فيصل بوصليب:
- علينا أن ننسجم مع الخطاب الرسمي لعزل تأثيرات الحدث عن الداخل
- محاولة التكسب السياسي والانتخابي في هذا الموقف ستكون لها تداعيات خطيرة
- أحد السيناريوهات أن يكون هناك رد محدود تعقبه صفقة سياسية
- الإدارات الأميركية نسقت مع سليماني نفسه في ملفات أمنية وتشكيل حكومات العراق
- العملية تدخل في حسابات الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة والاستحقاق الانتخابي المقبل
- كل السيناريوهات مفتوحة أمام الرد الإيراني... ونحن في الكويت لسنا طرفاً في الأزمة
عبدالواحد خلفان:
- لنتسامَ فوق الخلافات ونتوحد خلف القيادة السياسية ووحدتنا الوطنية
- قيادتنا السياسية يحترمها الجميع ومنفتحة وهي نبراس لنا علينا التقيد بها
- إيران سترد بقوة والدليل مناشدة الدول الكبرى لها بضبط النفس
- أتمنى ألا يزج بمجلس التعاون مع تأكيد إيران أنها حرب مفتوحة
- لا نريد أي تشنج أو تصعيد فنحن أمام أزمة إقليمية نسأل الله أن يكون بلدنا بعيداً عنها
في رسالة تأكيد على إعلاء المصلحة الوطنية والتشديد على اللحمة الوطنية، أكد المشاركون في برنامج «عشر إلا عشر» الذي يقدمه الزميل رئيس التحرير وليد الجاسم على قناة «الراي» الفضائية، ضرورة النأي بالكويت عن تداعيات مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني. وأجمع المشاركون، من الضيوف أو عبر المداخلات الهاتفية، على أن الكويت ليست طرفاً في هذا الحدث، مشددين على ضرورة التوحد خلف القيادة السياسية الحكيمة التي نأت بالبلاد عن النزاعات في المنطقة والتزام الهدوء وضبط النفس.
فقد أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور فيصل بوصليب، أن «كل حدث إقليمي خلال الفترات الزمنية السابقة ينعكس على الكويت، لكن الوضع اليوم من خلال هذه الحادثة تحديداً يأخذ منحى خطيراً، ويهدد الأمن ألإقليمي بشكل عام، ولذلك فنحن في المجتمع الكويتي لسنا بحاجة لاستيراد المشكلات ولدينا ما يكفينا منها داخليا»، مردفاً «وبالتالي يجب علينا أن ننسجم مع الخطاب السياسي الرسمي للدولة، وأن نحاول عزل تأثيرات هذا الموقف حتى لا تصل للداخل الكويتي، وأي محاولة تكسب سياسي وانتخابي، في هذا الموقف بالتحديد، سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الداخلي، ويجب ألا يتكرر موقف حادثة تأبين عماد مغنية».
وأضاف «القرب الجغرافي للعراق والقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المنطقة بما فيها الكويت، وهي قواعد لوجستية توجب علينا ألا نتورط في توسيع دائرة التصعيد الإيراني في الأعمال الانتقامية، فالكويت سياستها الداخلية متوازنة ولدينا علاقات متوازنة مع إيران، ويجب ألا يتم استغلال هذه الحادثة من قبل السياسيين لمحاولة التكسب في الداخل».
وعن أسباب اختيار أميركا لسليماني تحديداً، رغم كونه محارباً لتنظيم «داعش»، قال «هناك عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على إيران فرضتها إدارة ترامب، وهذه العقوبات تخنق إيران من الداخل، وكان من المتوقع أن تحاول إيران الضغط على الجانب الأميركي في الساحة العراقية، ومن الواضح أنها أوعزت لوكلائها في العراق لاستهداف تلك القاعدة العسكرية في العراق، في محاولة منها للضغط على أميركا»، لافتاً إلى أن «إيران بعد 2003 كان لها نفوذ، والإدارات الأميركية نسقت مع الجانب الإيراني، بل تم التنسيق مع سليماني نفسه، في ملفات أمنية وتشكيل الحكومات، والحرب على داعش، لكن الآن قُلبت الطاولة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وتابع بوصليب «هناك ضغوط داخلية في الولايات المتحدة واستحقاق انتخابي مقبل، ولذلك وضع ترامب العلم الأميركي على حسابه في تويتر، في رسالة للناخب الأميركي أن استهداف أي جندي أميركي يجب أن يرد عليه بشكل حازم وبضربة نوعية، واستهداف مثل هذه الشخصية التي تحمل دلالة ورمزية»، لافتاً إلى أن «سليماني كان يتجول في العراق، ولم يكن يتجول سراً ولم يكن هدفاً للجانب الأميركي، والآن استهدافه بهذه الصورة غيّر قواعد اللعبة بين الجانبين في العراق».
وشدد على أن «كل السيناريوهات مفتوحة أمام الرد الإيراني، لكن نحن في الكويت لسنا طرفاً في هذه الأزمة، فدول الخليج العربي، وتحديداً الكويت، ليست طرفاً في النزاع الأميركي - الإيراني في الأراضي العراقية، وعلاقتنا جيدة مع الطرفين وكذلك مع الحكومة العراقية»، معتبراً أن «ما يقال عن وجود قواعد عسكرية أميركية يمكن الرد عليه بأنها موجودة في كل دول المنطقة، بما في ذلك العراق وعلى مرمى من النفوذ الإيراني هناك، ولذلك أنا لا أتخوف كثيراً من انتقال هذا الصراع للكويت إذا كان المقصود استهداف القواعد الأميركية».
وتابع «الأجهزة الأمنية والعسكرية في الكويت تضع كل السيناريوهات على الطاولة، ويجب أخذ الحيطة والحذر حتى لا يتوسع النزاع ولا يصل للحدود الكويتية، والأهم هو التأكيد على الوحدة الوطنية، وألا تستغل لأغراض سياسية، فالمسألة أبعد من مجرد مجلس أمة، وعلينا التوحد خلف القيادة السياسية التي عزلت الكويت عن كل هذه التأثيرات السلبية والنزاعات الطائفية ونجحت في هذا الأمر».
وعن احتمال خوض إيران لحرب مباشرة، أجاب قائلاً «كل السيناريوهات مفتوحة، فإيران تختنق من الداخل وأحد هذه السيناريوهات المطروحة هي الحرب الشاملة، أو توجيه ضربات محدودة للأهداف الأميركية في المنطقة، وأحد السيناريوهات أيضاً أن يكون هناك رد محدود تعقبه صفقة سياسية، وإيران جيدة في عقد هذه الصفقات. فالتياران الإصلاحي والمتشدد داخل إيران توحدا تجاه هذا التهديد الأميركي».
واعتبر بوصليب أن «السيناريو الأقرب هو رد إيراني محدود يستهدف الوجود الأميركي في العراق، مع الضغط عبر القنوات السياسية العراقية والميليشيات لإخراج القوات الأميركية من العراق. فإيران تعرف أن المواجهة مع الولايات المتحدة من الأفضل أن تكون مواجهة غير مباشرة، إما عبر أدواتها في المنطقة وإما من خلال استهداف محدود».
وزاد «سليماني كان له خبرة عسكرية واضحة برزت بعد سقوط صدام حسين، لكن الجانب الأميركي حاول إيصال رسالة للجانب الإيراني حول مدى تفوق القوة العسكرية الأميركية، ويريدون إثبات لدول المنطقة وإيران ان ثمة مبالغة في قوتها، وإظهارها بأنها نمر من ورق ويمكن استهدافها متى ما أرادوا، وهذا اختراق أمني في أن يتم ضرب مثل هذه الشخصية». وشدد على أنه «يجب ألا نبالغ كثيرا في قدرة إيران التي لديها خبرة في عمل الميليشيات المسلحة الداخلية. نعم شاركت إيران في محاربة داعش لكن التحالف الدولي كان موجودا ولا تقارن قوة إيران بالقوة الأميركية، وإيران تدرك ذلك خصوصا مع رئيس مثل ترامب و ستبذل كل ما في وسعها لإضعاف الوجود الأميركي في المنطقة»، مشيراً إلى أن «إيران تمددت في المنطقة وأتت هذه الصفعة لتعيد إيران إلى حجمها الطبيعي بأنها قوة إقليمية ليس بمقدورها مواجهة قوة عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية، وإذا استُفزت إدارة ترامب يمكن أن توجه عمليات نوعية داخل إيران، وخاصة إذا تم استهداف الجنود الأميركيين وكذلك الرد الإيراني سيكون قاسياً».
وقال «على إيران أن تعلم أن الكويت مرتبطة باتفاقية أمنية مع الجانب الأميركي التي تتيح للجانب الأميركي بالتواجد واستخدام القواعد لأغراض لوجستية والتخزين وإعادة الانتشار ولسنا طرفاً إذا حدثت حرب، وليس في مصلحتنا تصعيد الموقف الأميركي تجاه إيران لأن ذلك سينعكس سلباً على الداخل والاقتصاد الكويتي»، معتبراً أن «هذا الرد الحازم سيخدم ترامب في الانتخابات الأميركية لكن الناخب لا يعتمد على السياسة الخارجية الأميركية، والمرشح الديموقراطي جو بايدن صديق للإيرانيين وهو عراب الاتفاق النووي الإيراني».
أما الناشط السياسي الدكتور عبدالواحد الخلفان، فأكد أن «ضرورة بث روح الاطمئنان، فعندما يحدث شيء كبير يهدد أمن وسلامة البلد، يجب أن نتسامى فوق الخلافات ونتوحد خلف القيادة السياسية وخلف وحدتنا الوطنية، لأننا بصدد أزمة تهدد كيان المنطقة كلها بما فيها الكويت والعالم كله متفاعل مع هذه الأزمة وأسواق النفط شهدت ارتفاع الأسعار بمعدل أربعة دولارات بعد الحادث».
وتابع الخلفان «هناك خشية من تصعيد أعمال الانتقام من طرف إيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية. الحدث ليس ببسيط... ونحن، لا سمح الله إذا حدث شيء، أقرب ناس للعراق وإيران. ومؤسفة هذه المناكفات في مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يجب فيه النأي بأنفسنا وأن نتسامى فوق الحدث، فهذه المناكفات تزيد من انقسامنا وليس لها مردود على الصعيد العالمي، فليس لنا دور في الحدث. وبيان وزارة الخارجية أكد ضبط النفس وسياسة الاعتدال، ونفتخر ككويتيين أن قيادتنا السياسية الكل يحترمها، وهي منفتحة على الجميع وهي النبراس لنا وعلينا التقيد بها». وعن طبيعة الرد الإيراني، قال «من الواضح أن هذا حدث، كما قال مسؤولون أميركيون، بمثابة هزة أرضية في الشرق الأوسط، وهناك خلاف شديد داخل أميركا على هذه الضربة. فالشخصية الثانية في أميركا رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي انتقدت ترامب انتقاداً شديداً، ووصفت العملية بأنها عمل استفزازي وتهديد لحياة الأميركان في الشرق الأوسط وخارجه، وهذا يعني وجود انقسام تجاه هذه الضربة التي فاجأت الكل، وغيّرت قواعد اللعبة».
وأضاف «واضح جداً أن إيران متأثرة جداً، فقاسم سليماني لديه اتصال مباشر مع المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، وهناك أحاديث أن سليماني كان على اتصال مع الحكومة العراقية من أجل تهدئة الحشد الشعبي والجهات الأخرى، لعدم التصعيد بعد حادثة السفارة الأميركية... واجتماع مجلس الأمن القومي في إيران وهو أعلى جهة لاتخاذ القرارات بقيادة المرشد، وصدور تصريحات قوية واستنفار كافة القوات الإيرانية دليل على خطورة الوضع».
واعتبر أن «السياسة الإيرانية دائماً طويلة البال وتسمى سياسة حياكة السجاد... من خلال التصريحات يمكن استقراء أن إيران سترد بقوة والدليل على ذلك مناشدة الدول الكبرى لإيران بضبط النفس، وإيران لديها وكلاء في المنطقة كحزب الله في لبنان وحركة انصار الله في اليمن وكذلك في سورية وفي العراق، ولديّ إحساس أن إسرائيل ستكون طرفا في العملية وربما ينجر لبنان وسورية لحرب معها والتصريحات الإيرانية تؤكد أن صانع القرار الإيراني لن يتسامح مع ترامب». وزاد «ما يقوله الإيرانيون أن التعامل مع أميركا قبل مقتل سليماني سيكون مختلفا عما بعد مقتله، وأتمنى ألا يزج بمجلس التعاون الخليجي في هذا الحدث ولكن الإيرانيين يؤكدون انها حرب مفتوحة، والأميركيون مستنفرون وطلبوا من رعاياهم مغادرة العراق وهذا يعني توقعات بالتأزيم، نتمنى ألا نصل لهذه المرحلة وأن تهدأ الأمور».
وأوضح أن «العلاقة بين إيران والعراق لا تعتمد على شخص واحد، والعراقيون يدينون لسليماني بالفضل في الحرب على داعش، ولكن الوضع في العراق سيتعقد فحتى مقتدى الصدر الذي حل جيش المهدي بدأ يطالب بإعادة تشكيله».
وعن بياني حركتي «حماس» و«الجهاد»، قال الخلفان «هذه البيانات تؤكد أن قاسم سليماني كان يتحرك في المنطقة كلها، والآن هناك مظاهرات كبيرة في العراق وغيرها، وهذا الحدث يفرض على القيادة في إيران أن توجه ضربة انتقامية ولا تستطيع تجاوزها، والتفاعل الإعلامي مع الحدث يؤكد أن التوجه نحو الحرب... لكن نؤكد أن الكويت ليست طرفا ويجب أن نكون بمنأى، ونحتاج لاجتماع لمجلس التعاون الخليجي لأن كل شيء وارد».
واختتم قائلاً «لا نريد أي تشنج أو تصعيد، فنحن أمام أزمة إقليمية ونسأل الله أن يكون بلدنا بعيدا عنها الأمن القومي الكويتي فوق الجميع، ومن المبكر الحديث عن حجز ترامب لمقعد الرئاسة، العوامل الداخلية هي المؤثرة ولا أرغب بفوزه بعد أن غير سياسة الرئيس السابق باراك أوباما».
«مقتل سليماني أمر كبير وارتداداته لن تكون سهلة»
وليد الجاسم: الكويت يجب ألا تكون جزءاً من الحدث
قال رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم، إن «مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني حدث كبير، وارتداداته لن تكون سهلة على المنطقة، والهدف من الحلقة (مساء أول من أمس) إيصال رسالتين، الأولى وطنية والثانية خبرية أكاديمية، في محاولة لتحليل ما يحدث واستقراء أو استشراف المستقبل الذي يهمنا جميعاً».
وأشاد الجاسم، لدى حديثه في بداية الحلقة، بالبيان الذي أصدره الناطق باسم الحكومة طارق المزرم الذي دعا إلى التأني والهدوء وتشديده على عدم جذب هكذا أزمات لبلادنا الكويت.
وأكد أن «الكويت معرّضة لتلقي الارتدادات، لكن الأكيد أنها يجب ألا تكون جزءاً من هذا الحدث، ويجب ألا نعرّض أنفسنا وبلادنا للخطر».
وزاد «يجب ألا نعرض حياتنا اليومية لأزمة بفعل ما يحدث عند الغير. لحمتنا الوطنية واستقرارنا الداخلي وقدرتنا على التعايش هي التي تحمينا في مثل هذه الظروف الحدث كبير ولا يعلم أحد مآلات الأمور، ونريد تعزيز اللُّحمة الداخلية وهذا أمر ليس من باب المثاليات بل واقع نحتاجه».
مبارك الدويلة: لا نتفق مع «حماس» وإن كان البعض قد يجد لها عذراً
علق النائب السابق مبارك الدويلة، في مداخلة خلال البرنامج على الأوضاع في المنطقة بالقول: «بإذن الله تعالى إذا اتبعت الحكومة الكويتية سياسة حكيمة كعادتها، فما أظن أن يكون لها أثر سلبي علينا، فالكويت لم تكن طرفاً في هذا الحدث، والكويت كانت متوازنة ولم تستفز أي طرف ضد الآخر ولا أتوقع أن يكون لهذا الحدث أثر ما دام هناك عقلاء وحكماء في مجلس الأمة ومن فوقهم القيادة السياسية... أنا مطمئن أنه إذا استمرت الكويت على خطها المتوازن فلن يكون لهذا الحدث أي تداعيات داخلية».
وعن إدانة حركة «حماس» لاغتيال سليماني وإشادتها به، قال الدويلة «لا نتفق معهم في هذه القضية، وإن كان البعض قد يجد لهم عذراً في هذا البيان مراعاة لواقعهم، وخاصة بعد أن تخلت عنهم معظم أو كل الدول العربية بالنسبة لمواجهتهم مع العدو الصهيوني ولم يتبق لهم إلا إيران... وكنا نتمنى لهم السكوت... نحن ككويتيين ليس لنا علاقة بهذه القضية وساءنا أن نستمع لبيان التنديد وكنا نتمنى لهم السكوت لكن العالم ببواطن الأمور وخلفية صدور هذا البيان قد يجد لهم مبرراً». وعن الارتدادات الأمنية على الخليج، قال «لا شك أن إيران (انطقت) أكثر من مرة من أميركا وكانت في بعض الأحيان تسكت وفي بعض الأحيان يكون هناك مناوشات داخل مياه الخليج، أتوقع أن إيران لن تسكت وستستخدم بعض أذرعها خارج إيران للإضرار بالمصالح الأميركية»، مضيفاً ان «الخوف أن تعتبر إيران دول الخليج جزءاً من المصالح الأميركية ولذلك يفترض أن تتخذ دول الخليج احتياطاتها اللازمة ونتمنى من الجيران الإيرانيين أن يراعوا أن (اللي طقهم الأميركان ولا يحطون حرتهم في ضعيف القوم)، وأتمنى من الكتاب والإعلاميين والقوى السياسية ألا تستفز الإيرانيين أو غيرهم فكما قالت الحكومة مطلوب الهدوء، فهذه قضية لسنا طرفاً فيها».
طالب دول الخليج بالاستعدادات لأن الشر يتحيّن الغفلات
مشاري الذايدي: الضربة موجعة من الناحيتين الرمزية والتنظيمية
قال الإعلامي السعودي مشاري الذايدي، إن «الضربات التي وجهت لأرامكو في السعودية لم تكن استهدافاً للمملكة فقط، بل للاقتصاد العالمي، وسبقها أيضاً استهداف بعض أنابيب النفط في المملكة، فضلاً عن استهداف الناقلات التجارية في خليج عدن ومضيق هرمز» مشيراً إلى ان ما يحدث الآن ليس جديداً فدائماً ما يقوم النظام الإيراني باستهداف دول الخليج، إما بالابتزاز أو بالخلايا الإرهابية أو الشبكات التخريبية.
وأضاف الذايدي، في مداخلة خلال البرنامج، ان «الضربة (مقتل سليماني) موجعة من الناحيتين الرمزية والتنظيمية، فسليماني حصيلة خبرات متعددة، وهو العراب والملهم والمدرس، وضربته تشبه ضربة أسامة بن لادن في القاعدة والبغدادي في داعش، ومن المتوقع من النظام الإيراني أن يبادر بردات فعل، فهو لا يستطيع الاشتباك المباشر مع أميركا»، مطالباً دول الخليج بالاستعداد لأن الشر يتحين الغفلات، ولا يوجد نظام أمني في العالم محمي بنسبة 100 في المئة، ومن المتوقع أن يكون هناك رد إيراني من خلال اليمن أو تحريك الخلايا في المنطقة الشرقية بالسعودية أو القصف المباشر من جنوب العراق أو من منطقة الأهواز.
وعن احتمالية دخول اسرائيل، أجاب قائلاً «كل شيء وارد، وقد يكون هذا الأمر مثيراً للشهية في اسرائيل، التي تشهد إعادة طلاء لحزب الليكود، للدخول فيه، وقد يحدث العكس حتى لا يؤخذ على أي مرشح أنه أقحم اسرائيل في أمر لا فائدة منه، لكن اسرائيل تعلن دائماً ان حزب الله هدف قائم وما يحدث بينهما هدن وليس فكاً للاشتباك».