رؤى

عاجل وحصري!

1 يناير 1970 02:39 م

من غرائب وقتنا الحاضر، هو تبدل الأدوار وخوض الناس في ما يعرفون ولا يعرفون فتجد الخائن يتكلم عن الأمانة والشرف ومنتهك القوانين يطالب بتطبيقها والجاهل يجابه العالم، إضافة إلى الغالبية العظمى الذين يدّعون أنهم يفهمون كل شيء فينظّرون في السياسة والاقتصاد والطب والتاريخ والرياضة والفن وكل شيء، حتى انسحب الأمر على الإعلام فصار عشرات العشرات كتاباً وصحافيين في مواقع إخبارية إلكترونية!
أعلم أن للشعب الكويتي هبّات فكنت أظن أن الموضوع هبّة كـ هبّة «اللوتس» أو «النوتيلا» وتنتهي، ولكن الموضوع طال وأصبح لا يطاق، لذا أقولها وبحسرة إن الإعلام الكويتي يتعرض للإساءة من قبل أشخاص لا يعرفون أبسط أساسيات وأدبيات العمل الصحافي، ومع ذلك تجنوا على الإعلام وأصبحوا يديرون مواقع وحسابات إخبارية إلكترونية كثيرة وبأضعاف عددهم في مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن الكثير منهم يملك ما يسمى بالصحيفة الإلكترونية أو أكثر، والمصيبة الكبرى أنهم يسرقون الأخبار من الصحف الكبيرة سواء ورقية أو إلكترونية أو من بعضهم البعض أو يبثون أخباراً كاذبة أو سخيفة، والمضحك المؤسف أن كثيراً ما تكون هذه الأخبار مكررة بالصيغة والخطأ الإملائي نفسيهما وسط غياب الجهات الرقابية.
عندما أقول إن الصحافة الكويتية تتعرض للإساءة، فأنا أعني ما أقول، حيث إن تلك الخدمات أفقدت الصحافة الكويتية مصداقيتها وهيبتها، واستهلكت الكثير من المفردات الصحافية، حتى أسقطت قيمتها الفنية، فتجدهم يتناسخون أخباراً لا قيمة لها ولا تستحق النشر تحت عناوين (عاجل. وحصري. ومصادر حكومية وبرلمانية)، هذا غيرالأخبار المسندة إلى مراقبين ومحللين واقتصاديين وإعلاميين، من دون ذكر أسمائهم وهي في الحقيقة من صنع مؤلفين خلف شاشات الإنترنت!
من دون أدنى شك أنا ضد محاصرة وسائل الإعلام بقوانين تضيّق الحرية الإعلامية، ولكن قد يكون تكبيل وسائل الإعلام بسلاسل أرحم من المهزلة التي يتعرض لها الإعلام على أيدي دخلاء المهنة، لذلك نصيحتي لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: تخلصوا من الخدمات الإخبارية التعيسة واكتفوا بالجيد منها وعددها قليل جداً، حتى لا تساهموا في تردي الإعلام الكويتي أكثر من ذلك، وأنا على يقين أنكم لن تفوتوا خبراً يستحق النشر، ولا يغرنكم كثرة المتابعين، كله كلام فارغ ومتابعون وهميون.