يغادر غداً في رحلته الإغاثية الـ 18 إلى الريحانية على الحدود التركية

فريق «الشفاء» الكويتي... يُداوي آلام السوريين

1 يناير 1970 08:46 م

عبد الرحمن الكندري:  أحد أصعب عملياتي مع الفريق استئصال شظايا من مخ طفل

طواقم طبية أميركية وإنكليزية أبدت المشاركة

فيصل الهاجري:  حالة الانسجام والتناغم بين أعضاء الفريق أدت إلى نجاح رحلاته

تعاون بين الفريق وبيت الزكاة لجمع التبرعات

منذ بداية عملي التطوعي في 2015 أجريت نحو 80 عملية جراحية معقدة

إبراهيم الشمري:  الفريق استطاع خلال فترة قياسية أن يحظى بثقة منظمات عالمية


هدفهم إنساني خالص يهدف إلى مداواة اللاجئين السوريين على الحدود التركية، وتخفيف آلامهم وإرجاع البسمة على وجوههم، ما أكسبهم ثقة المؤسسات العالمية الإغاثية في وقت قياسي... إنهم أعضاء فريق الشفاء الكويتي، الذي يغادرغداً الخميس في رحلته الطبية الإغاثية الـ18 إلى مدينة الريحانية التركية الواقعة على الحدود السورية، لعلاج المرضى والمصابين من النازجين واللاجئين السوريين، تحت شعار «لا تعطيهم ظهرك»، بمشاركة أكثر من 21 طبيباً وإدارياً، بالتنسيق والتعاون مع المستشفى الأميري، وبرعاية وإشراف بيت الزكاة.
وبهذه المناسبة تحدثت «الراي» الى أعضاء فريق استشاري المسالك البولية الدكتور فيصل الهاجري، واستشاري جراحة المخ والاعصاب الدكتور عبدالرحمن الكندري، وطبيب العائلة الدكتور ابراهيم الطوالة الشمري حول مشاركتهم مع الفريق.
في البداية، كشف استشاري جراحة المخ والاعصاب الدكتور عبدالرحمن الكندري عن تجربته السابقة مع رحلات فريق الشفاء الكويتي الانساني، وتحديداً العام 2016، معتبراً إياها من أروع الرحلات الإغاثية التي شملت الجانب العلاجي والانساني.
وأشار إلى إجرائه في رحلة سابقة 8 عمليات في تخصص جراحة المخ والأعصاب بواقع 3 عمليات جراحة مخ و5 عمليات بالعمود الفقري، جميعها تكللت بالنجاح لمرضى سوريين، رغم قلة الامكانيات والتجهيزات الطبية في المستشفى الكائن على الحدود التركية السورية، فضلا عن معاينة وتشخيص كثير من الحالات في العيادات الخارجية، وتقديم العلاج اللازم لها.
وأوضح الدكتور الكندري أن أحد أصعب العمليات كانت عبارة عن استئصال شظايا من مخ طفل سوري، معلنا عن استعداده للمشاركة في الرحلة بعد المقبلة، ضمن فريق الشفاء الكويتي الانساني برفقة طواقم طبية أميركية وإنكليزية، كان قد حدثهم عن فكرة فريق الشفاء الكويتي الانساني، وأبدوا تجاوبهم للمشاركة.
ولفت الى جود تنسيق مسبق مع الأطباء الاتراك، من خلال تحديد الحالات التي تستوجب تدخلا جراحيا، فضلا عن الحالات الطارئة، داعيا أهل الخير من رجال الأعمال والتجار ومختلف أبناء الشعب الكويتي للمساهمة ودعم الفريق، للقيام برسالته الإنسانية على الوجه الأنسب، مشيرا الى ان جميع التبرعات تأتي تحت اشراف بيت الزكاة.
وأشاد بمبادرة الفريق لإنشاء عيادات متنقلة داخل الاراضي السورية، مثنيا على الفوائد التي ستنجم عنها، في ظل ما هو مخطط لها بتشخيص وعلاج نحو 6 آلاف مريض في سورية شهرياً.
من جهته، كشف عضو الفريق استشاري المسالك البولية الدكتور فيصل الهاجري عن تجربته مع الحملات الطبية الاغاثية للاجئين السوريين منذ 2015 ومشاركته مع فريق الشفاء الكويتي منذ العام 2017 في جميع رحلاته منذ ذلك الحين، فضلاً عن مبادراته الفردية الإغاثية.
وأشار الهاجري الى الرحلات السابقة التي قام بها الفريق الى لبنان وتركيا والاردن والحدود السورية التركية، مشيدا بالآلية المنظمة التي يعمل بها الفريق سواء على مستوى الاطباء أو الفنيين أو الاداريين، وحالة الانسجام والتناغم بين أعضاء الفريق التي أدت الى نجاح رحلاته وتحقيق اهدافها.
وبيّن أنه مسؤول عن الادارة الفنية للفريق، مشيرا الى أن أهم ما يميز الفريق ليس تركيزه على الجانب الطبي الجراحي رغم انه الاساس لجهة الاهمية، ولكن اهتمامه الأكبر يأتي بالجانب الإنساني والنفسي ومثال على ذلك زياراته المتعددة لدور الايتام للاجئين السوريين.
وأشار الى التعاون بين الفريق وبيت الزكاة، لجمع التبرعات وفق الاطر القانونية، مشيرا الى ان الحملة التي انطلقت مساء أمس كانت بهدف إنشاء وحدات طبية متنقلة داخل الاراضي السورية، لعلاج المرضى، لاسيما وان كثيرا منهم يتعذر عليهم الوصول إلى المستشفيات الحدودية، سواء التركية أو الاردنية أو اللبنانية.
وأوضح أن الوحدات الطبية المتنقلة ستكون عبارة عن سيارات طبية مجهزة بالكوادر الطبية والمعدات والاجهزة والادوية، بما يمكن من معاينة الحالات وتشخصيها وتقديم العلاجات اللازمة، فضلا عن إرشاد الحالات المستعصية، التي يتعذر علاجها داخل الواحدت المتنقلة، والعمل على نقلها الى المستشفيات الحدودية.
وتابع ان دور اعضاء الفريق من الاطباء لا ينتهي بإجراء العمليات ونجاحها، ولكن يمتد ليشمل متابعة الحالات وما يستجد عليها، خلال فترة النقاهة وتقديم الارشادات اللازمة عبر تزويد الاطباء للمرضى بأرقام تليفوناتهم والتواصل فيما بينهم.
وأكمل بقوله: ان اعضاء الفريق من الاطباء يتحملون جميع تكاليفهم الخاصة سواء حجز تذاكر الذهاب أوالإياب أو إقامتهم ونفقاتهم الخاصة مع تقديم جميع الخدمات الطبية والعمليات الجراحية بالمجان.
وعن ابرز الصعوبات التي واجهت الفريق، خلال رحلاته الاغاثية السابقة، أشار الى ان اجراءات التفتيش قد يواجه معها الاطباء بعض الصعوبات، لا سيما ان حقائبهم تحوي بعض المعدات الطبية الثقيلة، وفقا لتخصص كل واحد، ومن الصعوبات الأخرى عدم السماح لهم بحمل هذه المعدات، ومن الصعوبات الاخرى قلة الامكانيات في المستشفيات الحدودية، واضطراره هو شخصياً لاستخدام سلك طبي مرشد خاص بالجهاز الهضمي، لاجراء منظار يتعلق بالمسالك البولية، فضلا عن عدم توافر الإضاءة الكافية، واجراء بعض التداخلات الطبية حتى ضوء الموبايل.
وأشار الى انه منذ بداية عمله التطوعي أجرى نحو 80 عملية جراحية معقدة، لاسيما ان تخصصه في جراحات الاحليل البولي يعد من التخصصات النادرة، موضحا أنه تخصص دقيق يتم من خلاله اجراء عمليات توسيع انسداد المجرى البولي، مبينا أن هذا التخصص لا يوجد به إلا نحو 370 طبيبا فقط، وهذا ما يضع عليه مسؤولية مضاعفة.
ودعا أهل الخير للمساهمة في رفع جزء من المعاناة التي يعيشها المرضى من اللاجئين السوريين، سائلا الله ان يكون في ميزان حسناتهم مؤكدا ان اهل الكويت جبلوا على فعل الخير منذ القدم.
من جهته، أشار عضو الفريق الدكتور إبراهيم الشمري الى ان «الفريق استطاع خلال فترة قياسية، بما يضمه من نخبة متميزة من الاطباء ان يحظى بثقة منظمات عالمية كمنظمة INTERPLAST الالمانية و LEAP الأميركية».
وأشار الى أن حملة الفريق «لا تعطيهم ظهرك»، هي حملة لانشاء عيادات متنقلة داخل سورية تعالج كل عيادة نحو 3000 مريض شهريا، مع تقديم الادوية المجانية، بالاضافة الى علاج الجرحى السوريين على الحدود التركية السورية، وداخل المخيمات، وإجراء العمليات الدقيقة، بأيادي أطباء وجراحين كويتيين خلال الفترة من 9 الى 13 يناير في رحلته الثامنة عشرة.