«الراي» تابعت الحصاد الفني المصري في العام 2008 - «1»
السينما المصرية صعود وسقوط وطفرة في الإنتاج وبزوغ نجم وظهور مخرجين وممثلين جدد
1 يناير 1970
07:01 ص
| القاهرة - من إيمان حامد |
أسدل الستار على سينما عام 2008 في مصر والوطن العربي... وسط العديد من المفاجآت الكبيرة وارتفاع وهبوط أسهم النجوم حيث لمع البعض وانطفأ البعض الآخر بطريقة شهدت فيها السينما المصرية حالة من الازدحام في صالات العرض... دون ان تترك سوى القليل في ذاكرة الجمهور.
لكن أيضا أتاحت 2008 القليل لممثلين ومخرجين جدد يحملون أحلاما جديدة في بداية العام... انطلق الموسم الصيفي وكان على عكس ما كان يحدث في السنوات الخمس الأخيرة، جاء موسم العروض الصيفي ليعلن... بداية تغيير واضح في خريطة السينما المصرية.
والمقصود هنا موسم العرض الرئيسي للسينما المصرية (الصيف) والذي كانت تتراوح ايراداته في السنوات الأخيرة ما بين 120 و150 مليون جنيه، والثابت هو ان السينما المصرية تأثرت في شكل ملحوظ بحلول شهر رمضان في الصيف... فتمثل ذلك في ايرادات أقل بنسبة 30 في المئة مقارنة بالموسم الماضي. بل وصل الانتاج الى 46 فيلما مقسمة على العام.
وفي المقابل... كان هناك عدد من الظواهر التي رصدناها في هذا الموسم بدايتها كانت غياب «3» من نجوم شباك تذاكر السينما المصرية «محمد هنيدي وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز»، والثلاثة فضلوا الابتعاد عن الموسم بعد ان تحسس منتجوهم الخطر من عدم تحقيق ايرادات كبيرة «الثلاثة تحقق أفلامهم ايرادات تصل لنحو 50 مليون جنيه مجتمعين».
كما شهد الموسم ظهور نجم كوميدي هو أحمد مكي... الذي حقق فيلمه «دبور» ايرادات غير متوقعة تخطت 10 ملايين جنيه وكسر حاجز المليون جنيه في يوم عرض واحد ليدخل «نادي الكبار» مع محمد هنيدي وأحمد حلمي وأحمد السقا ومحمد سعد.
ثالث ظواهر موسم الصيف السينمائي في مصر... كانت تأكيدا تراجع محمد سعد تراجعاً ملحوظاً في مجال المنافسة على ايرادات الأفلام، ففيلمه الأخير «بوشكاش» جاء في المركز الثالث من حيث حجم الايرادات وهو أمر لم يتعود عليه سعد الذي ظل يحتل المركز الأول في تحقيق أعلى الايرادات في الفترة من 2002 الى 2005.
وارتبط بما سبق انحصار التنافس... بين عادل امام وأحمد حلمي للموسم الثالث على التوالي وتفوق الأخير بفارق ضئيل، وعلى أي حال فقد حقق فيلم أحمد حلمي «آسف على الازعاج» وفيلم عادل امام «حسن ومرقص» أكثر من 20 مليون جنيه لكل منهما. وبرزت تجربة عادل امام وعمر الشريف في «حسن ومرقص» لتعطي ثراء فنيا للموسم... يحسب لإمام أنه استعان بنجم في حجم عمر الشريف لمصلحة العمل، مؤكداً أنه لا ينظر سوى لفيلمه وكيف يضيف اليه عناصر نجاح تدعمه... وعادل امام بفيلم «حسن ومرقص» هذه المرة والذي وجد ترحيباً من النقاد لأهمية موضوعه (العلاقة الشائكة بين المسلمين والمسيحيين في مصر)، يظل في المنافسة منذ ثمانينات القرن الماضي الى الآن.
والمفاجأة كانت في تجربة حلمي المغايرة تماماً «آسف على الازعاج» لتحقق مكسباً
نقدياً لأحد الكوميديانات الجدد اذ أثنى النقاد كثيراً على أداء حلمي وعلى الفيلم البعيد عن كوميديا الافيهات ووضح من خلال هذا الفيلم اصرار حلمي على التغيير عكس زملاء جيله وهو أمر تجاوب معه الجمهور الى حد بعيد.
ومن أبرز الظواهر هذا العام استمرار غياب المخرجات... باستثناء ساندرا نشأت التي عرض لها فيلم «مسجون ترانزيت» وهو من نوعية أفلام التشويق والأكشن التي تميزت بها أفلامها الأخيرة. ونجح هذا الفيلم في تخطي حاجز 11 مليون جنيه، كذلك دخل ثلاثة مطربين المنافسة مع نجوم السينما وهم «تامر حسني بفيلم «الكابتن هيما» ومصطفى قمر بفيلم «مفيش فايدة» وحمادة هلال بفيلم «حلم العمر» ولكن أفلامهم لم تحقق مراكز متقدمة في الايرادات.
أخيراً عرض في هذا الموسم 15 فيلماً تراجعت فيها الكوميديا التي كانت طاغية خلال السنوات الماضية، فجاء في المقدمة «حسن ومرقص» و«آسف على الازعاج» برصيد تخطى 24 مليون جنيه... ثم من بعدهما «بوشكاش» و«الكابتن هيما» بنحو 14 مليون جنيه ثم «دبور» و«كباريه» و«الريس عمر حرب» و«مسجون ترانزيت» بايرادات متقاربة تخطت 11 مليون جنيه.
ثم «ليلة البيبي دول» أبرز الأفلام التي خسرت لأنه كان الأعلى كلفة بين أفلام الموسم (40 مليون جنيه) ولم يحقق سوى 10 ملايين جنيه. وحقق فيلم «نمس بوند» لهاني رمزي 8 ملايين جنيه و«حلم العمر» لحمادة هلال نحو 5 ملايين جنيه وأخيراً «على جنب يا أسطى» و«مفيش فايدة» و«الغابة» بايرادات أقل من مليوني جنيه، ثم الفيلم الدعائي «بحر النجوم» الذي لم يحقق ايرادات تذكر على الرغم من الدعاية التي سبقته واشتراك كل من هيفاء وهبي وكارول سماحة في بطولته.
أما الموسم الأخير وهو موسم عيد الأضحى... فقد تعودنا في السنوات الماضية على موسم ساخن جديد بعيدا عن موسم الصيف الذي يخفت بريقه تدريجيا وموسم العيد الكبير الذي أصبح مبتغى العديد من النجوم لما يشهده من تحقيق ايرادات عالية - نظرا لطول فترة الموسم الذي يمتد مع الأفلام الناجحة الى بداية موسم الصيف.
وهذا العام كان قرار شركتي التوزيع وقطبي الانتاج السينمائي في مصر الشركة العربية للانتاج والتوزيع، وشركة الاخوة المتحدين - طرح 8 أفلام بواقع أربعة أفلام لكل شركة، والتي تنافست في معركة شرسة على حصد الايرادات التي لاتزال حتى اليوم بدور العرض.
فعرض فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» ويعتبر الفيلم الأوفر حظا في سباق الأفلام لهذا الموسم، فالفيلم يعود به هنيدي... بعد ان غاب خلال موسم الصيف الماضي للمرة الاولى منذ عشر سنوات بسبب ظروفه الصحية التي أدت لاجراء عملية جراحية.
وفي هذا الفيلم يتعاون للمرة الأولى مع الكاتب الساخر يوسف معاطي، والتي حققت معظم أفلامه السابقة ايرادات عالية، خصوصا الأفلام التي كتبها لزعيم الكوميديا في مصر «عادل امام».
وكعادة هنيدي فهو يختار وجها نسائيا غير مألوف للوقوف أمامه في بطولة فيلمه، وهذا العام وقع الاختيار على المطربة اللبنانية سيرين عبد النور في ثالث تجاربها السينمائية، وأول فيلم يعرض من الثلاثة، بعد ان انتهى من تصوير فيلم «المسافر» مع النجم العالمي عمر الشريف، وشارك في البطولة أيضا ادوارد ولطفي لبيب والنجمة الكبيرة ليلى طاهر في أول عودة سينمائية لها منذ فترة طويلة.
والفيلم هو التعاون الثالث لهنيدي مع المخرج وائل احسان الذي أخرج فيلمي هنيدي الأخيرين «وش اجرام»، و«عندليب الدقي»، وقصة الفيلم تدور حول مدرس لغة عربية من الريف يعين في مدرسة خاصة... وبشكل ساخر يناقش مشاكل التعليم في مصر وحتى الآن وصل الفيلم للمستوى الأول... يليه في المركز الثاني فيلم «الدادة دودي» أول بطولة مطلقة للنجمة ياسمين عبد العزيز، والذي تعود به الى السينما بعد غيابها منذ عرض آخر فيلم لها «عصابة الدكتور عمر» مع مصطفى قمر في موسم عيد الفطر قبل السابق... والفيلم يشكل تحديا خاصا لياسمين التي قررت ان تكون بداية بطولاتها السينمائية مع الأطفال.
وهي الفئة التي تنجح غالبا مع مواسم الأعياد نظرا لأن الأطفال من أهم جماهير السينما في الأعياد، والفيلم بطولة صلاح عبد الله ومحمد شرف وادوارد، وستة أطفال يمثلون البطولة مع ياسمين، والفيلم من تأليف نادر صلاح الدين، والاخراج لعلي ادريس في ثالث تعاون له - مع ياسمين عبد العزيز.
وتدور قصة الفيلم حول لصة تعمل دادة في منزل لواء شرطة، بعد هروبها من جريمة قتل وسرقة قام بها زميلها في السرقة، وهناك تجد صعوبات في التعامل مع الأطفال الستة أبناء وبنات اللواء، الذين يقومون بعمل العديد من المقالب لها.
ويأتي في المرتبة الثالثة «فيلم الوعد» الذي يعتبر من أهم أفلام الموسم، على الرغم من أنه يعتبر من أقل هذه الأفلام جماهيرية، والفيلم يمثل عودة للمخرج «محمد ياسين» منذ ان قدم آخر أفلامه «دم الغزال»، والفيلم من بطولة النجم الشاب الصاعد بقوة آسر ياسين، ومعه المطربة الشهيرة روبي، والنجم القدير محمود ياسين، والنجم السوري غسان مسعود.
والفيلم من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد... الفيلم يدور حول رجل أعمال مُهدد بالقتل من قبل العديد من الشركات الأجنبية، لكنه يُصر على التصدي لهذه الشركات بالرغم من أنه مريض بمرض قاتل في الأصل، سيُعجل به في النهاية في جميع الأحوال.
ويأتي في المرحلة الرابعة فيلم «المش مهندس حسن» ثالث بطولات الشاب محمد رجب، وبعد نجاح التجربة الأولي في «ثمن دستة أشرار»، والفشل النسبي لتجربته الثانية «كلاشينكوف» يعود هذه المرة مع فيلم كوميدي ويتعاون هذه المرة مع المطربة اللبنانية دوللي شاهين... بعدما وضعتهم زينة في ورطة كبيرة بانسحابها من الفيلم قبل التصوير بأيام.
ويشارك في البطولة أيضا ادوارد - القاسم المشترك في معظم هذه الأفلام - وتدور الأحداث حول طالب فاشل في كلية الهندسة، يقع في غرام زميلة له ويقرر ان يعيش في شقة أحد أصدقائه المجاورة لشقة زميلته من أجل ان يكون قريبا منها، على الرغم من رفض عائلة صديقه لهذا الدخيل، والفيلم من اخراج منال الصيفي.
أما المركز الخامس فلـ «رامي الاعتصامي» فهو عودة للكوميديا مع الفنان أحمد عيد في رابع بطولة مطلقة له وبعد ان فشل فيلمه السابق «خليك في حالك» نسبيا، والذي عرض في عيد الفطر قبل السابق.
والفيلم بطولة أولى للممثلة آيتن عامر، وتجربة أولى أيضا للمطرب هيثم سعيد، ومعهم الفنان القدير أحمد راتب، والتأليف للؤي السيد، والاخراج لسامي رافع، وتدور قصة الفيلم حول طالب باحدى الكليات الخاصة، يصاب بلوثة عمل الاعتصامات التي سادت مصر في الفترة السابقة، ولكنه يناقشها بشكل ساخر.
وتأتي في المركز السادس... الفنانة عبلة كامل... حيث دخلت المنافسة بفيلمها الجديد «بلطية العايمة» بطولة مطلقة لها... وعودة... بعدما ظل تنفيذ الفيلم معقدا في ظل اختيارات المخرج علي رجب... أماكن صعبة لتصوير هذا الفيلم، فظل عامين في تنفيذه، وقد شارك الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الماضي.
ولاقى خلاله آراء متناقضة بين المعجبين به والمنتقدين له، والفيلم هو أول أفلام مي كساب في السينما، وذلك بالرغم من عرض فيلمها الثاني «كباريه» في الصيف الماضي، كما يشارك في بطولته أيضا ادوارد وسامي العدل وسعيد طرابيك.
والفيلم تأليف الكاتب الصحافي بلال فضل، وتدور أحداثه حول «بلطية العايمة» الأرملة التي ترعى أبناءها وأختها وأمها، وتحارب رجل أعمال يحاول ان يستولي على منازل المنطقة التي تعيش فيها لتحويلها لقرية سياحية كبيرة.
ويعود أحمد آدم من جديد بفيلم «شعبان الفارس» بعد ان ابتعد منذ بداية صيف 2007 بفيلمه «صباحو كدب» الذي لم يحقق الايرادات المتوقعة، وهذه المرة يعود مع شركة انتاج جديدة عليه، وهي السبكي... كما بتعاون مع السيناريست أحمد البيه في الاخراج فهو التجربة الأولى لشريف عابدين، أما البطولة بجوار آدم فهناك السورية جومانة مراد وعلاء مرسي وماجد الكدواني ولطفي لبيب وانتصار.
وتدور أحداث الفيلم حول أب يشعر بالضعف في حياته... ويرى ذلك في عين ابنه. ويحاول ان يثبت له شجاعته وحبه له، فيشترك له في برنامج تلفزيوني بعنوان «الفارس الأول» حتى لا يفقد ثقة ابنه فيه... ويذهبان يوم المسابقة ويركبان عن طريق الخطأ سيارة تتجه الى ارتكاب جريمة. ويظن الأب وابنه ان الأحداث ضمن البرنامج التلفزيوني وينفذان المطلوب منهما الى ان يكتشفا الحقيقة.
وللمرة الثالثة تحاول مي عز الدين اثبات نفسها كبطلة منفردة للأفلام، ويساعدها هذه المرة خالد أبو النجا وحسن حسني، وذلك من خلال فيلم مأخوذ عن الفيلم الأميركي «Shallow Hal» والذي قامت ببطولته النجمة جوينيث بالترو وجاك بلاك، وهو من انتاج عام 2001.
وتستخدم مي عز الدين في الفيلم نفس الماكياج الذي كانت تستخدمه في فيلم «أيظن» والمتمثل في الفتاة السمينة، وتدور أحداث الفيلم حول شاب يقع في حب فتاة سمينة للغاية، ولكنه يراها ذات جسم مثالي، لأنه يراها بروحها الداخلية وليس بشكلها الخارجي.
وفيلم «خلطة فوزية» اخراج مجدي أحمد علي وبطولة «الهام شاهين وعزت أبوعوف وغادة عبد الرازق وفتحي عبد الوهاب» وتأليف هناء عطية وبالرغم من أنه حصل على العديد من الجوائز في المهرجانات الا أنه لم يحظ بايرادات عالية بل وخرج من مهرجان القاهرة السينمائي الأخير خالي الوفاض.
مفاجآت
نجح الثلاثي «أوسكار» و«النصر» و«الماسة» في توجيه ضربة قوية لـ «الشركة العربية»... بتعاقدهم مع الفنان كريم عبد العزيز بعد انتهاء عقده مع «الشركة العربية»... في حين نجحت اسعاد يونس في الانضمام الى تحالف كامل أبو علي ونجيب ساويرس... اللذين أسسا شركة «مصر للسينما»، وأول أفلامها هو «دكان شحاتة» الذي تقوم هيفاء ببطولته في أول عمل سينمائي لها، وتتولى اسعاد توزيعه.