعنى بنشر الموضوعات التي تدخل في مجالات اهتمام الأقسام العلمية لكليتي الآداب والعلوم الاجتماعية، الرسالة (221). الحولية الخامسة والعشرون (1425 – 1426 هـ = 2004 – 2005 م)، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، قدمت الدكتورة ليلى السبعان، بحثا بعنوان (موقف ابن الشجري من شعر المتنبي)، عالجت القضايا النحوية التي تعرض لها ابن الشجري في شعر المتنبي، وقد جاءت في أكثر من خمسين موضعا، فجمعت الأبيات التي جاءت فيها القضايا النحوية، وذكرت المسألة النحوية التي وردت فيها، وموقف ابن الشجري منها، وموقف النحاة السابقين له واللاحقين له الذين تعرضوا مثله لشعر المتنبي.
وأيضا في مجلة (البيان) لرابطة الأدباء - الكويت، العدد (404)، مارس 2004م، نشرت المجلة للسبعان دراسة موسومة بـ«ظواهر في الفصحى»، قامت الدكتورة بدراسة ميدانية تطبيقية حديثة ومعاصرة برصد الظواهر اللغوية التي تغلغلت في لغة الإعلام، وبذلت بذلك جهودا مضنية وجبارة، في جمع وتتبع هذه الظواهر ومنها (إضافة تاء التأنيث باطراد إلى الكلمات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث نحو «فعول» بمعنى «فاعل» مثل «صبور وصبورة وشكور وشكورة»، و «فعيل» بمعنى «مفعول» مثل «قتيل وقتيلة وجريح وجريحة»، و»مفعيل»
نحو مسكين وسكينة. وأيضا دخول «ال» على بعض الأعلام...) أ.هـ.
وترى الدكتور ليلى السبعان، أنه «من الطبيعي أن تقوم فلسفة الإعلام على استخدام لغة تتسم بالوضوح والسهولة دون مجافاة لقواعد الصواب اللغوي، لتحقيق مهمة التعامل اللغوي مع قاعدة عريضة من الشعب ذات ثقافة لغوية محدودة، غير أن تطبيق هذه الفلسفة في واقع السلوك اللغوي اليومي لم يكن دائماً على درجة كبيرة من الوفاء لهذه الغاية، وبذلك أصبحت لغة الإعلام اليومي معرضة لكثير من ملامح التغيير التي كان لها تأثيرها في السلوك العام» أ.هـ.
ثم تختم قائلة: «إن العربية المعاصرة هي امتداد للعربية الفصحى التي نعرفها، واتفق عليها أهل النحو واللغة وطرأ عليها بعض التغيير في مراحل تاريخها من الجوانب الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، لكنه أكثر ظهورا في الألفاظ والتراكيب» أ.هـ.
* كاتب وباحث لغوي كويتي
[email protected]