العلم شيء عظيم والتعليم من أولويات اهتمامات الدول... إلى جانب الصحة والاسكان، وقد عبر عن العلم بأنه أشرف المعقولات لأنه يفتح آفاقاً تعمل على إعمال العقل والتفكير المنطقي، الذي يوجه الإنسان إلى أحسن سبل الخير والازدهار.
وكلما تحسن التعليم حصلنا على أجيال قوية في الفكر، تعمل على التنمية بعزيمة، وبما وهبها الله من فكر استطاعت أن تحصل عليه عن طرق تربوية رصينة ومناهج شاملة، تحاكي المجتمع والبيئة والتراث، وتحث الفكر على أن يعمل من خلالها.
جميل أن نجد طرقاً طيبة وأساليب ناهضة في مجال توجيه والرعاية التعليمية في مدارس هذه الديرة الطيبة.
وجميل أيضاً أن نجد اهتماماً وتعاوناً مشتركاً من البيئة التعليمية والوسط الأسري، حتى يكون التعليم مشتركاً بين المدرسة والبيت، ولكن للأسف الشديد كلما عقدت الامتحانات وتوجه الطلاب لأدائها سمعنا عن رواية الغش وقصة في مجال تسريب الامتحانات، حتى في آخر امتحان عقد في مادتي التربية الإسلامية واللغة الانكليزية للصف الثاني عشر، يقولون إن بعض اللجان فتحت الصناديق وأخرجت الأوراق قبل بدء الاختبار بقرابة نصف الساعة، الأمر الذي أدى إلى تسرب الاختبار وتداوله، حيث شهد الكثير من اللجان تأخر الطلبة عن الدخول إلى قاعات الاختبارات، ضمن الوقت المسموح به للاطلاع على الأسئلة ومعرفة الحلول.
قصة جديدة من قصص التعديات على العلم وعلى المجتهدين في تحصيله، ولم تخل فترة من فترات الامتحانات إلا وشاهدنا أو سمعنا أو قرأنا عن أسلوب جديد في عمليات الغش والتعدي في هذا الصدد ولجان عقدت للتحقيق، وكم من قرارات اتخذت في مجال القياس، ولم تزل التعديات تترى واللجان تعقد من أجل معرفة السبب ومحاسبة المتسببين.
مرارة يشعر بها المتتبع لهذا الأمر لأن هذه الصفة هي من الظواهر السلبية في المجتمع، مثلها مثل الشهادات المزورة والتعدي على المال العام.
إنهم يتعدون على العقول والأفكار لتكون نواتج التعليم ضعيفة، فلن يكون لهم ذلك!... لذا لابد من المخلصين أن يجتهدوا والمربين أن يفكروا والباحثين أن ينقبوا في إيجاد سبل لردع هذه الظاهرة السلبية، حتى تختفي من أفق بعض المدارس.
وفّق الله الكريم جميع المخلصين من متعلمين ومعلمين في سبيل تربية أجيال قوية الفكر متينة في أساليب التعليم.
ودعنا عزيزي القارئ نتذكر احتفال أبناء هذه الديرة الطيبة، عندما يحفظ أحد الأبناء القرآن الكريم، فإنهم يحتفلون به مع أقرانه ويقودهم المطوع، الذي بذل جهداً في التعليم والتدريس والرعاية، وهم يرددون التحميدة:
الحمد لله الذي هدانا
للدين والإسلام اجتبانا
آمين
سبحانه من خالق سبحانا
من فضله علمنا القرآنا
نحمده وحقه ان يحمدا
حمدا كثيراً ليس يحصي عددا