السنون تمر وتتخللها شهور وأيام تتعدد أشكالها وصورها ومشاهدها وأحوال أهلها وآرائهم واتجاهاتهم وعاداتهم وسلوكهم وخصائصهم وشمائلهم ونعوتهم وأفكارهم، منها ما يشير إلى الخير ويبعث على الأمل، ومنها ما يعمل على نشر سمات غير طيبة وأحوال غير مشرقة باهتة، الذي يتأمل فيها يحس بالضيق والاشمئزاز.
والمنظمة الاممية جعلت أياما لصفات وشخوص تسلط عليها الضوء لتبين ماهيتها والإشارة إلى أهمية تركيز الضوء على بعض الملامح التي ترغب المجتمع بإثارة الاهتمام نحوها، والعمل على اجتثاث الأمور السلبية والنهوض بالإيجابية نحو آفاق مشرقة، ومن الأيام التي تحتفل بها المنظمة الأممية هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يصادف في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام.
والهدف من هذا اليوم هو رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم، مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المتعددة، علاوة على ذلك فإن أحد الأهداف المسلط الضوء عليها هو إظهار أن الطبيعة الحقيقية للمشكلة لا تزال مخفية، ولا تزال الأحداث تترى والمشاكل تتفاقم، والذين يساهمون في إيجاد هذا العنف كثيرون، منها الحروب الطاحنة التي تتعرض لها آفاق كثيرة من رحاب هذا العالم، فتشرد المرأة وتستخدم ضدها كل أساليب العنف والقهر والاستبداد، ناهيك عن بعض الذين يرهقون المرأة ويعملون على إذلالها في العمل وفي البيوت وفي أماكن العمل المختلفة، بالإضافة إلى وسائل الاتصال الاجتماعي، وما تعج به من مشاهد أليمة ومناظر مقززة وعبارات مخجلة، وإشارات يندى لها الجبين... تستغل ضد المرأة.
واذا نظرت إلى إحصائيات الطلاق الذي يحدث تجد من أسبابه العنف ضد المرأة، والقهر والاستبداد.
أحوال تعذّب الضمير وتجعل الإنسان يفكر ملياً في هذا العالم، الذي تدوي فيه رسالة الإسلام الذي كرم المرأة ورفعها إلى أوج الكرامة، وأعطى لها كل الحقوق وساواها في الواجبات، كي يأتي من يشير إليها بكلمة تؤذيها أو نظرة تعذبها.
الجدة والأم والزوجة والأخت والعمة والابنة، المعلمة والمرشدة، الطبيبة والمحامية... هي المرأة التي تعمل على تقدم الركب والنهوض بمحمل التقدم، إذا صلحت المرأة صلح المجتمع وتقدم وتطور وارتقى، فالأمم الناهضة هي التي تعنى بالمرأة وتعمل على تنميتها وتنشئتها، لتقوم بدورها بتنشئة الأجيال، فهم يستيقظون على صوتها الحاني.
صباح يطرد الهم
صباح يوفي الدين
صباح يقول يايمه ختمت اليوم جزوين
عزيزي القارئ كان عنوان موضوعنا في الأسبوع الماضي هو: قول جنان أمان للجنان، ويعني هو أمان للأفئدة.
وقد دوّن أمان للجنات، مما يحيّر الكثير في استيضاح ماهية العنوان، وإني أقول للأحبة بأنه سقط سهواً، وجلّ من لا يسهو.
كما يسعدني أن أشير لبعض الأحبة بأن المقالة هي رأيي، وللقراء الأعزاء آراء، منهم من يوافق الكاتب ومنهم من يعارضه، ومنهم بين ذلك، فالتحية للأخ العزيز أبي يوسف واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.