في شوارع بيروت.. أبناء اللبنانيات يناضلون للحصول على جنسية أمهاتهم

1 يناير 1970 03:34 م

منذ ثلاثة أسابيع، تشارك دانا يومياً في التظاهرات غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية في لبنان، مسقط رأس والدتها المحرومة بسبب زواجها من أجنبي من منح الجنسية لأولادها.

ودانا (22 عاماً) مولودة من أب سوري، وهي واحدة من آلاف الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على الجنسية اللبنانية، لأن المواطن اللبناني، بحسب القانون، هو فقط من يولد من أب لبناني. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في 17 تشرين الأول/أكتوبر، يشكل مطلب إعطاء اللبنانيات حق نقل الجنسية الى أولادهن، مطلبا أساسيا للمتظاهرين.

وتقول الشابة بينما تضع العلم اللبناني على كتفيها "أنا مولودة في بيروت، والدي سوري الجنسية وانفصل عن والدتي قبل أن أولد. ترعرت وكبرت هنا مع أمي".
وتوضح دانا التي تواظب يومياً على التوجّه إلى ساحة رياض الصلح، مركز التظاهر الرئيسي في بيروت، "أعتبر نفسي لبنانية لكنهم لا يريدون الاعتراف بهويتي"، في إشارة إلى المسؤولين الذين تصفهم بـ"ذكوريين" و"عنصريين".
وتضيف "هذا الأمر أثّر كثيراً على نفسيّتي وعلى بناء هويّتي الشخصية".

وتدافع اللبنانيات منذ سنوات عن حقهنّ في منح الجنسية لأولادهن.
على غرار دانا، انضمّ عمر أيضاً إلى التحركات، يقوده الأمل بتحقيق "التغيير" في بلد لا تزال الطبقة الحاكمة هي نفسها منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ويقول عمر (17 عاماً) "نزلت إلى الشارع ضد الفساد المستشري في الدولة".
ويروي الشاب المولود أيضاً من أم لبنانية وأب سوري، "ذهبت مرة واحدة في حياتي إلى سورية حين كنت طفلاً".
ورغم أنه أمضى حياته في لبنان، يقوم عمر سنوياً بتجديد إقامته.
ويضيف الشاب ذو البينة القوية رافعاً العلم اللبناني، بانفعال "يعاملوننا في الأمن العام كأننا أجانب. يجعلوننا نشعر بالذلّ".

ويقول رافضو منح الأم حق إعطاء الجنسية لأولادها إن تجنيس سوريين وفلسطينيين (وهم من المسلمين بمعظمهم) من شأنه أن يزعزع "التوازن الطائفي" في بلد صغير متعدد الطوائف ويقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

ويقول سامر (33 عاماً) المولود لأب فلسطيني وأم لبنانية خلال مشاركته في تظاهرة في بيروت "لا نطالب بتوطين الفلسطينيين وإنما بإعطاء الجنسية للمولودين من أم لبنانية فقط. هذا حق طبيعي".
ويضيف الوالد لثلاثة أطفال "نحتاج الى الجنسية للعمل ولتسجيل أطفالنا في المدارس والاستفادة من الضمان الاجتماعي".

وفي العام 2018، اقترح وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل مشروع قانون يخوّل المرأة اللبنانية حق منح الجنسية لأطفالها، إذا كانت متزوجة من أجنبي على ألا يكون سورياً أو فلسطينياً.
وتعلّق رندة قباني، منسّقة حملة "جنسيتي كرامتي" التي تمّ إطلاقها عام 2011، بالقول "إنها عنصرية".
وتوجد في سجلات الحملة طلبات لنحو عشرة آلاف عائلة يريد أفرادها الحصول على الجنسية اللبنانية، ستون في المئة منهم سوريون، وعشرة في المئة مصريون وسبعة في المئة فلسطينيون، فضلاً عن أردنيين وعراقيين وأميركيين وأوروبيين.
وتوضح قباني أن "نحو ثمانين في المئة منهم مسلمون مقابل عشرين في المئة من الطوائف المسيحية".

وعادت المطالب بإعطاء الأم حق منح الجنسية إلى الواجهة خلال التظاهرات الشعبية التي شارك فيها مئات آلاف اللبنانيين.
وتقول قباني "قبل الحراك، كانت الأمهات يشعرنّ بالخجل لدى الكلام عن الموضوع. اليوم يطالبن بصوت عالٍ بأن يحصلن على هذا الحق".
وحمل متظاهرون خلال الأسابيع الماضية لافتات كثيرة حول هذا الموضوع بينها "ما فيي إحمل جنسية إمي، بس فيي دافع عن ثورتها".

وتشارك سحر أيوب، وهي أم لفتيين في الـ14 و16 من العمر يحملان الجنسية السورية، في الحراك الشعبي منذ انطلاقته في بيروت.
وتقول "سأبقى سنوات في الشارع حتى يصل صوتي وأحصل على حقي المكتسب لي ولأولادي ولكل إمرأة لبنانية".