رسالتي

قبل أن تغرق سفينتنا!

1 يناير 1970 01:13 ص

هناك تشبيه عجيب وجميل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لفئتين من فئات المجتمع.
فئة حريصة على الالتزام بأوامر الله ونواهيه، وفئة جريئة على الوقوع في محارم الله وتعدّيها.
وشبه النبي عليه الصلاة والسلام الفئتين، بقوم ركبوا سفينة فأخذ كل منهم مكانه بعد إجراء القرعة.
ثم أراد قوم (وهم يمثلون الواقعين في حرمات الله) أن يخرقوا في السفينة خرقاً ليسهل عليهم جلب الماء، بحجة أن هذا الجزء خاص بهم ولهم الحق والحرية بأن يفعلوا به ما يريدون.
فبيّن النبي عليه الصلاة والسلام من خلال الحديث أن الفئة الثانية (وهم يمثلون المحافظين على حدود الله) أصبحوا بين أمرين وخيارين لا ثالث لهما، إما أن يمنعوا هؤلاء المفسدين ويأخذوا على أيديهم ، فتُكتب النجاة للجميع.
وإما أن يتركوهم وما أردوا، وستكون النتيجة الحتمية: غرق وهلاك الجميع.
في مجتمعاتنا هناك من يتعدون حدود الله ويجاهرون بارتكاب المعاصي، ويسعون للإفساد ونشر الرذيلة في المجتمع، ولا يلقون بالاً ولا احتراماً أو هيبة لا لله تعالى ولا لعباده!
فهؤلاء إن تركهم المجتمع وما أرادوا فالهلاك مصير الجميع، مصداقاً لقول الله تعالى: «وإذا أردنا أن نُهْلِك قريةً أَمَرْنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرناها تدميرا».
وإما أن يقوم أهل الخير والصلاح بإنكار المنكر والتصدي لهؤلاء  بالطرق القانونية والمشروعة، وبالتالي سيمنعونهم من الاستمرار في فسادهم أو إفساد المجتمع.
ونتيجة ذلك ستكون أن يحفظ الله تعالى البلاد والعباد من أن ينزل بهم سخطه وعقابه.
يقول الله تعالى: «وما كان ربُّك لِيُهلِك القرى بظُلم وأهلها مُصْلِحون».
هناك أسباب أخرى قد تؤدي إلى غرق سفينة المجتمع وهو انتشار الظلم.
فعاقبة الظلم وخيمة، ولذلك قال الله عز وجل: «وكذلك أَخْذُ ربِّك إذا أَخَذَ القُرى وهي ظالمة إن أَخْذَهُ أليم شديد».
ومن هنا كانت وصية الرسول عليه الصلاة والسلام: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، ثم بيّن المقصود بنُصرته على الظلم، وهي بالأخذ على يده ومنعه من الظلم، لا بتأييده وتبرير ظلمه وعدوانه.
فإن قام المصلحون بدورهم في الإنكار ومنع المفسدين والظالمين، فستكون نجاة سفينة المجتمع من صالح الجميع، وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً!
فهل نُدْرِكْ سفينة مجتمعنا قبل غرقها؟!

Twitter : @abdulaziz2002