عندما غنّت فيروز أغنيتها الشهيرة (سيفٌ فليُشهَرْ) عام 1966 وفيها:
سيفٌ فليُشهَر في الدنيا
ولتصدع أبواب تصدع
الآن الآن وليس غداً
أجراس العودة فلتقرع
أنا لا أنساكِ فلسطين
ويشد يشد بي البعد
سندك ندك الأسوار
نستلهم ذاك الغار
ونعيد إلى الدار الدار
نمحو بالنار العار
ترنّمت أسماعنا لتلك الأغنية وأخذنا نرددها مراراً مؤمنين بما فيها، وكان لدينا الأمل بأن نهزم أعداء الله الصهيونيين وبأن نحرر فلسطين، لكن مرت أعوام طويلة ذقنا فيها ذل الهزائم والتراجع، حتى ترنّم الشاعر نزار قباني بقصيدته التي قال فيها:
غنت فيروز مغردة
وجميع الناس لها تسمع
الآن الآن وليس غداً
أجراس العودة فلتقرع
من أين العودة فيروز
والعودة تحتاج لمدفع
والمدفع يلزمه كف
والكف يحتاج لإصبع
والإصبع ملتذ لاهٍ
في الشعب له مرتع
عفوا فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع
ثم جاء الشاعر تميم البرغوثي لينشد:
عفوا فيروز ونزار
فالحال الآن هو الأفظع
إن كان زمانكما بشع
فزمان زعامتنا أبشع
تصغي لأوامر أميركا
ولغير «أهور» لا تركع
ما عاد الآن لنا جرس
في الأرض ولا حتى إصبع
إن كان زمانك مهزلة
فهوان اليوم هو الأفظع
أما الشاعر العراقي فقد رد على نزار قباني وتميم البرغوثي قائلاً:
عفوا فيروز ونزار
عفوا لمقامكما الأرفع
لا الآن الآن وليس غداً
أجراس التاريخ تقرع
بغداد لحقت بالقدس
والكل على مرأى ومسمع
والشعب العربي ذليل
ما عاد يبحث عن مدفع
يبحث عن دولار أخضر
يدخل ملهى العروبة أسرع
لكن الشاعرة السودانية سناء عبدالعظيم ردت عليهم جميعاً:
عفوا لتميم وعراقي
إني بكلامك لم أقنع
عفوا لأخينا سوداني
من أيدي شعراء أربع
النخوة ما زالت فينا
شبيباً وشباناً أو رفع
سنعود كما كنا
وسترفع أمتنا الاشرع
وتسير سفينة أمتنا
وتخوض الموج ولن تصرع
ونقود الناس كما كنا
في عهد محمد لم نجزع
فيروز انتظري عودتنا
كادت أجراسك أن تقرع
قباني صبراً قباني
المدفع يحتاج لمصنع
والمصنع أوشك أن
يبنى والخير بأمتنا ينبع
عفوا لتميم البرغوثي
فالشعب محال أن يقنع
وتعود القدس وبغداد
ونصلي في الأقصى ونركع
لن نرضى أبداً بالذل
وقريباً للشام سنرجع
ويعود المجد لأمتنا
ونقود الدنيا نتربع
فالله وعدنا بالنصر
ومع نصر الله نتطلع
سيعود العز لأمتنا
ولغير الله لن نخضع