أمل طالب نجمة لبنانية جديدة برزت في مجال الكوميديا واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تفرض نفسها على الشاشة الصغيرة، بعدما تعرّف عليها جمهور «السوشيال ميديا» خلال الفترة الماضية.
طالب التي تطلّ حالياً مع الإعلامي هشام حداد باسكتشات كوميدية في برنامج «لهون وبس» عبر شاشة «LBCI»، اعتبرت أنها «مهضومة» بالفطرة، لافتة إلى أن الكوميديا التي تقدّمها لا تعبّر عن موقف مكتوب في نص تقوم بتمثيله، بل تنقل عبر الكاميرا قصصاً تحصل معها في حياتها اليومية.
وفيما رأت أن حصرها في الكوميديا فيه ظُلْمٌ لها، إلا أنها تقول في المقابل «بكرا بفشّ خلقي بالمسرح».
? من الواضح أنكِ شخص يتمتّع بالكوميديا بالفطرة، وليس على الشاشة فقط، فهل تعتبرين أن هذا أحد أسباب تَمَيُّزك؟
- طبعاً. أصدقائي يرون فيّ إنسانة مهضومة، وهذا ما شجّعني على نشر فيديوهات لي. ولا شك أن «هضامتي» بالفطرة وأنا لا أتصنّعها.
? غالبية الممثلين الكوميديين يؤكدون أنهم ليسوا كذلك خلف الكاميرا، ولا يتمتعون بروح «الهضامة». فهل هذه الناحية تُعتبر ثغرة في شخصية الممثل الكوميدي؟
- الكوميديا التي أقدّمها لا تعبّر عن موقف مكتوب في نص أقوم بتمثيله، بل أنقل عبر الكاميرا قصصاً تحصل معي في حياتي اليومية، ولذلك لا يوجد اختلاف بين ما أقدّمه على الشاشة وبين ما أعيشه في حياتي اليومية، مع إضفاء بعض المبالغة في الحركة واللهجة والطَلّة والحوار مع هشام حداد.
? هل يُفترض بالشخص الذي ينقل ما يحصل معه في حياته اليومية أن يكون شديد الدقة والملاحظة؟
- طبعاً، ولكن بما أنني أصبحتُ أُطِلّ بشكل أسبوعي على الشاشة، فإنني أعمل على تغذية هذه الناحية أكثر وصرتُ أنظر إلى الأمور بعمقٍ مختلف. في السابق كنتُ أتجول في الشارع وأراقب الناس، واليوم أصبحتُ أراقب أكثر وأطرح أسئلة أكثر، كي أتمكن من صناعة مادة كوميدية. حسّ الملاحظة مهم جداً ويساعد على الاستفادة مما يحصل حولي.
? أنتِ خريجة معهد تمثيل؟
- أحمل شهادة «ماستر» في التمثيل والإخراج من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية. أنهيتُ «ستاج» (تدريب) ودرّست مادة المسرح ثم أكملتُ الدراسة وحملتُ شهادة «ماستر» وكان التمثيل هو حلمي، ثم بدأتُ بنشر فيديوهات كوميدية على السوشيال ميديا، فشاهدني هشام حداد وطلب مني الظهور في برنامجه.
? هل ترين أن فرصتك الحقيقية كانت مع هشام حداد أو عبر الفيديوهات التي كنت تنشرينها عبر «السوشيال ميديا»؟
- البداية الكبيرة كانت مع هشام حداد، ولكن كثيرين كانوا يؤكدون لي أنني سأصل إلى ما أريده من خلال الفيديوهات التي كنتُ أطرحها. وجاء هشام حداد من خلال الفرصة التي أعطاني إياها ونقلني خطوات مهمة إلى الأمام، وربما كنتُ أحتاج إلى عشر سنوت كي أصل إليها بجُهدي الفردي، هذا إذا واظبتُ على نشر الفيديوهات ولم أشعر بالملل، لأن هذا الأمر يحتاج إلى نفَس طويل. بفضل إطلالتي مع هشام حداد زاد عدد المتابعين لي من 20 ألفا إلى 200 ألف خلال عام واحد. مَن يعرفونني عن قرب ويثقون بموهبتي أكدوا لي أن بدايتي الحقيقة كانت منذ لحظة ظهوري في برنامجه.
? عادةً الفنانون الكوميديون لا يملكون أشكالاً جميلة، بينما أنتِ تجمعين بين الكوميديا والشكل الجميل؟
- عادةً مَن يقدمون الكوميديا يستفيدون من أشكالهم. أطلّ على الشاشة بشكلي العادي، بشعري المجعّد ونحَفي الزائد. ويوجد أشخاص كثر يملكون مثل شكلي، وهذا الأمر جَعَلَ المُشاهِد يتوقف عند هذه الناحية ويقول «أخيراً شفنا حدا بيشبهنا». ولا شك في أن شكلي ساعدني كثيراً، لأن الناس وجدوا أن هناك شخصاً يُشْبِهُهُم ويُضْحِكُهُم.
? هل يمكن أن نراك خارج الكوميديا؟
- أتمنى ذلك. قبل أن أطلّ مع هشام حداد شاركتُ في مسلسل درامي سوري وكذلك في المسرح. أرجو أن تتاح الفرصة أمامي مجدداً للظهور في عمل تراجيدي، وأن يتقبّلني الناس به لأنهم فرحوا بإطلالاتي الكوميدية وتعوّدوا عليها. أحياناً، يمكن أن أنشر فيديو جدياً فيقولون لي «بتجنني، ولكننا نفضّلك بالكوميديا». هذا الموضوع لا يُزْعِجُني، خصوصاً أنني أصبحتُ معروفة.
? ألا ترين أن في هذا الأمر ظلماً لك، خصوصا أنك ممثلة وتلعبين كل الأدوار والأنواع؟
- نعم. حصْري في الكوميديا فيه ظُلْمٌ لي، ولكنني أعود وأقول «بكرا بفشّ خلقي بالمسرح».
? هل تستبعدين فكرة أن يعرض المُنْتِجون عليك أدواراً تراجيدية؟
- هذا الأمر يحتاج إلى رؤية مُخْرِج يرى فيّ هذا البُعد. والإنتاج يميل عادةً إلى التعامل مع الفنان انطلاقاً من الصورة المعروفة عنه. مثلاً، المُنْتِجون يعتبرون أن الناس يحبون هذه الممثلة لأنها جميلة، فيسْندون إليها أدوارَ الفتاة الجميلة، أو يختارون ممثّلة للأدوار الكوميدية لأن الناس يحبونها بالكوميديا، لأنه في النهاية يهمّهم أن يبيعوا.
? وهل يوجد مُخْرِجون لديهم مثل هذه الرؤية أم أنهم يميلون إلى الاستسهال؟
- شاركتُ في فيلم «أكشن» بعنوان «فايك بوك» مع المُخْرِج إيلي حبيب وكان من المفترض أن يُعرض في 16 من ديسمبر الجاري، ولكن تم تأجيل عرْضه بسبب الأوضاع. دوري فيه جدّي. وإذا كان أول أدواري في السينما غير كوميدي، فمن الممكن أن يشكّل خطوةً لتقديمي أدوار بعيداً عن الكوميديا.
? تملكين شكلا جميلاً، فهل يمكن أن نراك بدور بطولة في عملٍ تراجيدي كما نادين نجيم وسيرين عبدالنور؟
- أتمنى ذلك. عندما تخرّجتُ من الجامعة كانت أحلامي كبيرة جداً. كنتُ أريد أن أمثّل وأغني وأرقص، ومع الوقت أصبحتُ أكثر واقعية واقتنعتُ بما هو متاح أمامي.
? هل كان للهجتك دور في تقبّل الناس لك؟
- هي سلة متكاملة. لهجة مع شَعْر مع مضمونٍ جديدٍ لم يتم التطرّق إليه سابقاً.