يمثل يوم الخميس 10 مارس 1988 علامة فارقة في مسيرة المنتخب العماني في بطولة كأس الخليج والتي بدأها مع النسخة الثالثة التي أقيمت في الكويت 1974 بقيادة المدرب المصري ممدوح خفاجة، خاض العمانيون تجربة جديدة وبفترة اعداد اقتصرت على خوض مباريات تجريبية مع نادي التضامن ومنتخب جامعة الكويت قبل انطلاق البطولة التي خرجوا منها بعد خوض ثلاث مباريات خسروها جميعاً أمام البحرين و«الأزرق» وقطر من دون أن يسجلوا أي هدف.
ومنذ الظهور الأول، خاض العمانيون 5 نسخ متتالية لم ينجحوا خلالها في تحقيق أي فوز حتى في البطولة التي أقيمت بضيافتهم وحملت الرقم 7 في العام 1984 حيث كان أفضل ما حققوه انتزاع تعادلين، الاول من الإمارات بهدف لغلام خميس مقابل آخر لفهد خميس، والثاني سلبي من الكويت التي كانت تشارك بما عرف وقتها بـ «المنتخب الثالث» والذي ضم لاعبين صغاراً لم يتجاوز معدل أعمارهم الـ21 عاماً.
في هذه النسخة نالت عمان أول لقب فردي سجل باسم غلام خميس الذي أختير مع أفضل لاعب في البطولة مشاركة مع العراقي حسين سعيد.
وفي النسخة الثامنة بالبحرين 1986، خرجت عمان بتعادل وحيد مع أصحاب الأرض في مباراة خلت من الأهداف. حضر العمانيون إلى الرياض في ربيع العام 1988 بقيادة المدرب البرازيلي جورج فيتورو، وبعد خسارة أولى متوقعة أمام المضيف السعودي بهدفين لفهد الهريفي -هو الأول الذي يشهده استاد الملك فهد الدولي- ويوسف جازع، فجر منتخب السلطنة مفاجأة كبيرة بالتعادل مع العراق أقوى المرشحين والمتوج لاحقاً باللقب بعد أن تقدموا بهدف لناصر حمدان قبل أن يسجل علي حسين شهاب هدف التعادل للعراق.
هذا التعادل الذي خلط أوراق المنافسة في البطولة، منح العمانيين دافعاً قوياً في المباريات التالية، ومن بينها مواجهة قطر ضمن الجولة الرابعة.
وبعد شوط أول سلبي، فاجأ العمانيون منافسهم في الشوط الثاني بالتقدم بهدف ليونس أمان من ركلة جزاء، قبل أن يتمكن النجم غلام خميس من اضافة الهدف الثاني بتسديدة رائعة، الأروع منها كانت طريقته «العاطفية» بالاحتفال بالهدف. لم يستوعب «العنابي» صدمة الهدفين العمانيين سريعاً واحتاج الى بعض الوقت لاستعادة توازنه ليدفع مدربه البرازيلي بوركيبيو بالمهاجم الكبير منصور مفتاح الذي تمكن من تقليص الفارق بتسديدة رأسية. وعبثاً حاول القطريون ادراك التعادل ولكن تألق الحارس العماني يوسف عبيد الذي حصل لاحقاً على لقب أفضل حارس في البطولة منع «العنابي» من تفادي هزيمة غير متوقعة ومنح العمانيين فوزهم الأول في تاريخ كأس الخليج.
ورغم هذا الانتصار التاريخي وقبله التعادل اللافت مع العراق الا أن عمان حلت أخيرة في ترتيب البطولة. بعد «خليجي 9» اعتزل غلام خميس والذي ولسوء حظه لم يلحق بالأجيال التالية للكرة العمانية بل ولم يمهله القدر ليشهد أول تتويج عماني بكأس الخليج عندما فارق الحياة في الطائرة التي كانت تقله الى العاصمة التايلندية بانكوك لمواصلة علاجه من مرض السكري الذي تسبب في بتر اثنين من اصابع قدمه وفشل كلوي حاد. توفي غلام قبل شهرين من تتويج عمان ومن دون أن يحظى بفرحة إحراز اللقب، وقبلها من دون ان تقام له مباراة اعتزال رغم البصمات التي تركها في تاريخ الكرة العمانية.