والد الضحية داني: «شكراً لـ 17 تشرين!

لبناني آخَر انتحره العوَز بـ... «رصاصة عصفور»

1 يناير 1970 02:30 ص

... كأنها «القبورُ المفتوحةُ» تنادي «بؤساءَ» صاروا «يسْتنجدون» بالموت ويحوّلون «حباله» أو «رصاصه» باب هروب مدوياً من مُرّ الأيام في زمنِ «القتل البطيء» الذي يهدّد أبناء «بلاد الأرز» مع «أيام القلّة» التي تنذر بأن يصبح معها الفقر«الطائفة الرقم 19» في بلادٍ يحوم فوقها... طيْف المجاعة.
قبل أن تجفّ دموع عائلة ناجي الفليطي الذي شَنَقَ نفسه الأحد، صُعق لبنان أمس بانتحارٍ لا يقلّ مأسوية للشاب داني أبو حيدر الذي أطلق النار على نفسه غداة اتخاذ الشركة التي يعمل فيها قراراً بخفض راتبه الى النصف.
داني، الأربعينيّ الذي يعيل 3 أولاد والذي يهتمّ بوالديْه وشقيقه والمثقل بديْن 3 ملايين ليرة (نحو 1500 دولار) وبأقساط مصرفية، كان كـ «الطير المذبوح يرقص من شدة الألم» منذ فترة، إلى أن جاء الاقتطاع من راتبه ومطالبة مدينيه له بتسديد ما عليه بمثابة «نهاية حبل الأمل»، فاختار «رصاصة عصفور» كما قالت والدته ليُنْهي بها حياتَه القاسية، قبل ظهر أمس بعيد عودته باكراً وعلى غير عادته من عمله إلى المنزل (في سن الفيل - النبعة) إذ غافل أمّه وزوجته وصعد إلى السطح حاملاً بارودة الصيد التي أطفأ بها «شمعته» تارِكاً في عيون والدته صورةَ وجهه مقسوماً إلى نصفين وفي قلبها الذي لن يخفق بعد اليوم إلا «دقات حزن» حرقةً عبّرت عنها صرخاتها وهي «ترافقه» حين نقْل جثته من قبل الصليب الأحمر اللبناني: «يا امي ليه عملت هيك؟».
وقال والد الضحية داني، «شكراً لـ 17 تشرين (أكتوبر)»!
كما انشدّت الأنظار إلى عكار حيث عُثر على العنصر الأمني انطونيو. «جثةً في حقلٍ في خراج بلدة سفينة الدريب والى جانبه مسدسه الأميري».