150 عاماً عمر السوق الذي يشكل قبلة للباحثين عن المنتجات المعدنية المختلفة

سيمفونية... «الصفافير»

1 يناير 1970 10:32 ص

ذو الفقار الفنان أقدم عازف في سوق الإبداع  يروي لـ «الراي» قبساً من تاريخه:

? 35 عاماً قضيتها في الكويت 30 منها في سوق الصفافير
? لو تم إغلاق هذا السوق البركة سأغادر الكويت فوراً

أبوهاشم:

أنا ضد إغلاقه لأنه تراث لا يجب الاستغناء عنه

سوق الصفافير تاريخ الكويت وأسعاره زهيدة في متناول الجميع


على أنغام إيقاع المطرقة على قطع الحديد، يعزف العاملون في سوق الصفافير عقوداً من تاريخ الكويت، كانت بمثابة شهادة غير مكتوبة، على حبات العرق المتناثر من جبين الآباء والأجداد لتروي ظمأ المحبين لهذا الفن الضارب في القدم... سيمفونية تُشنف الآذان، بمجرد الولوج لسوق الصفافير قد تبدو مزعجة للبعض، لكنها لآخرين تمثل عشق السنين، وقبساً من التاريخ تروي بلسان الحال صبر الكويتيين الذين عملوا في هذا السوق قبل أن تؤول الدفة الآن لـ«معَلمّين» هنود وإيرانيين وقليل من الباكستانيين.
«الراي» التقت كبيرهم الذي علمهم الفن في هذا السوق، إنه المَعَلم الهندي أبو علي ذوالفقار الذي يعيش منذ 35 عاماً في الكويت، 30 منها في سوق الصفافير، بدأها كصبي متدرب ليترقى ويصبح في ما بعد أكبر معلم في هذا السوق، ويشدد على أنه ليس معلماً فقط بل فنان أيضاً.
يصف ذوالفقار، الذي يعمل تحت إمرته ستة معلمين، هذا السوق بـ «البركة التي لا يمكنه الاستغناء عنها، فلو قُدر لا سمح الله إغلاق السوق سأغادر الكويت فوراً»، مؤكداً أن «العمل في السوق رغم ركود حركة البيع والشراء خلال أشهر الصيف، يؤمن له معيشة كريمة، على أمل أن تعود الانتعاشة مع عودة المسافرين وبداية العام الدراسي، لكن البيع بالجملة لمحلات الجهراء والفحيحيل من خلال شبرات السوق السبع أكثر نفعاً».
150 عاماً عمر هذا السوق، رحلت أجيال وجاءت أخرى، وهو ما زال على حاله يشكل قبلة للباحثين عن القطع الفنية النحاسية، وهواة الأعمال اليدوية، فهناك ستجد العلب الخزفية والصناديق النحاسية والدلاء بأحجامها المختلفة وبأسعار زهيدة، فيما بقيت قليل من الدكاكين ما زالت تقوم بتبييض النحاس، والأكثرية الباقية تعمل في منتوجات البضائع من الحديد والألمونيوم.
أبو هاشم، أحد رواد السوق، تحدث لـ «الراي» خلال شرائه بعضا من احتياجاته قائلاً «سوق الصفافير تاريخ الكويت، ومن أقدم أسواقها وأنا ضد إغلاقه لأنه تراث لا يجب الاستغناء عنه، فأسعاره زهيدة وفي متناول الجميع لكنه يحتاج لتجديد».