مرشّحون نصبوا خيامهم «الاعتبارية» وآخرون شكّلوا لجاناً وبدأوا الاستعدادات

حراك ساخن في الدائرة الأولى

1 يناير 1970 10:20 ص

• نتائج انتخابات الجمعيات في المناطق الرئيسية ترسم خريطة جديدة للتحالفات

• استعدادات الزلزلة لم تتوقف... وجوهر ينشط بعيداً عن الدائرة

• نجاح «البحارنة» رهن اتفاق «السيّدين»... وأصوات «الحساوية» للقطان

• «الدشاتة» ينشطون اجتماعياً وعائلياً وقد يختارون مرشحاً بين شخصيتين

مع انتهاء موجة الاستجوابات الأخيرة والتي انتهت باستقالة الحكومة وتكليف رئيس وزراء جديد، بالإضافة إلى التطمينات التي نقلها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بأن لا حل لمجلس الامة في الوقت الحالي وبأن المجلس باقٍ حتى نهاية مدته الدستورية، تنفس المرشحون المرتقبون الصعداء، وصار الوقت عامل بناء بعكس ما يقول كثير منهم في إعلامه الانتخابي من وجوب حل المجلس كحالة وانعكاس غير واقعي لجاهزيته الانتخابية.
ويرى المتابعون على أرض الواقع في الدائرة الانتخابية الأولى أن هناك من المرشحين من نصب خيامه «الاعتبارية» وشكل لجانه وبدأ في عقد تحالفاته، وبعضهم بدأ في جولات وزيارات للدواوين، ومنهم من بدأ صاخباً بالمشاركة في الندوات والوقفات الاحتجاجية مثل وقفة «#بس_مصخت».
ويُلاحظ أن انتخابات الجمعيات التعاونية للمناطق الرئيسية في الدائرة الأولى (الرميثية – بيان – مشرف ) قد أفرزت تكوينات جديدة قد تؤثر بشكل كبير في نتائج الانتخابات العامة لمجلس الأمة المقبل، ففي الرميثية نجح عقيل ملك بالفوز في انتخابات عضوية مجلس ادارة جمعية الرميثية التعاونية مُفرزاً تكويناً جديداً يناهز 500 صوت من الأغلبية الصامتة غير التابعة، كما حظي رئيس جمعية بيان مشعل أشكناني بـ 337 صوتاً، كما لم يحالف الحظ مرشح جمعية مشرف سليمان الزنكوي بفارق طفيف حيث حصل على 575 صوتاً، ومن المؤكد ان تنعكس تلك النتائج على خريطة الانتخابات المقبلة إذا ما تمت قراءتها بصورة صحيحة وعقدت التحالفات بشكل جيد بناء عليها وغيرها من القراءات في الدائرة.
على الأرض كثّف النائب السابق الدكتور يوسف الزلزلة من نشاطه الاجتماعي، ولم ينقطع ديوانه عن استقبال رواده منذ خسارته بفارق طفيف في الانتخابات السابقة. وتشير المصادر لـ «الراي» إلى أن «السيد» جمع شتات مريديه ونظم صفوفه، وانتهج طيلة هذه الفترة أسلوب المعارضة الراشدة في خطابه السياسي الذي تعكسه تغريداته في «تويتر»، كما علمت «الراي» أن «السيد» شكل لجنة عليا كلفها بإعداد وتنظيم الحملة الانتخابية، وكل هذه الاستعدادات تطرح سؤالاً مستحقاً هل سيكون الزلزلة هو الحصان الأسود في الانتخابات المقبلة.
ولم تتضح الصورة بعد بالنسبة لجنان بوشهري، حيث لم يتم رصد أي تحركات انتخابية لها بعد خطابها الاخير أثناء جلسة الاستجواب الذي سبق إعلان استقالتها من الوزارة والذي يراه المراقبون أنه خطاب انتخابي، فجنان ليست غريبة على الدائرة ولا على انتخاباتها، عندما قررت الترشح كأول امرأة في انتخابات المجلس البلدي وحلت في المركز الثاني بـ 1807 أصوات.
وعلى صعيد المكونات الشيعية الأخرى في الدائرة، فقد برز بشكل لافت اسم الدكتور علي القطان الذي يحظى بدعم كامل من «الحساوية» وحصل في الانتخابات الاخيرة على 1600 صوت، ويسعى لضم تكوينات ومجاميع جديدة له من خلال عقد تحالفات جديدة من خارج المكون «الحساوي»، وافتتح أخيراً ديوانه في منطقة الدسمة لزيادة التواصل، وتشير المصادر إلى أن القطان متجه الآن لترتيب خطابه الانتخابي وإعادة العمل بالمنصات الاعلامية مثل الاعلام التلفزيوني ومواقع التواصل.
ومن جانب آخر، يبقى نجاح البحارنة رهن الاتفاق بين الأخوين القلاف، فلو تم الاتفاق بين السيدين فاخر والنائب السابق حسين القلاف على أولوية الترشح سيكونان معاً اتحاداً صعباً وستكون بورصة نجاح أحدهما خضراء هذه المرة بأن يتمكن أحدهما من الظفر بكل أصوات البحارنة في الدائرة التي تناهز 3000 صوت.
أما الدشاتة، فقد كوّنوا تنظيماً اجتماعياً موحداً نشطت من خلاله التجمعات الاجتماعية للعائلة تمثّل آخرها في الغبقة الضخمة التي أقامها التجمع في رمضان الماضي والتي يفسرها المراقبون بأنها تمهيد لاختيار مرشح يمثلهم وقد يقع الاختيار بين شخصيتين من الناشطين السياسيين منهم، وقد يدخل المنافسة طلال نجل النائب السابق عبدالحميد دشتي والذي برز بشكل لافت أخيراً في وقفة «#بس_مصخت» الاحتجاجية.
وتعود ظاهرة النائب السابق الدكتور حسن جوهر بمزيد من التركيز هذه المرة، حيث نشط أخيراً في الندوات السياسية وغالبها خارج الدائرة، ويرى المراقبون أن الأوساط الانتخابية مازالت تصنّف جوهر بأنه جزء من الحراك القديم الذي ضم شخصيات يعتبرها الشارع الانتخابي في دائرته خصماً لدوداً. يسعى أستاذ العلوم السياسية هذه المرة لاعتماد نظرية «استقطاب المواقف» وذلك بترويج مبادئه المعارضة بشكل أكثر حدة مع خصومه حتى يصبح الخلاف أكثر تطرفاً بين فريقين يكون هو فيها قائداً لفصيل يؤيده وينتصر له في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي النظرية التي لطالما استخدمها جوهر في انتخابات سابقة، فهل سيكتب لها النجاح هذه المرة مع الظرف الجديد بتعيين رئيس وزراء جديد؟، ربما لا يحتاج هذا السؤال انتظار الانتخابات للإجابة عنه.