أكد ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في قضية مقتل محمد الموسى (سوري الجنسية) في فيلا النجمة اللبنانية نانسي عجرم، برصاص زوجها طبيب الأسنان فادي الهاشم، على مسارِ «الدفاع عن النفس» الذي أظهرتْه التحقيقات الأولية وكاميرات المراقبة لما حصل بعيد منتصف ليل 4 - 5 الجاري حين اقتحم ملثّمٌ مسلّح (تبين لاحقاً أن مسدسه خلبي) المنزل بهدف السرقة.
فقد ادعت القاضية عون أمس على الهاشم سنداً الى المواد 547/229، وأحالت الملف على قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور.
وفيما تنص المادة 547 من قانون العقوبات اللبناني على «الأشغال الشاقة بين 15 و20 سنة لمَن قتل إنساناً قصداً»، فإن القاضية عطفت هذا الفعل على المادة 229 وفيها أنه: «لا يُعاقَب الفاعل على فعل ألجأتْه الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه أو عن غيره أو عن ملكه أو ملك غيره خطراً جسمياً محدقاً لم يتسبب هو فيه قصدا شرط أن يكون الفعل متناسباً والخطر».
وإذ يعني هذا العطفُ إسقاطَ تهمة القتل عن الهاشم بسبب «الدفاع المشروع عن النفس» (وعن زوجته النجمة وطفلاته الثلاث)، فقد سارع غابي جرمانوس محامي الدفاع عن زوج عجرم إلى إصدار بيان أعلن فيه «لم نستغرب الادعاء الراهن بحق الدكتور الهاشم كون المسار الطبيعي أن يتحوّل الملف إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان مع تأكيدنا أن قاضي التحقيق سيصدر قراراً باعتبار فعل الدكتور فادي الهاشم دفاعاً مشروعاً عن النفس»، مضيفاً: «من الطبيعي أن يتمّ الادّعاء وتحويل الملف الى قاضي التحقيق الأول في بعبدا الذي بدوره سيُتابع التحقيقات وسيتثبّت من صحّة كلّ ما أدلى به الدكتور الهاشم ويتمّ توصيف فعل الدكتور الهاشم بالدفاع المشروع، وفقاً لما هو منصوص عنه في قانون العقوبات اللبناني، وان ترك الدكتور فادي من النائب العام الاستئنافي تم بعد التثبت من توافر شروط الدفاع المشروع وان هذا هو المسار الطبيعي للملف القضائي».
وكانت صحيفة «النهار» أفادت أمس أنه تم ختْم التحقيق الأولي لدى مخفر جونيه حيث جرى التوسّع فيه بناء لطلب أهل محمد الموسى (اتخذوا صفة الادعاء الشخصي)، ناقلة عن مصادر قريبة من التحقيق أنه تبيّن أنّ الممشى المؤدي الى غرف نوم بنات عجرم (حيث قُتل الموسى) لا يوجد فيه مَنْفذ يؤدّي الى خارج المنزل. كما أظْهر التفتيش في كاميرات المراقبة الخارجية لمنزل الهاشم شريطاً يُظْهِر الموسى يقف أمام المدخل الخارجي للمنزل قبل حصول الحادث، وبدا فيه يجول في ناظره عبر محيط الفيلا، كما ظهر جانبٌ من المسدس على وسطه.
ووفق مصادر التحقيق، فقد تبدّى طبقاً للمعلومات، أنّ الموسى أطلق النار أولاً في اتجاه الهاشم من المسدس الذي كان يحمله، وتبين بعد الحادث أنّه مسدس خُلبي صوتي، وأنّ المسدس المستعمَل من الهاشم (ووفق ما كان محامي الهاشم أوّل مَن كشف ذلك في حديثه الى «الراي» يوم الجمعة) يطلق الرصاص «رافال» بمجرّد الدوس على الزناد (هذا ما يفسر إصابة الموسى بـ17 طلقة) واستعمله الهاشم للمرة الأولى في الحادث، مضيفة أنّ التحقيق ماضٍ في مهمته لإزالة كلّ فرضيات الشك.