ميسي ورونالدو... ماذا بعد كرة القدم؟

1 يناير 1970 12:18 م

دمغ الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، العقد الأخير، بطابعهما، ليس فقط من خلال السيطرة بين 2008 و2017، على «الكرة الذهبية» التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية سنوياً لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، بل بالنظر إلى مفاصل اللعبة كافة، مروراً بالصراع الذي كان قائماً بينهما يوم كان «سي آر 7» ضمن صفوف ريال مدريد الإسباني في مواجهة «البرغوث»، ملهم الغريم التاريخي برشلونة.
لكل شيء نهاية، هذه سنّة الحياة. أمّا وقد بلغ اللاعبان سناً يؤشّر إلى قرب اعتزالهما، فإن السؤال الذي يفرض نفسه، اليوم، يتمثل في الخطوة التي تلي «الرحيل» عن «المستطيل الأخضر».
البعض يعتقد بأنّ لاعبي الصف الأول يمضون بقية حياتهم مستمتعين بالثروة التي حصدوها، بيد أن الواقع يشير إلى أن هذا الاحتمال ليس الأوحد.
رونالدو (34 عاما) أبدى رغبته في العمل في مجال الموضة والأزياء بعد الاعتزال، وأظهر في مناسبات عدة أنه شخص يحب الاعتناء بجسده وأناقته.
شارك في مجموعة من الإعلانات المخصصة للموضة والأزياء، وأطلق علامة ملابس داخلية وعطوراً خاصة به، بالإضافة إلى أحذية جلدية ومجموعة من الملابس الجاهزة.
كما اتجه «صاروخ ماديرا» إلى خارج أوروبا وقرر اقتناء أرض في المغرب ليبني عليها فندقاً يدخل في إطار سلسلة «سي إر 7» للفنادق التي أطلقها في إسبانيا والبرتغال.
من جهته، يملك ميسي (32 عاما) عقد شراكة مع «أديداس»، الأمر الذي يعود عليه بمردود جيد، لكن ليس من المؤكد أن يدوم ذلك بعد اعتزاله، إذ تقوم الشركة غالباً بفسخ العقود بعد توقف نشاط اللاعب.
يشتهر النجم الأرجنتيني بهوسه في العقارات وامتلاك البيوت والفيلات الفارهة.
وخصص ميسي جزءاً من ثروته في سوق العقارات من خلال تشييد مبانٍ سكنية داخل إسبانيا وفي مسقط رأسه في مدينة روزاريو الأرجنتينية.
كما أسس شركة صغيرة في البداية برأس مال 3 آلاف يورو لبيع وشراء الأراضي منذ 2010، لكن مع الوقت اتسع حجمها.
ويدير ميسي مجموعة من الشاليهات الفاخرة على نهر بارانا، وهي أشبه بمدن رياضية تضم ملاعب لكرة القدم والتنس، واستثمر فيها 20 مليون يورو.
«الراي» سألت عدداً من اللاعبين والمدربين الحاليين والسابقين عن رؤيتهم لمستقبل رونالدو وميسي بعد «حقبة الملاعب»، فرأى القائد السابق لمنتخب الكويت في «العصر الذهبي»، سعد الحوطي، بأن «النجمين سيكونان بعيدين تماماً عن مجال التدريب»، وأضاف: «لدى رونالدو قدرة شخصية على إدارة الأعمال وتأسيس شركات يقودها بنفسه. أمّا ميسي، فأعتقد أنه ما زال، حتى الآن، مبدعاً في كل مرة يلمس فيها الكرة، لكن شخصيته لم تُظهر لنا عن مواهب أخرى. من الممكن ان نجده محللاً في إحدى القنوات العالمية لأنه يملك موهبة فذة».
المحلل في مجموعة «بي إن سبورتس» واللاعب السابق في فريق القادسية، الدكتور طارق الجلاهمة، كانت له رؤية مختلفة تقريباً، إذ يجد أن «رونالدو يملك المعطيات التي تجعل منه رجل أعمال أو وكيل لاعبين، وقد يشتري نادياً خاصاً به، لكني لا أراه بعيداً عن المجال الرياضي».
وتابع: «بالنسبة إلى ميسي، أرى بأنه من الصعوبة بمكان أن يتحول إلى مدرب. يمكن أن يصبح مستشاراً فقط. ثمة صعوبة في ان يكون محللاً، إذ إن شخصيته لا تشير إلى ذلك. قد يبتعد تماماً عن كرة القدم، ويدخل مجالاً مختلفاً وبعيداً عن الرياضة».
المدرب السابق لفريقي العربي وكاظمة، فوزي إبراهيم، ذهب بتوقعاته إلى حيث يرى بأن «رونالدو وميسي قد يتّجهان إلى مجالات أخرى تتمثل بالاستثمار في المعدات الرياضية، أو إلى شراء نادٍ»، مستبعداً احتمال تحولهما إلى التدريب.
وتابع: «أعتقد بأن رونالدو أقرب إلى عالم الموضة، على غرار (الإنكليزي ديفيد) بيكهام. أمّا ميسي، فهو أقرب، برأيي، من إنشاء أكاديميات في دول مختلفة والاستثمار فيها».
صالح العصفور، الذي سبق له قيادة فرق محلية عدة، بالإضافة إلى عضويته في الجهاز الفني لمنتخب الكويت، في أكثر من مناسبة، توقع بأن يتجه ميسي الى الأعمال الحرة والتجارة بعيداً عن كرة القدم، فيما رأى رونالدو في مناصب إدارية، «ولا أستبعد أن يترأس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم يوماً ما».
ويعتقد عضو مجلس ادارة اتحاد كرة القدم، خالد الشمري، بأن رونالدو، اللاعب السابق لسبورتينغ لشبونة البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي وريال مدريد، والحالي ليوفنتوس الإيطالي، سيتجه ليصبح رجل أعمال، فيما رأى بأنه من الممكن أن يعمل ميسي في المجال الإداري، «وقد يتحوّل إلى رئيسٍ لأحد الأندية».
من جهته، كان مدرب فريق برقان، ماهر الشمري، سريعاً ومختصراً في توقعاته، فرأى بأن «رونالدو لن يترك الوسط الرياضي، فيما سيهجر ميسي هذا الوسط تماماً».
مدرب الفحيحيل، ظاهر العدواني، قال: «أتوقع أن يصبح رونالدو رجل أعمال، خصوصاً وأنه يملك حالياً سلسلة فنادق، ويبدو أن هذا المجال يروق له. وفي حال رغبته في الاستمرار بالحيوية والنشاط نفسهما، فإن مجال عرض الأزياء مناسب له ومن المتوقع ان يصبح عارض أزياء، لمَ لا؟»، وأضاف: «أتوقع أن يبتعد ميسي عن كرة القدم بصورة نهائية ولا أرى بأنه سيخوض مجال التدريب أو الإدارة».
سلمان عواد، الذي تولى، في الآونة الأخيرة، تدريب السالمية، توقع أن يترك الأرجنتيني المجال الرياضي وذلك لأسباب عدة، منها طبيعته الإنطوائية وعدم قدرته على تحمل الضغوط التي تواكب أي مسؤولية في المستقبل، واستطرد: «العكس ينطبق على رونالدو الذي يعشق الضغوط والبقاء تحت الأضواء. وأعتقد بأنه سيتجه الى العمل الفني كمدرب حيث تكون الضغوط مماثلة لتلك التي يعيشها كلاعب».
أما النجم السابق لفريق القادسية و«الأزرق» والمدرب الحالي لليرموك، هاني الصقر، فرجّح توجُّه ميسي نحو العمل الإداري في نادي برشلونة، على أن يسلك رونالدو طريق التدريب.
زميله في المنتخب وأحد النجوم السابقين في فريق كاظمة، حمد الطيار، أشار إلى أن «رونالدو سيصبح رجل سياسة، ومن المحتمل أن يخوض انتخابات الرئاسة او البرلمان في بلاده، على غرار النجمين السابقين جورج ويا (الرئيس الحالي لليبيريا) والأوكراني أندري شفتشنكو (المدرب الحالي لمنتخب بلاده)».
وتابع: «أما بالنسبة إلى ميسي، فأتوقع أن يلعب دوراً مهماً في إدارة نادي برشلونة، تماماً مثلما يفعل النجم (التشيكي بافل) ندفيد في يوفنتوس (الإيطالي)».

 


آراء متباينة لنجوم كرة القدم الكويتية:

البرتغالي بين الأعمال والأزياء والتدريب والسياسة ورئاسة الاتحاد وشراء نادٍ ... والأرجنتيني محلل أو رئيس نادٍ أو إداري في برشلونة أو رجل أعمال بعيداً عن التدريب